مصطفى الشاذلي
17 - 8 - 2016, 01:15 AM
قال صلى الله عليه وسلم: { يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ }(1)
فالأمر يحتاج إلى يقين فالسيدة هاجر وإسماعيل عندما أودعها سيدنا إبراهيم وطفلها بين الصفا والمروة وقالت له: لمن تتركنا ها هنا يا إبراهيم؟
فلم يجبها، فكررت القول ثلاثاً، فلما رأته لم يجبها قالت: أالله أمرك بذلك؟،
قال: نعم، قالت: ( إذاً لا يضيعنا). ثقة بالله، ويقيناً وحسن ظن بالله عزَّ وجلَّ. وقال صلى الله عليه وسلم:
{ حُسْنُ الظّنِّ بِالله مِنْ حُسْنِ الْعِبادَةِ }(2)
فلما أحسنت بالله ظنها فرَّج الله أمرها.
فبينما هي تجري مسرعة بين الصفا والمروة بعد نفاذ السقاء الذي كان معها من الماء، إذا بها تجد طيوراً عند صغيرها، فتسرع إليه خائفة، فإذا الماء قد نبع من تحت قدم رضيعها، وعلى هذا الماء أمرٌ عجيب في صحراء جرداء لا يرويها نهر، ولا يأتيها مطر، تروي الملايين والملايين في كل طرفة عين ولا ينفذ ماؤها، ولا يتغير طعمها، ولا يعطي منها ماءً في الأول يخالف الماء في آخر اليوم، فكأنها تنبع من الجنة، لا مقطوعة ولا ممنوعة.
وإسماعيل عليه السلام عندما حكى له أبوه الرؤيا وقال:
( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) (102الصافات)،
ولم يعترض على أمر الله، ولم يهرب من أبيه، بل عاونه وكان نعم العون له، وقال له: يا أبت، لا تخبر أمي بخروجنا، وخرجا وتظاهرا أنهما خارجان للسير، فلما وصلا إلى منى قال: يا أبت اشحذ المدية (السكين) حتى تقطع بسرعة، وانزع قميصي من على جسدي حتى لا يقع عليه الدم فتعرف بذلك أمي فتحزن لأجلي، وألقني على وجهي حتى لا تنظر إلى قسمات وجهي فتأخذك رحمة في تنفيذ أمر الله عزَّ وجلَّ، فقال له: نعم الولد أنت عوناً لأبيك يا إسماعيل:
( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (103: 105الصافات).
ونزل الملك بفدائه من الجنة؛بكبش سمين لتكون سنة عملية لمن يحج ولمن لا يحج إلى يوم القيامة تثبت للناس أجمعين أن المؤمنين الذين يسلِّمون لأمر الله، ولا يعترضون على قضاء الله الذي ليس في وسعهم دفعه ولا منعه، يحميهم الله بلطفه، وينقذهم الله عزَّ وجلَّ ببرِّه، لأنه نعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير.
(1)رواه مسلم في صحيحه وابن ماجة في سننه والإمام مالك في الموطأ وأبي داود في سننه عن أبي هريرة.
(2)رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AD%D9%89/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى} لفضيلة ال*** فوزي محمد أبوزيد
https://m.facebook.com/fawzyabuzeid.library (http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotam_elhamya_V6_Haj_and_Adha.pdf)
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.facebook.com/dialog/share?app_id=87741124305&href=https%3A//www.youtube.com/attribution_link%3Fa%3DRrkGoxsUPIY%26u%3D%252Fwatc h%253Fv%253DPPTKRGAkatw%2526feature%253Dshare&display=popup&redirect_uri=https://www.youtube.com/facebook_redirect
http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotam_elhamya_V6_Haj_and_Adha.jpg
فالأمر يحتاج إلى يقين فالسيدة هاجر وإسماعيل عندما أودعها سيدنا إبراهيم وطفلها بين الصفا والمروة وقالت له: لمن تتركنا ها هنا يا إبراهيم؟
فلم يجبها، فكررت القول ثلاثاً، فلما رأته لم يجبها قالت: أالله أمرك بذلك؟،
قال: نعم، قالت: ( إذاً لا يضيعنا). ثقة بالله، ويقيناً وحسن ظن بالله عزَّ وجلَّ. وقال صلى الله عليه وسلم:
{ حُسْنُ الظّنِّ بِالله مِنْ حُسْنِ الْعِبادَةِ }(2)
فلما أحسنت بالله ظنها فرَّج الله أمرها.
