مثل العسل
11 - 9 - 2004, 04:12 PM
عندما يكون مصير خريج الجامعة أو الكلية هو العطالة سأكتب لكم ، وعندما يكون آلاف حاملي الشهادات بين سنديان المدارس الأهلية ومطرقة البطالة حتماً سأكتب لكم ، هذا وعد مني قبل سنين ، والآن أرى بأنه الواجب علي الكتابة عن الموضوع ، فلما جلست لأكتب، سُدَّت في وجهي الأبواب، وضلَّت عني الموضوعات، ونفر مني الكلام، فعدت وكأنني امرؤ يحاول أن يبدأ الكتابة ولما يمارسها من قبل، ولكن بعون الله سأكتب عن الموضوع لأنه يخصني أولاً وأنا خريج جامعة تربوي منذ سنتين ، ويوجد كثير من الزملاء سواء خريجو الكليات أو الجامعات ، لا فرق بيننا طالماً الهدف من تخريجنا البطالة ، آه ثم آه لقد ضاعت زهرة شبابي في طلب العلم ، وكم سنة ذهبت سدى ، وأقبلت أفكر فيَّ: ما الذي بقته لي الأيام من هذا البرنامج الطويل العريض... الذي أنفقنا فيه من أعمارنا ست عشرة سنة ، هي زهرة العمر، وهي سنُّ القوة والنشاط، سن الشباب العريض، والنفس السامية... ما الذي أفدناه من دروس الجامعة أو الكلية ؟ نظرت فإذا أنا قد نسيت كل شيء ، والسبب أنني لم أتعيّن ، طلب العلم ليس له فائدة في هذا الوقت ، والدليل انظروا لنا فنحن خير شاهد وبرهان على فشل طلب العلم ، آه ثم آه لقد نلنا البكالوريوس ونجونا من الامتحانات الصعبة ، لنلاقي هذا المصير الموحش ، حياتنا ستنقلب رأساً على عقب ، ومن ذلك البرنامج اليومي والأفكار ، سيصبح النهار ليلاً والليل نهاراً ، وسنقضي أوقات الفراغ وهي جميع الأربع والعشرون ساعة ماعدا أوقات النوم سنقضي يومنا في التسمّر أمام التلفاز ، حيث القنوات الفضائية ، ونولول مع المولولين وسنفرح مع الفرحين ، وهكذا دواليك حتى نقتل وقت الفراغ وحتى ننسى همومنا مع التقديم للتعليم عندما أجرينا اختبارات الكفايات الأساسية والمقابلة الشخصية والنتيجة عبر الانترنت ثم انتظار موعد ديوان الخدمة المدنية ، فنسافر إلى الديوان ونقدّم ، ونعانق مرارة الانتظار وكلمة المرارة لا تفي بإعطاء المعنى المراد ، وندخل الانترنت تحرياً لرؤية هلال التعيين المنير ، وتمر الأيام كأنها سنوات .
ثم بعد هذا كله يأتي التعيين ولا نجد أسمائنا ، ثم نبحث مرة أخرى في الأسماء ، فلا نجدها ، فنغيّر الصحيفة اللعينة لنقرأ نفس الخبر في صحيفة أخرى ، بحثاً عن أسمائنا ، اللعنة على أسمائنا ؟ وقائمة الأسماء فاضحة ، إنها أوضح من الشمس في رابعة النهار..
ثم بئس للصحف جميعها كيف لا نجد أسمائنا ؟ انتظرنا سنوات وسنوات ولا زلنا وفي الأخير هكذا ..!!
ألا سحقاً لمن سحقنا .. ألا سحقاً لمن جحدنا .. ألا سحقاً لمن لم يعينا ..
