معلمون وطلاب يطالبون بآلية جديدة للدراسة في رمضان

[ابولمى]

يعتبر البعض الدوام أيا كان نوع العمل فيه في شهر رمضان المبارك مملا وثقيلا نظرا لكون الشخص الصائم غالبا ما يحبذ الخلود الى الراحة بعيدا عن ظروف العمل وما يحدث فيها من مشادات وغير ذلك، ونظرا لما تشكله شريحة المتعلمين والمعلمين في مجتمعنا أجرت "الوطن" هذا التحقيق للوقوف على انطباعات بعض المعلمين من مناطق مختلفة وكذلك مجموعة من الطلاب، حول وضع الدراسة في رمضان وهل لها طابع آخر يختلف عن الأيام العادية، في البداية تحدث إلينا المعلم عبدالرحمن مفرج القحطاني من تعليم سراة عبيدة، فأشار إلى أن الدراسة في رمضان قرار جاء في غير مكانه من وجهة نظر خاصة قد تكون صائبة وقد تكون غير ذلك وبرر وجهة نظره بأن أداء المعلم في شهر رمضان يكون أقل بكثير عنه في الأيام العادية، نظرا لما يشعر به من إرهاق جسدي خصوصا في ظل تكليف المعلمين بالكم الهائل من الحصص والأعمال الكتابية المختلفة، ووافقه الرأي المعلم صالح بن علي الغامدي من تعليم نجران، مضيفاً أن الدراسة في رمضان ثقيلة جدا على المعلم وعلى الطالب فالمعلم ليس لديه قدرة على الأداء في الوقت الذي ليس لدى الطالب قدرة على الانتباه مع المعلم خصوصا في ظل انشغال الطلاب بالدورات الرمضانية والارتباطات العائلية في المساء وبذلك يأتي الطالب للمدرسة وهو بعيد كل البعد عن جو الدراسة ولكن كما يقال "مجبر أخوك لا بطل"، مؤكداً على ضرورة متابعة الأسر لأبنائهم والحرص على تنظيم جدولهم اليومي بحيث يكون هناك توافق نوعا ما وتوازن بين البرامج اليومية في جدول الطالب.
أما المعلم حامد سعيد الزهراني من تعليم المخواة وعيد سعد الرفاعي من تعليم الباحة، فأشارا إلى أن أغلب الطلاب في فصول الدراسة في رمضان يغلب عليهم النعاس والتعب والإرهاق الشديد وهذا بلا شك ناتج لارتباطهم في المساء وما يذهبون إليه من تجمعات شبابية وخلاف ذلك مما يسبب للمعلم حرجا شديدا حول هذا الأمر فهل يضطر لشرح تلك الدروس مرة أخرى أم يترك الأمر كما هو؟
مجموعة من الطلاب امتنعوا عن ذكر أسمائهم، أشاروا إلى أن وضع الدراسة في رمضان غير جيد نهائيا وذكروا أنهم لا يستطيعون التركيز مع المعلم أثناء الشرح أبدا خصوصا في المواد العلمية التي تحتاج إلى وقت كاف وتركيز لفهمها، وأضافوا مما زاد الطين بلة أن تكون الاختبارات النصفية في شهر رمضان وهذا بلا شك سيؤدي إلى تدني مستويات الطلاب في اختبارات المواد فإذا كنا نشكو من وضع الدراسة العادية فما بالكم بالاختبارات، متسائلين عمن يضع مثل تلك القرارات أو يوجه بها.

أصوات المعلمين والطلاب، كانت تنادي بإلغاء الدراسة في رمضان واحتساب إجازته من الإجازات الأخرى وإن كان الأمر مستحيلا فيقوم المتخصصون بوضع آلية جديدة لوضع الدراسة في رمضان تختلف عما سبق بحيث يراعى فيها تقليص عدد الحصص إلى 5 حصص فقط، والبعد عن وضع الاختبارات في رمضان بأي شكل من الأشكال، وكذلك تقديم موعد بدء الدوام إلى الساعة السابعة والنصف أو الثامنة بدلا من الساعة العاشرة وتساءلوا عن الشيء الذي يمنع تقديم موعد بدء الدراسة وأشاروا إلى أن وضع العمل بالمدارس يختلف عن وضع الدوام في أي دائرة حكومية أخرى، وتمنى هؤلاء المعلمون والطلاب أن ينظر صناع القرار بعين الاعتبار في هذا الأمر وذلك للمصلحة العامة وللحصول على نتاج تعليمي أفضل.