ابولمى
17 - 5 - 2003, 04:57 AM
لم تعد مشكلة تعاطي المخدرات والإدمان عليها محصورة بفئة عمرية معينة أو جنس دون آخر في عالمنا اليوم.
فقد أظهرت بعض الدراسات ان هذه المشكلة قد طالت طلاب وطالبات المدارس في عالمنا اليوم وأصبحت حقيقة مفجعة تسرق النوم من عيون الآباء والأمهات في عدد من بلدان العالم خوفا على مصير أبنائهم من الوقوع في دائرة تعاطي أو إدمان المخدرات.
ومقارنة بتعاطي المخدرات على المستوى العالمي والاقليمي تعد مشكلة التعاطي والادمان في المملكة قليلة نسبيا مقارنة بالدول والمجتمعات الغنية والفقيرة منها على حد السواء حيث تبذل الجهات المسؤولة في المملكة العديد من الجهود في سبيل مكافحة المخدرات والحد من تفشيها وانتشارها.
"الرياض" تطرح فكرة تطبيق الكشف العشوائي على طلبة المدارس في المرحلة الثانوية وطلبة الجامعة للحد من تعاطي المخدرات بين هذه الفئة العمرية الهامة لإعلان الحرب على الإدمان قبل ان يتسلل إلى فصول ابنائنا وبناتنا وحيث طرحنا الفكرة على عدد من المختصين *****ؤولين في البداية يرى وكيل الوزارة المساعد للتنمية الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان ان فكرة الكشف العشوائي على طلبة المدارس للحد من تفشي المخدرات بينهم مرحلة مبكرة جدا قياسا على مستوى الظاهرة في المملكة.
مرحلة مبكرة
يقول الدكتور عبدالله السدحان: في اعتقادي ان هذه مرحلة مبكرة جدا قياسا على مستوى الظاهرة في المملكة وبالنسبة لانتشار المخدرات بين طلبة المدارس، وبخاصة عندما نتحدث على مستوى المملكة، لا شك في أهمية اتخاذ جميع السبل لحماية النشء من هذا الداء الخطير، ولكن سبل الحماية يجب أن تكون منطقية ويتوقع ان تكون ايجابياتها أكثر من سلبياتها، وفي اعتقادي ان هذه الممارسة - الكشف العشوائي - سيكون لها آثار سلبية أكثر من إيجابياتها ذلك انها قد تعرف العديد من الطلاب على اشياء قد تكون جديدة بالنسبة لهم، مما يجعلهم يحاولون تجربتها لمعرفتها وبخاصة في سن المراهقة التي يميل فيها الشاب إلى المغامرة وحسب الاستكشاف ومن واقع خبرتي العملية اطلعت على عدد من الحالات الانحرافية في المخدرات أو غيرها كانت البداية لها حسب الاستطلاع والرغبة في التعرف على شيء جديد بالنسبة لهم.
نعم قد يكون هذا الكشف العشوائي أتى بنتائج إيجابية حينما تم تطبيقه في قطاعات أخرى ولكن الفرق كبير بين الفئة التي طبق عليها سابقا والفئة التي يراد التطبيق عليها حاليا وبخاصة المرحلة العمرية، ومدى الخبرة التراكمية لهم الحياتية والانحرافية ودرجة الانفتاح على المجتمع.
ومن وجهة نظري ان هناك مرحلة أهم من فكرة الكشف العشوائي وهي احترازية بشكل كبير ولها بعد وقائي ملموس ألا وهي تنشيط دور المرشد الطلابي في المدارس، وذلك من جانبين، الأول: زيادة عددهم في المدارس، والثاني: تدريبهم على التعامل مع المظاهر الأولية ليس للمخدرات فحسب، بل للانحراف بشكل عام.