مرت السنين عجاف ولم نرى أي خبر يفرحنا ، وأخذنا نتصبر حتى مل صبرنا منا ، ولم نحصل على شيء ، سنوات دراسية جاهدنا أنفسنا فيها ، المرحلة الجامعية كلفتنا دم قلوب أهلنا ، حيث وحشة الغربة والاغتراب ودفع المبالغ المالية للسكن ولما نقيم به أبداننا ، وللكتب وللمذكرات وللبحوث و.. و... إلخ
لو كنا نعلم بأن هذا مصيرنا لما أقبلنا على دراسة العلم وعلى وحشة الغربة وعلى مخاطر الطرق ،
هكذا نُرمى عظاماً بعد أن ذهب لحمنا في طلب العلم ، سؤال أوجهه لصاحب الشأن : ما الفرق بيننا الآن وبين الفاشلين دراسياً ؟ سأخبرك الفرق بكل شفافية ووضوح ، الفاشل دراسياً يكون أحد حالتين :-
الحالة الأولى : إما أنه ترك المدرسة وتوظف مبكراً في وظيفة عسكرية أو دخل قطاع التجارة ونحوه .
الحالة الثانية : يكون ترك الدراسة وبقي عاطلاً .
فلم يكلف نفسه عناء الدراسة في الحالتين .
أما خريج الجامعة أو الكلية تجده درس وتعب ودفع دم قلبه على الدراسة وخصوصاً المتغرب منهم ، وفي النهاية مصيره أن يُطلق عليه طلقة الرحمة ، ويقال له : للأسف
لم تتعيّن وبذلك يتساوى مع من فشل في الدراسة وبقي عاطلاً ولكن من توظف من الفاشلين دراسياً فحالهم أفضل بكثير من حال من تخرج من الجامعة ، إذ أنه موظف والخريج عاطل فهل يتساوى موظف مع عاطل ؟؟
كثيراً ما نسمع إخواننا خريجين كليات المعلمين هذه السنة قولهم عنا نحن خريجين الجامعات بأننا أفضل حال منهم حيث نحن نتوظف على شهاداتنا في أي مجال غير التعليم بينما هم ليس لهم سوى التعليم ، أقول هذا الكلام مرفوض لأن الوظائف التي تحدثتم عنها غير موجودة فهي منقرضة من زمان والذي يرى كتاباتكم ويسمع أقولكم يظن بأن وظائف الدوائر الحكومية كثيرة ومتوفرة ، وهي بالعكس منقرضة من زمان وحتى عندما يعلن عن شواغر لهذه الوظائف فهي بأعداد أصابع الكف ، فلا تحسدوننا بارك الله فيكم بشيء لا وجود له بينما الوظائف التعليمية تعلن شواغرها بالآلاف .
فوزارة التربية تطلب تخصصات نادرة ويخصصون لها الآلاف بينما التي نحن مؤهلين لها يطلبون مائة أو مائتين وفي نهاية الأمر يعينون أربعة عشر جامعياً والبقية الباقية تذهب لخريجين الكليات ، أما هذه السنة فهي مشئومة بالنسبة لنا ولكم ، إذ أننا نشترك في المصير وهو البطالة . ألقيت كما تلقى النواة نزع عنها (حلوها).
كم أحبك يا بلادي .. وأود خدمتك بكل ما أوتيت من قوة .. ولكن البطالة شر لا بد منه والراحة هي التي تفتح أبوابها الآن لي ، وباب خدمة الوطن مغلق أمامي إلى أجل غير مسمى .
شهادتي الجامعية للبيع _ ( وثيقة التخرج ) _
تأملت فيها معظما مبجلا، وتجرأت فلمستها (أي الشهادة) بيدي في ابتسامة بلهاء، كما يلمس الإنسان تحفة ثمينة، ليزيد إحساسه بها، أو أثرا مقدسا، ليتبرك به
فمن يشتري ؟ المراجعة المنتديات التعليمية العامة
شهادة بيضاء ناصعة كبيرة، خطها جميل، ذات إطار بديع… جديدة (طازة)! من يشتري؟
ثم بعد هذا كله يأتي التعيين ولا نجد أسمائنا ، ثم نبحث مرة أخرى في الأسماء ، فلا نجدها ، فنغيّر الصحيفة اللعينة لنقرأ نفس الخبر في صحيفة أخرى ، بحثاً عن أسمائنا ، اللعنة على أسمائنا ؟ وقائمة الأسماء فاضحة ، إنها أوضح من الشمس في رابعة النهار..
ثم بئس للصحف جميعها كيف لا نجد أسمائنا ؟ انتظرنا سنوات وسنوات ولا زلنا وفي الأخير هكذا ..!!
