شـهد
20 - 8 - 2004, 01:25 PM
يقوم المعلم بعملية التربية كما يقوم بعلمية التعليم ، بمعنى أنه ينقل المعارف والقيم ويعمل على تكوين مفاهيم معينة لدى طلابه ، كما يسعى إلى إكسابهم العديد من الميول والاتجاهات وأوجه التقدير والتذوق ، ويساعدهم على اكتساب المهارات المختلفة المناسبة لهم وذلك يعني أن المعلم يسعى إلى إحداث تغييرات عقلية ووجدانية وسلوكية لدى طلابه ، وهذا يحتاج إلى من يساعده ويشد من أزره ، كما يحتاج إلى من يوجهه ويعينه بخبراته لتحقيق تلك الغايات .
ويخطئ المشرف التربوي الذي يعتبر نفسه طرفاً والمعلمين طرفاً آخر ، أو ينظر إلى نفسه على أنه اليد العليا والمعلمين اليد السفلى التي يجب أن تصدع بما تؤمر سواء من بعيد أو من قريب ، وإذا وقعت منهم أي هفوة أو خطأ اقتنصه وأقام عليهم حدود الأنظمة والتعليمات ويعمل على شاكلته ويتنكر لخبرات الآخرين .
إن العلاقة إذا كانت سيئة – لا سمح الله – بين المعلم والمشرف سوف تؤثر سلباً على العمل التربوي ، مما يؤدي بالتالي إلى فتور في الهمم وهبوط للروح المعنوية لدى المعلمين ، كما تؤدي إلى الفوضى والانقسام ، وإكساب الطلاب كثيراً من الصفات المرذولة مثل التعصب الأعمى والتملق والسير في الركب والاتجاه مع الريح وانتهاز الفرص والدس والتجسس والتقول .
والمشرف التربوي ينبغي أن ينظر إلى عمله على أنه مشرف قيادي تربوي يسعى في رسالته إلى تطوير الأداء التربوي ، وليس عمله عملاً رئاسياً للتعسف والاستبداد والاستغلال ، فلا يستغل سلطته في التسلط على المعلمين وإلزامهم بالخضوع وتحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه ، دون اعتبار لمتطلبات العمل وظروف المعلم الذي وجُد لمساعدته ، لذا أشير إلى أنه يجب عليه ما يلي :
1 - أن يحترم المعلم في المعهد ، يؤمن بذكائه وتفكيره ، وبالتالي بقدرته على الاشتراك في التخطيط وتحديد الأهداف والتنفيذ وتحمل المسئولية .
2 - أن يشعر أنه يعمل ضمن مجموعة هي كافة معلمي المدرسة وليس مستقلاً عنهم .
3 - أن يستمد القيادة من قدرته على معاونة الجماعة في الوصول بالمعهد إلى أحسن ما يمكن وفق الأهداف التي رسمها لا من سلطته كمشرف .
4 - أن يتيح الفرصة للمعلمين والطلاب للابتكار والإبداع والتجريب ، على أن يتم ذلك وفقاً لخطة عمل مرسومة وإشراف ذكي وتوجيه صحي .
5 - أن يعمل على تقوية أواصر الروابط الاجتماعية بينه وبين المعلمين ، فيعني بمراعاة شعورهم ورغباتهم ، ويدأب على رفع روحهم المعنوية ، ويحرص على خلق التجانس والانسجام فيما بينهم كأسرة واحدة .
6 - أن يعتبر مسئوليته الأولى حفز العمل والنشاط والمواهب وتنسيقها ، مع الحرص على سد ما ينشأ من فجوات ويحول دون تأخر عمل أو نشاط على حساب أعمال أو منا شط أخرى ويحرص على أن يكون المجتمع والنشاط المدرسي متكاملين يعين بعضه بعضاً ، ويقدم من أجل ذلك نصائحه ومقترحاته ويعرضها على المعلمين لمناقشتها ثم يقدمون بدورهم مقترحاتهم وآراءهم مستهدفين المصلحة العامة ، وبذلك يصبح المعهد مدرسة للجميع .
7 - أن يحرص المشرف التربوي على أن تكون له سياسة مرسومة يُشرك فيها المعهد وكل من يدور في فلكه ، ويجعل الجميع مدركين لدور كل واحد منهم في المعهد متحمسين لأداء ذلك الدور .
8 - أن يعقد اجتماعات مع المعلمين يتبادلون فيها الآراء والمناقشات المجدية ،ويضعون للمادة خططها ، ويعيدون النظر في هذه الخطط في ضوء النتائج .
9 - أن يتبع أساليب تربوية من شأنها خلق التعاون بين المعلمين .
وينجح المعهد عندما يتعاون المشرف التربوي والمعلمون ويتبادلون الثقة والاحترام ويفضي كل منهم إلى الآخر بمشكلاته ونواحي ضعفه وما يضيق به صدره ، ويأخذ الجميع في تدبر الموقف والعمل على علاجه .
ويمكن أن تحكم على سلامة العلاقات بين المشرف التربوي والمعلمين يوم ترى هؤلاء لا يتحرجون من الكشف عن عيوبهم ومشكلاتهم أمام المشرف التربوي وزملائهم لشعورهم بأن ذلك مفتاح الإصلاح والعمل على حل المشكلات .
ويمكن أن تحكم على سلامة العلاقات بين المشرف التربوي والمعلمين يوم ترى المشرف التربوي يقوم بتوجيه معلميه على نحو يمكن كل فرد في المعهد بما فيه هو نفسه من القيام بعمله ، وفق قدراته في تناسق وانسجام ، يكون الجميع مثل أعضاء الجسم الواحد لكل عضو وظيفته التي يقوم بها وهو في الوقت نفسه يعاون بقية الأعضاء على أداء وظائفها .