اننا حين نفعل دور المرشد الطلابي فنحن نعني زيادة قدرته على اكتشاف البدايات الأولى لأي انحراف، فالطالب الذي ينام في الفصل أو ثيابه ممزقة أو الطالب الذي لا يعتني بنفسه ولا بهندامه، والطالب كثير المشاكسة مع زملائه، والطالب كثير الغياب أو الطالب الذي يهرب من المدرسة أو المنقطع لعدة أيام بدون علم الأهل أو بدون عذر، كل هذه المظاهر ينبغي ان يتعامل معها المرشد الطلابي بكل جدية وعدم تهاون، ولكن هذا لا يتحقق إلا بأمرين، زيادة عددهم وتأهيلهم للتعامل مع هذه الظواهر الانحرافية المنبئة عن بداية سلوك طريق الغواية.
ومن البدائل التي أراها مناسبة لتكون بديلة عن الكشف العشوائي والتعامل معها أكثر جدوى على المدى البعيد، هو زيادة الوعي عن هذه الظاهرة - المخدرات - بين المعلمين ففي احدى الدراسات العلمية أظهرت نتائجها أن أكثر من 70% من المعلمين لا يعرفون آثار المخدرات على الطلاب، وفي ذلك خطورة أكبر حيث يستمر الطالب مدة من الزمن وهو يمارس هذه العادة دون ان يتعرف عليه أقرب الناس لديه "المعلم".
ومن هنا فإن تنشيط دور المعلمين والمرشدين الطلابيين أكثر جدوى اقتصادية واجتماعية ويستمر دورهم سنوات طويلة بخلاف الكشف العشوائي الذي سينتهي بانتهاء فترته أو مرحلة الكشف فضلا عن الآثار السلبية المتوقعة من التعامل بهذه الطريقة التشكيكية مع صغار السن - رغم نجاحها مع الكبار -
جمع المعلومات الأساسيه
من جانبه قال مدير مجمع الأمل بالرياض الدكتور خليل بن ابراهيم القويفلي:
يشكل طلاب المدارس على مختلف المراحل من بنين وبنات الشريحة الكبرى في المجتمع لذا فإن الاهتمام بصحتهم من اهم العامل التي تضمن ان شاء الله توفر الشباب القوي الذي سيقوم بكل عزم على بناء هذا الوطن.
وحرصاً من المديرية العامة للشؤون الصحية والإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض على صحة هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع فقد بدأت في تخطيط وتنفيذ برنامج موجه لتوعية هذه الفئة في بعض مجالات الممارسة التي ثبت بالدليل العلمي انها تؤثر في التحصيل العلمي إلى جانب تأثيرها وبشكل كبير في صحة افراد هذه الفئة من الجنسين بما تسببه لاحقاً من امراض.
كما ان الأسلوب الأمثل لأي برنامج توعوي هو جمع المعلومات الاساسية عن معارف ومواقف وممارسات الفئة المستهدفة بذلك البرنامج والاستناد عليها في تصميم رسائل محددة تهدف لتغيير هذه المعارف والمواقف وبالتالي تغيير الممارسات نحو الأفضل.
لذا فقد تقرر القيام بتنفيذ مسح صحي وسط طلاب وطالبات المدارس بمدينة الرياض لتوفير هذه المعلومات الهامة والاعتماد عليها في تخطيط وتنفيذ البرنامج التوعوي كما نرى ان هناك حاجة لتطبيق فكرة الكشف العشوائي على طلاب وطالبات يهدف الى تحديد مدى استخدام المخدرات بينهم وكذلك يساعد على توفير قاعدة بيانات لتخطيط برنامج توعوي للوقاية من هذه الممارسات.
وهذا الكشف له إيجابياته لإعطاء مؤشرات عن معدل انتشارها وسط طلاب وطالبات المدارس بمدينة الرياض ولدراسة العوامل في بيئة المدرسة والبيت والمجتمع التي تساهم في تنامي مثل هذه الممارسات، ودراسة مستوى معرفة الطلاب والطالبات بأضرار التدخين والاستخدام الخاطئ للعقاقير ودراسة مواقف كل من افراد العينة تجاهها.