ألا سحقاً لمن سحقنا .. ألا سحقاً لمن جحدنا .. ألا سحقاً لمن لم يعينا ..
مرت السنين عجاف ولم نرى أي خبر يفرحنا ، وأخذنا نتصبر حتى مل صبرنا منا ، ولم نحصل على شيء ، سنوات دراسية جاهدنا أنفسنا فيها ، المرحلة الجامعية كلفتنا دم قلوب أهلنا ، حيث وحشة الغربة والاغتراب ودفع المبالغ المالية للسكن ولما نقيم به أبداننا ، وللكتب وللمذكرات وللبحوث و.. و... إلخ
لو كنا نعلم بأن هذا مصيرنا لما أقبلنا على دراسة العلم وعلى وحشة الغربة وعلى مخاطر الطرق ،
هكذا نُرمى عظاماً بعد أن ذهب لحمنا في طلب العلم ، سؤال أوجهه لصاحب الشأن : ما الفرق بيننا الآن وبين الفاشلين دراسياً ؟ سأخبرك الفرق بكل شفافية ووضوح ، الفاشل دراسياً يكون أحد حالتين :-
الحالة الأولى : إما أنه ترك المدرسة وتوظف مبكراً في وظيفة عسكرية أو دخل قطاع التجارة ونحوه .
الحالة الثانية : يكون ترك الدراسة وبقي عاطلاً .
فلم يكلف نفسه عناء الدراسة في الحالتين .
أما خريج الجامعة أو الكلية تجده درس وتعب ودفع دم قلبه على الدراسة وخصوصاً المتغرب منهم ، وفي النهاية مصيره أن يُطلق عليه طلقة الرحمة ، ويقال له : للأسف
لم تتعيّن وبذلك يتساوى مع من فشل في الدراسة وبقي عاطلاً ولكن من توظف من الفاشلين دراسياً فحالهم أفضل بكثير من حال من تخرج من الجامعة ، إذ أنه موظف والخريج عاطل فهل يتساوى موظف مع عاطل ؟؟
كثيراً ما نسمع إخواننا خريجين كليات المعلمين هذه السنة قولهم عنا نحن خريجين الجامعات بأننا أفضل حال منهم حيث نحن نتوظف على شهاداتنا في أي مجال غير التعليم بينما هم ليس لهم سوى التعليم ، أقول هذا الكلام مرفوض لأن الوظائف التي تحدثتم عنها غير موجودة فهي منقرضة من زمان والذي يرى كتاباتكم ويسمع أقولكم يظن بأن وظائف الدوائر الحكومية كثيرة ومتوفرة ، وهي بالعكس منقرضة من زمان وحتى عندما يعلن عن شواغر لهذه الوظائف فهي بأعداد أصابع الكف ، فلا تحسدوننا بارك الله فيكم بشيء لا وجود له بينما الوظائف التعليمية تعلن شواغرها بالآلاف .
فوزارة التربية تطلب تخصصات نادرة ويخصصون لها الآلاف بينما التي نحن مؤهلين لها يطلبون مائة أو مائتين وفي نهاية الأمر يعينون أربعة عشر جامعياً والبقية الباقية تذهب لخريجين الكليات ، أما هذه السنة فهي مشئومة بالنسبة لنا ولكم ، إذ أننا نشترك في المصير وهو البطالة . ألقيت كما تلقى النواة نزع عنها (حلوها).
كم أحبك يا بلادي .. وأود خدمتك بكل ما أوتيت من قوة .. ولكن البطالة شر لا بد منه والراحة هي التي تفتح أبوابها الآن لي ، وباب خدمة الوطن مغلق أمامي إلى أجل غير مسمى .
شهادتي الجامعية للبيع _ ( وثيقة التخرج ) _
تأملت فيها معظما مبجلا، وتجرأت فلمستها (أي الشهادة) بيدي في ابتسامة بلهاء، كما يلمس الإنسان تحفة ثمينة، ليزيد إحساسه بها، أو أثرا مقدسا، ليتبرك به
فمن يشتري ؟ المراجعة المنتديات التعليمية العامة
شهادة بيضاء ناصعة كبيرة، خطها جميل، ذات إطار بديع… جديدة (طازة)! من يشتري؟