هكذا يبني المشرف التربوي والمعلمون ولا يهدمون، ويتحمسون ولا ينددون ، ويتعاونون ولا يتخاصمون ، وتحل قاعدة الزمالة محل السيادة والتبعية ، وتسود الصراحة ، ويخبو الكيد والتستر والتمويه .
محمد بن صالح الفالح
ويخطئ المشرف التربوي الذي يعتبر نفسه طرفاً والمعلمين طرفاً آخر ، أو ينظر إلى نفسه على أنه اليد العليا والمعلمين اليد السفلى التي يجب أن تصدع بما تؤمر سواء من بعيد أو من قريب ، وإذا وقعت منهم أي هفوة أو خطأ اقتنصه وأقام عليهم حدود الأنظمة والتعليمات ويعمل على شاكلته ويتنكر لخبرات الآخرين .
إن العلاقة إذا كانت سيئة – لا سمح الله – بين المعلم والمشرف سوف تؤثر سلباً على العمل التربوي ، مما يؤدي بالتالي إلى فتور في الهمم وهبوط للروح المعنوية لدى المعلمين ، كما تؤدي إلى الفوضى والانقسام ، وإكساب الطلاب كثيراً من الصفات المرذولة مثل التعصب الأعمى والتملق والسير في الركب والاتجاه مع الريح وانتهاز الفرص والدس والتجسس والتقول .
والمشرف التربوي ينبغي أن ينظر إلى عمله على أنه مشرف قيادي تربوي يسعى في رسالته إلى تطوير الأداء التربوي ، وليس عمله عملاً رئاسياً للتعسف والاستبداد والاستغلال ، فلا يستغل سلطته في التسلط على المعلمين وإلزامهم بالخضوع وتحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه ، دون اعتبار لمتطلبات العمل وظروف المعلم الذي وجُد لمساعدته ، لذا أشير إلى أنه يجب عليه ما يلي :
1 - أن يحترم المعلم في المعهد ، يؤمن بذكائه وتفكيره ، وبالتالي بقدرته على الاشتراك في التخطيط وتحديد الأهداف والتنفيذ وتحمل المسئولية .
2 - أن يشعر أنه يعمل ضمن مجموعة هي كافة معلمي المدرسة وليس مستقلاً عنهم .
3 - أن يستمد القيادة من قدرته على معاونة الجماعة في الوصول بالمعهد إلى أحسن ما يمكن وفق الأهداف التي رسمها لا من سلطته كمشرف .
4 - أن يتيح الفرصة للمعلمين والطلاب للابتكار والإبداع والتجريب ، على أن يتم ذلك وفقاً لخطة عمل مرسومة وإشراف ذكي وتوجيه صحي .
5 - أن يعمل على تقوية أواصر الروابط الاجتماعية بينه وبين المعلمين ، فيعني بمراعاة شعورهم ورغباتهم ، ويدأب على رفع روحهم المعنوية ، ويحرص على خلق التجانس والانسجام فيما بينهم كأسرة واحدة .
6 - أن يعتبر مسئوليته الأولى حفز العمل والنشاط والمواهب وتنسيقها ، مع الحرص على سد ما ينشأ من فجوات ويحول دون تأخر عمل أو نشاط على حساب أعمال أو منا شط أخرى ويحرص على أن يكون المجتمع والنشاط المدرسي متكاملين يعين بعضه بعضاً ، ويقدم من أجل ذلك نصائحه ومقترحاته ويعرضها على المعلمين لمناقشتها ثم يقدمون بدورهم مقترحاتهم وآراءهم مستهدفين المصلحة العامة ، وبذلك يصبح المعهد مدرسة للجميع .
7 - أن يحرص المشرف التربوي على أن تكون له سياسة مرسومة يُشرك فيها المعهد وكل من يدور في فلكه ، ويجعل الجميع مدركين لدور كل واحد منهم في المعهد متحمسين لأداء ذلك الدور .
8 - أن يعقد اجتماعات مع المعلمين يتبادلون فيها الآراء والمناقشات المجدية ،ويضعون للمادة خططها ، ويعيدون النظر في هذه الخطط في ضوء النتائج .
9 - أن يتبع أساليب تربوية من شأنها خلق التعاون بين المعلمين .
وينجح المعهد عندما يتعاون المشرف التربوي والمعلمون ويتبادلون الثقة والاحترام ويفضي كل منهم إلى الآخر بمشكلاته ونواحي ضعفه وما يضيق به صدره ، ويأخذ الجميع في تدبر الموقف والعمل على علاجه .
ويمكن أن تحكم على سلامة العلاقات بين المشرف التربوي والمعلمين يوم ترى هؤلاء لا يتحرجون من الكشف عن عيوبهم ومشكلاتهم أمام المشرف التربوي وزملائهم لشعورهم بأن ذلك مفتاح الإصلاح والعمل على حل المشكلات .
ويمكن أن تحكم على سلامة العلاقات بين المشرف التربوي والمعلمين يوم ترى المشرف التربوي يقوم بتوجيه معلميه على نحو يمكن كل فرد في المعهد بما فيه هو نفسه من القيام بعمله ، وفق قدراته في تناسق وانسجام ، يكون الجميع مثل أعضاء الجسم الواحد لكل عضو وظيفته التي يقوم بها وهو في الوقت نفسه يعاون بقية الأعضاء على أداء وظائفها .
هكذا يبني المشرف التربوي والمعلمون ولا يهدمون، ويتحمسون ولا ينددون ، ويتعاونون ولا يتخاصمون ، وتحل قاعدة الزمالة محل السيادة والتبعية ، وتسود الصراحة ، ويخبو الكيد والتستر والتمويه .
محمد بن صالح الفالح