وحسب دراسة قامت بها ادارة التعليم بمنطقة الرياض مؤخراً على طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في مدينة الرياض تبين ان (,25%) من طلاب المتوسطة و(6%) من طلاب الثانوية مدخنون، فيما بلغت نسبة متعاطي المخدرات في المرحلة المتوسطة (,02%) اما في المرحلة الثانوية فكانت النسبة (,04%).
كما انه قد عقد مؤخراً بمجمع الأمل بالرياض اجتماع تنسيقي بين مدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض ومدير عام تعليم البنات، ومدير عام تعليم البنين ومندوب الشئون الاجتماعية بمنطقة الرياض والمشرف العام على المجتمع وكان مما تم مناقشته اقتراح عمل مسح خاص بدراسة بعض الممارسات الصحية الخاطئة بين الطلاب مثل التدخين والاستخدام الخاطئ للعقاقير وتعاطي المخدرات *****كرات وذلك لتوفير معلومات عن معارف ومواقف وممارسات طلاب وطالبات مدينة الرياض في مجال بعض الممارسات الضارة بالصحة لتوفير قاعدة بيانات لتخطيط برنامج توعوي للوقاية من هذه الممارسات وتنسيق برامج علاجية لمن يحتاج من العينة.
يجب اخذ موافقة اولياء الامور:
فيما رأى الدكتور عبدالعزيز الدخيل من جامعة الملك سعود ان فكرة الكشف العشوائي على طلاب المدارس لتحديد مدى استخدام المخدرات امر ضروري من حيث المبدأ وقال الدكتور عبدالعزيز الدخيل إن فكرة الكشف العشوائي على طلاب المرحلة الثانوية لتحديد مدى استخدام المخدرات *****كرات بينهم امر ضروري من حيث المبدأ، وهو يحقق جزءاً من الدعوة الى دراسة انتشار الاستخدام او التعاطي.
إلا إن القيام بها يستلزم اتباع منهجية علمية سليمة هذه المنهجية تستدعي المشكلة المراد بحثها، ووضع التساؤلات، واداوات البحث المراد استخدامها، فعلى سبيل المثال، لماذا تم اختيار طلاب المرحلة الثانوية عن غيرهم؟ علما ان العديد من الدراسات( ومنها دراسة قمت بها) اثبتت ان التعاطي قد يبدأ في سن مبكرة جداً ( اقل من 15سنة).
كما ينبغي تحديد نوع الكشف وكيفيته، فهل المقصود بالكشف هو سوال الطالب المبحوث عن تعاطيه ام المقصود هو اخذ عينات من الدم او البول او التنفس ومن ثم اخضاعها للفحص؟ ولكل من هذين المنهجين سلبياته وايجابياته. وايا كانت المنهجية المتبعة، فلابد من الاشارة الى نقطة هامة تتمثل في ضرورة اخذ موافقة اولياء الامور وكذلك المبحوثين عند اجراء الدراسة، فهذه من الأمور الأساسية لأخلاقيات البحث والدراسة. ثمة امر اخر يتعلق بالمنهجية المتبعة عند اجراء مثل هذه الدراسة، وهو ضرورة اخفاء شخصية الاستخدام وليس من هو المستخدم (DOUBIE BLIND DESIGN) لأن المهم هنا هو تحديد حجم الاستخدام وليس من هو المستخدم بعينه. ولعل تطبيق ذلك يخفف من السلبيات المحتملة، ويؤدي الى تعاون المبحوث واولياء الامور كون الشخصية ستكون مجهولة.
مشكلة اجتماعية خطيرة
وحذر استاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف من مشكلة تعاطي المخدرات مبيناً انها تعد من اعظم المشكلات التي تهدد أمن وسلامه المجتمعات حيث قال الدكتور اليوسف.
