المعلم القدوة عون مهم للأسرة في تربية أبنائها

[ابولمى]

لا شك أن الكل منا يعلم ما للمعلم من مكانة عظيمة في المجتمع فهو المحور الرئيس وحجر الزاوية في العملية التعليمية والتربوية وركيزة من ركائزها، ولا شك أن دور المدرسة كبير وحساس في إعداد الناشئة لأن الابن يقضي فيها جل وقته في مجتمع يمكن أن نطلق عليه مجتمع الأقران ومن هنا يبدأ في تكوين ذاته وشخصيته المميزة، لذلك ينبغي على الجميع وضعها في إطارها الصحيح حتى نصل بالسفينة إلى بر الأمان. ومهمة المعلم المربي عظيمة جداً، وعمله من أشرف الأعمال إذا أتقنه وأخلص لله تعالى فيه، وربى الطلاب التربية الإسلامية الصحيحة، والمربي والمربية يشمل المعلم والمعلمة، ويشمل الأب والأم، وكل من يرعى الأولاد، فالمعلم مربي الأجيال وعليه يتوقف صلاح المجتمع، وفساده، فهذا معلم قام بواجبه في التعليم، فأخلص في عمله، ووجه طلابه نحو الدين والأخلاق، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابن عمه علي رضي الله عنه: فو الله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم، متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: ((معلم الخير يستغفر له كل شيء، حتى الحيتان في البحر)). وهذا معلم أهمل واجبه، ووجه طلابه نحو الانحراف، والمبادئ الهدامة، والسلوك السيئ فشقي الطلاب، وشقي المعلم، وكان الوزر في عنقه، وهو مسؤول أمام الله تعالى لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته)) والمعلم راع في مدرسته. وهو المسؤول عن طلابه فيكون إصلاحك لنفسك أيها المربي والمعلم قبل كل شيء فالحسن عند الأولاد ما فعلت، والقبيح عند الطلاب ما تركت، وإن حسن سلوك المربي أفضل تربية لهم.
نعم رسالة التدريس شاقة ولكنها ممتعة تحب من يعطيها وقته وجهده وهنا تكون ذات طابع خاص ومميز تجد فيه نفسك وكأنك تبحر في جو من المتعة يسوده الإخلاص وحب الكفاح والمجد للوصول إلى الغاية المنشودة والأمل المتجدد لتحقيق طموح المستقبل بإعداد جيل يصارع ويكافح ليجني ثمار جهده وجهدك معه، فهؤلاء الطلاب هم أمل المستقبل، ألا تعلم كم تسعد النفس بلقياهم فعندما تفتتح يومك بطلابك فإنه لابد لك أن تشعر بالفخر والاعتزاز وبحجم المسؤولية على عاتقك لأنك أنت من تزرع في نفوس طلابك حب العمل والتعلم، وأنت من تسهم بعد توفيق الله في إبداع الطلاب وذلك بصقل مواهبهم وتوظيفها لما فيه مصلحتهم، وأنت من له الفضل بعد الله في أن يصبح ذلك طبيباً، وذلك مهندساً، وذلك ضابطاً، ولدي قناعة بأن معلمينا ومعلماتنا على قدر من الثقة *****ؤولية وقادرون بإذن الله على إعداد جيل يكمل المسيرة ويخدم وطنه والمبادئ السليمة. يقول ال*** الغزالي رحمه الله: إن التربية المنشودة ليست شيئا سهلا إنها معاناة وجهد تشارك فيها عناصر شتى في مقدمتها البيت والبيئة والمدرسة.
منقول