فبينما هي تجري مسرعة بين الصفا والمروة بعد نفاذ السقاء الذي كان معها من الماء، إذا بها تجد طيوراً عند صغيرها، فتسرع إليه خائفة، فإذا الماء قد نبع من تحت قدم رضيعها، وعلى هذا الماء أمرٌ عجيب في صحراء جرداء لا يرويها نهر، ولا يأتيها مطر، تروي الملايين والملايين في كل طرفة عين ولا ينفذ ماؤها، ولا يتغير طعمها، ولا يعطي منها ماءً في الأول يخالف الماء في آخر اليوم، فكأنها تنبع من الجنة، لا مقطوعة ولا ممنوعة.
وإسماعيل عليه السلام عندما حكى له أبوه الرؤيا وقال:
( يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) (102الصافات)،
ولم يعترض على أمر الله، ولم يهرب من أبيه، بل عاونه وكان نعم العون له، وقال له: يا أبت، لا تخبر أمي بخروجنا، وخرجا وتظاهرا أنهما خارجان للسير، فلما وصلا إلى منى قال: يا أبت اشحذ المدية (السكين) حتى تقطع بسرعة، وانزع قميصي من على جسدي حتى لا يقع عليه الدم فتعرف بذلك أمي فتحزن لأجلي، وألقني على وجهي حتى لا تنظر إلى قسمات وجهي فتأخذك رحمة في تنفيذ أمر الله عزَّ وجلَّ، فقال له: نعم الولد أنت عوناً لأبيك يا إسماعيل:
( فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ. قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (103: 105الصافات).
ونزل الملك بفدائه من الجنة؛بكبش سمين لتكون سنة عملية لمن يحج ولمن لا يحج إلى يوم القيامة تثبت للناس أجمعين أن المؤمنين الذين يسلِّمون لأمر الله، ولا يعترضون على قضاء الله الذي ليس في وسعهم دفعه ولا منعه، يحميهم الله بلطفه، وينقذهم الله عزَّ وجلَّ ببرِّه، لأنه نعم الوكيل، ونعم المولى ونعم النصير.
(1)رواه مسلم في صحيحه وابن ماجة في سننه والإمام مالك في الموطأ وأبي داود في سننه عن أبي هريرة.
(2)رواه أحمد والترمذي عن أبي هريرة.
http://www.fawzyabuzeid.com/%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%87%D8%A7%D9%85%D9%8A%D 8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AC-%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B6%D8%AD%D9%89/
منقول من كتاب {الخطب الإلهامية الحج وعيد الأضحى} لفضيلة ال*** فوزي محمد أبوزيد
https://m.facebook.com/fawzyabuzeid.library (http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotam_elhamya_V6_Haj_and_Adha.pdf)
اضغط هنا لقراءة أو تحميل الكتاب مجاناً
https://www.facebook.com/dialog/share?app_id=87741124305&href=https%3A//www.youtube.com/attribution_link%3Fa%3DRrkGoxsUPIY%26u%3D%252Fwatc h%253Fv%253DPPTKRGAkatw%2526feature%253Dshare&display=popup&redirect_uri=https://www.youtube.com/facebook_redirect
http://www.fawzyabuzeid.com/wp-content/uploads/book/Book_Khotam_elhamya_V6_Haj_and_Adha.jpg