تعد مشكلة المخدرات من اعظم المشكلات التي تهدد امن وسلامة المجتمعات وتعوق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي لأنها تستنفذ الكثير من موارد المجتمع وتبدد الكثير من طاقات وقدرات افراده.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents...ge/COV_1020.php
فقد أظهرت بعض الدراسات ان هذه المشكلة قد طالت طلاب وطالبات المدارس في عالمنا اليوم وأصبحت حقيقة مفجعة تسرق النوم من عيون الآباء والأمهات في عدد من بلدان العالم خوفا على مصير أبنائهم من الوقوع في دائرة تعاطي أو إدمان المخدرات.
ومقارنة بتعاطي المخدرات على المستوى العالمي والاقليمي تعد مشكلة التعاطي والادمان في المملكة قليلة نسبيا مقارنة بالدول والمجتمعات الغنية والفقيرة منها على حد السواء حيث تبذل الجهات المسؤولة في المملكة العديد من الجهود في سبيل مكافحة المخدرات والحد من تفشيها وانتشارها.
"الرياض" تطرح فكرة تطبيق الكشف العشوائي على طلبة المدارس في المرحلة الثانوية وطلبة الجامعة للحد من تعاطي المخدرات بين هذه الفئة العمرية الهامة لإعلان الحرب على الإدمان قبل ان يتسلل إلى فصول ابنائنا وبناتنا وحيث طرحنا الفكرة على عدد من المختصين *****ؤولين في البداية يرى وكيل الوزارة المساعد للتنمية الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله بن ناصر السدحان ان فكرة الكشف العشوائي على طلبة المدارس للحد من تفشي المخدرات بينهم مرحلة مبكرة جدا قياسا على مستوى الظاهرة في المملكة.
مرحلة مبكرة
يقول الدكتور عبدالله السدحان: في اعتقادي ان هذه مرحلة مبكرة جدا قياسا على مستوى الظاهرة في المملكة وبالنسبة لانتشار المخدرات بين طلبة المدارس، وبخاصة عندما نتحدث على مستوى المملكة، لا شك في أهمية اتخاذ جميع السبل لحماية النشء من هذا الداء الخطير، ولكن سبل الحماية يجب أن تكون منطقية ويتوقع ان تكون ايجابياتها أكثر من سلبياتها، وفي اعتقادي ان هذه الممارسة - الكشف العشوائي - سيكون لها آثار سلبية أكثر من إيجابياتها ذلك انها قد تعرف العديد من الطلاب على اشياء قد تكون جديدة بالنسبة لهم، مما يجعلهم يحاولون تجربتها لمعرفتها وبخاصة في سن المراهقة التي يميل فيها الشاب إلى المغامرة وحسب الاستكشاف ومن واقع خبرتي العملية اطلعت على عدد من الحالات الانحرافية في المخدرات أو غيرها كانت البداية لها حسب الاستطلاع والرغبة في التعرف على شيء جديد بالنسبة لهم.
نعم قد يكون هذا الكشف العشوائي أتى بنتائج إيجابية حينما تم تطبيقه في قطاعات أخرى ولكن الفرق كبير بين الفئة التي طبق عليها سابقا والفئة التي يراد التطبيق عليها حاليا وبخاصة المرحلة العمرية، ومدى الخبرة التراكمية لهم الحياتية والانحرافية ودرجة الانفتاح على المجتمع.
ومن وجهة نظري ان هناك مرحلة أهم من فكرة الكشف العشوائي وهي احترازية بشكل كبير ولها بعد وقائي ملموس ألا وهي تنشيط دور المرشد الطلابي في المدارس، وذلك من جانبين، الأول: زيادة عددهم في المدارس، والثاني: تدريبهم على التعامل مع المظاهر الأولية ليس للمخدرات فحسب، بل للانحراف بشكل عام.
اننا حين نفعل دور المرشد الطلابي فنحن نعني زيادة قدرته على اكتشاف البدايات الأولى لأي انحراف، فالطالب الذي ينام في الفصل أو ثيابه ممزقة أو الطالب الذي لا يعتني بنفسه ولا بهندامه، والطالب كثير المشاكسة مع زملائه، والطالب كثير الغياب أو الطالب الذي يهرب من المدرسة أو المنقطع لعدة أيام بدون علم الأهل أو بدون عذر، كل هذه المظاهر ينبغي ان يتعامل معها المرشد الطلابي بكل جدية وعدم تهاون، ولكن هذا لا يتحقق إلا بأمرين، زيادة عددهم وتأهيلهم للتعامل مع هذه الظواهر الانحرافية المنبئة عن بداية سلوك طريق الغواية.
ومن البدائل التي أراها مناسبة لتكون بديلة عن الكشف العشوائي والتعامل معها أكثر جدوى على المدى البعيد، هو زيادة الوعي عن هذه الظاهرة - المخدرات - بين المعلمين ففي احدى الدراسات العلمية أظهرت نتائجها أن أكثر من 70% من المعلمين لا يعرفون آثار المخدرات على الطلاب، وفي ذلك خطورة أكبر حيث يستمر الطالب مدة من الزمن وهو يمارس هذه العادة دون ان يتعرف عليه أقرب الناس لديه "المعلم".
ومن هنا فإن تنشيط دور المعلمين والمرشدين الطلابيين أكثر جدوى اقتصادية واجتماعية ويستمر دورهم سنوات طويلة بخلاف الكشف العشوائي الذي سينتهي بانتهاء فترته أو مرحلة الكشف فضلا عن الآثار السلبية المتوقعة من التعامل بهذه الطريقة التشكيكية مع صغار السن - رغم نجاحها مع الكبار -
جمع المعلومات الأساسيه
من جانبه قال مدير مجمع الأمل بالرياض الدكتور خليل بن ابراهيم القويفلي:
يشكل طلاب المدارس على مختلف المراحل من بنين وبنات الشريحة الكبرى في المجتمع لذا فإن الاهتمام بصحتهم من اهم العامل التي تضمن ان شاء الله توفر الشباب القوي الذي سيقوم بكل عزم على بناء هذا الوطن.
وحرصاً من المديرية العامة للشؤون الصحية والإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض على صحة هذه الفئة الهامة من فئات المجتمع فقد بدأت في تخطيط وتنفيذ برنامج موجه لتوعية هذه الفئة في بعض مجالات الممارسة التي ثبت بالدليل العلمي انها تؤثر في التحصيل العلمي إلى جانب تأثيرها وبشكل كبير في صحة افراد هذه الفئة من الجنسين بما تسببه لاحقاً من امراض.
كما ان الأسلوب الأمثل لأي برنامج توعوي هو جمع المعلومات الاساسية عن معارف ومواقف وممارسات الفئة المستهدفة بذلك البرنامج والاستناد عليها في تصميم رسائل محددة تهدف لتغيير هذه المعارف والمواقف وبالتالي تغيير الممارسات نحو الأفضل.
لذا فقد تقرر القيام بتنفيذ مسح صحي وسط طلاب وطالبات المدارس بمدينة الرياض لتوفير هذه المعلومات الهامة والاعتماد عليها في تخطيط وتنفيذ البرنامج التوعوي كما نرى ان هناك حاجة لتطبيق فكرة الكشف العشوائي على طلاب وطالبات يهدف الى تحديد مدى استخدام المخدرات بينهم وكذلك يساعد على توفير قاعدة بيانات لتخطيط برنامج توعوي للوقاية من هذه الممارسات.
وهذا الكشف له إيجابياته لإعطاء مؤشرات عن معدل انتشارها وسط طلاب وطالبات المدارس بمدينة الرياض ولدراسة العوامل في بيئة المدرسة والبيت والمجتمع التي تساهم في تنامي مثل هذه الممارسات، ودراسة مستوى معرفة الطلاب والطالبات بأضرار التدخين والاستخدام الخاطئ للعقاقير ودراسة مواقف كل من افراد العينة تجاهها.
وحسب دراسة قامت بها ادارة التعليم بمنطقة الرياض مؤخراً على طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية في مدينة الرياض تبين ان (,25%) من طلاب المتوسطة و(6%) من طلاب الثانوية مدخنون، فيما بلغت نسبة متعاطي المخدرات في المرحلة المتوسطة (,02%) اما في المرحلة الثانوية فكانت النسبة (,04%).
كما انه قد عقد مؤخراً بمجمع الأمل بالرياض اجتماع تنسيقي بين مدير عام الشئون الصحية بمنطقة الرياض ومدير عام تعليم البنات، ومدير عام تعليم البنين ومندوب الشئون الاجتماعية بمنطقة الرياض والمشرف العام على المجتمع وكان مما تم مناقشته اقتراح عمل مسح خاص بدراسة بعض الممارسات الصحية الخاطئة بين الطلاب مثل التدخين والاستخدام الخاطئ للعقاقير وتعاطي المخدرات *****كرات وذلك لتوفير معلومات عن معارف ومواقف وممارسات طلاب وطالبات مدينة الرياض في مجال بعض الممارسات الضارة بالصحة لتوفير قاعدة بيانات لتخطيط برنامج توعوي للوقاية من هذه الممارسات وتنسيق برامج علاجية لمن يحتاج من العينة.
يجب اخذ موافقة اولياء الامور:
فيما رأى الدكتور عبدالعزيز الدخيل من جامعة الملك سعود ان فكرة الكشف العشوائي على طلاب المدارس لتحديد مدى استخدام المخدرات امر ضروري من حيث المبدأ وقال الدكتور عبدالعزيز الدخيل إن فكرة الكشف العشوائي على طلاب المرحلة الثانوية لتحديد مدى استخدام المخدرات *****كرات بينهم امر ضروري من حيث المبدأ، وهو يحقق جزءاً من الدعوة الى دراسة انتشار الاستخدام او التعاطي.
إلا إن القيام بها يستلزم اتباع منهجية علمية سليمة هذه المنهجية تستدعي المشكلة المراد بحثها، ووضع التساؤلات، واداوات البحث المراد استخدامها، فعلى سبيل المثال، لماذا تم اختيار طلاب المرحلة الثانوية عن غيرهم؟ علما ان العديد من الدراسات( ومنها دراسة قمت بها) اثبتت ان التعاطي قد يبدأ في سن مبكرة جداً ( اقل من 15سنة).
كما ينبغي تحديد نوع الكشف وكيفيته، فهل المقصود بالكشف هو سوال الطالب المبحوث عن تعاطيه ام المقصود هو اخذ عينات من الدم او البول او التنفس ومن ثم اخضاعها للفحص؟ ولكل من هذين المنهجين سلبياته وايجابياته. وايا كانت المنهجية المتبعة، فلابد من الاشارة الى نقطة هامة تتمثل في ضرورة اخذ موافقة اولياء الامور وكذلك المبحوثين عند اجراء الدراسة، فهذه من الأمور الأساسية لأخلاقيات البحث والدراسة. ثمة امر اخر يتعلق بالمنهجية المتبعة عند اجراء مثل هذه الدراسة، وهو ضرورة اخفاء شخصية الاستخدام وليس من هو المستخدم (DOUBIE BLIND DESIGN) لأن المهم هنا هو تحديد حجم الاستخدام وليس من هو المستخدم بعينه. ولعل تطبيق ذلك يخفف من السلبيات المحتملة، ويؤدي الى تعاون المبحوث واولياء الامور كون الشخصية ستكون مجهولة.
مشكلة اجتماعية خطيرة
وحذر استاذ علم الاجتماع والجريمة المشارك بجامعة الامام محمد بن سعود بالرياض الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف من مشكلة تعاطي المخدرات مبيناً انها تعد من اعظم المشكلات التي تهدد أمن وسلامه المجتمعات حيث قال الدكتور اليوسف.
تعد مشكلة المخدرات من اعظم المشكلات التي تهدد امن وسلامة المجتمعات وتعوق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي لأنها تستنفذ الكثير من موارد المجتمع وتبدد الكثير من طاقات وقدرات افراده.
http://www.alriyadh.com.sa/Contents...ge/COV_1020.php