ابولمى
3 - 11 - 2004, 04:51 AM
عدم الوعظ في المدارس... هل سيصبح من شروط اختيار المعلم؟
لقد ثارت ثائرة البعض لقيام معلم الرياضيات أو العلوم أو غير ذلك من المواد العلمية بشيء من الوعظ والنصح مع طلابه، حتى لقد أعلنت الحرب ضد هذا التوجه، واعتبر ذلك من قبيل إعطاء الطالب جرعة غلو أو السعي نحو تفريخ فكر إرهابي أو نحو ذلك مما يكثر ترداده في هذه الأيام، ولا أدري ما هو الموقف في حالة العكس أي فيما لو أخطأ معلم المواد الدينية فخرج بطلابه بعيدا عن المنهج كأن يخوض في أخبار الاقتصاد أو الرياضة أو أن يستعرض أخبار المصايف والرحلات الخارجية أو نحو ذلك مما لا علاقة له بالمنهج، وكذلك ربما تجاهل الكثير أن بعض المواد العلمية كالفيزياء والأحياء مثلا تتطلب من المعلم لفت نظر الطالب نحو عظيم خلق الله وبديع صنعه في الكون وما إلى ذلك مما يزيد في الإيمان، ولئن ضاقت صدور أقوام عن قبول الموعظة والتذكير والنصح من قبل معلمي المواد العلمية فذلك عند البعض مما يثلج الصدر ويثير في النفس الفخر والاعتزاز أن يوجد من معلمينا وخاصة ذوي التخصصات العلمية من أدرك المسؤولية أمام الله تعالى في حسن توجيه النشء وتبصيرهم بما ينفعهم ويبث الاعتزاز بدينهم وسلفهم وتاريخهم في نفوسهم، فهذا الشعور لا بد منه لئلا نتسبب بدفع خير ساقه الله إلينا فينطبق علينا المثل الشعبي القائل: خذ خيرا قال لا أجد له مكانا، وبالتالي السعي إلى تكميم أفواه الناصحين وربما تطور بنا الأمر إلى أن نضع ضمن شروط اختيار المعلم ألا يكون واعظا! وقد تجاهلنا أن معلم الرياضيات أو العلوم أو غيرهما من المواد العلمية هو قبل ذلك وبعده مسلم، *****لم لا بد أن يعنى بالدعوة إلى الله كل بحسب طاقته وإمكانياته، أما حصر الدعوة في معلمي المواد الدينية فهذا مبناه على مفهوم خاطئ وهو قصر المعرفة بالدين على فئة معينة تنتسب إلى المؤسسة الدينية، وهذا بلا شك من إفرازات فكر وافد تأثر بالغرب، أما النظرة الصحيحة أن المسلمين كلهم يعنون بدينهم ونشره، وكم سجل التاريخ للعديد من علماء المسلمين من أمثال الحسن بن الهيثم والفارابي والبيروني وابن حيان والخوارزمي والرازي وغيرهم ممن برعوا في العديد من المجالات العلمية كالطب والحساب والفلك ومع ذلك فقد تصدروا للفتيا وإمامة الناس وألفوا العديد من المؤلفات النافعة، فأقول لنضع بعض النقاط المهمة التي ينبغي أن يهتم بها المعلم ثم بعد ذلك لا مانع من القيام بشيء من الوعظ والتوجيه في وقت فراغه:
1- مفردات المنهج والقيام بتدريسه على الوجه الأكمل وعدم الإخلال بشيء من ذلك فهذا واجب على المعلم وأمانة في عنقه مسؤول عنها أمام الله ثم أمام ولي الأمر الذي أوكل إليه هذه المهمة واستأجره لذلك.
2- ينبغي للمعلم أن يراعي سن طلابه فلا يطرح عليهم ما لا يتناسب مع أفهامهم أو يقحمهم بالدخول في قضايا لا مصلحة في بحثها كالخلافات الفقهية أو بعض القضايا العقدية التي ستمر عليهم فيما بعد أو هي فوق مستوى تفكيرهم.
3- الذي نريده من المعلم هو أن يكون قدوة صالحة أمام طلابه بالفعل قبل القول، وأن يعنى بتبصير الطلاب بما يجهلونه وما إلى ذلك مما يساعد على أن يخرج الطالب مواطنا صالحا وعضوا نافعا في المجتمع، محبا للخير مبغضا للشر مع غرس الاعتزاز بالوطن في نفسه.
ولنعلم أن الطالب في الغالب عبارة عن صورة مصغرة لمعلمه، فما يصدر عن المعلم فإنه يجد قبولا سريعا لدى الطالب، فنحن قد مررنا بالمراحل الأولى من التعليم وكم قد أضاءتنا بعض التوجيهات والنصائح من بعض معلمينا على اختلاف التخصصات، وأنا شخصيا كم أسر حينما أناقش ابني فأجده قد أولى توجيه معلمه ونصحه مزيدا من الاهتمام. وحينئذ فإنني أقول إن العيب ليس في المعلم الذي يقوم بشيء من التوجيه الحسن مع طلابه ولكنني أخشى أن يكون العيب في النفوس والطباع والتوجهات، وعليه فإنني آمل أن تقف تلك الحملات التي تطل علينا عبر العديد من المنابر الإعلامية والتي تحمل التهجم الشرس على العديد من معلمينا وكيل التهم لهم واستعداء الناس عليهم بسبب قيامهم بشيء من الوعظ في وقت فراغهم.
الدكتور علي حميد السناني - المدينة المنورة
لقد ثارت ثائرة البعض لقيام معلم الرياضيات أو العلوم أو غير ذلك من المواد العلمية بشيء من الوعظ والنصح مع طلابه، حتى لقد أعلنت الحرب ضد هذا التوجه، واعتبر ذلك من قبيل إعطاء الطالب جرعة غلو أو السعي نحو تفريخ فكر إرهابي أو نحو ذلك مما يكثر ترداده في هذه الأيام، ولا أدري ما هو الموقف في حالة العكس أي فيما لو أخطأ معلم المواد الدينية فخرج بطلابه بعيدا عن المنهج كأن يخوض في أخبار الاقتصاد أو الرياضة أو أن يستعرض أخبار المصايف والرحلات الخارجية أو نحو ذلك مما لا علاقة له بالمنهج، وكذلك ربما تجاهل الكثير أن بعض المواد العلمية كالفيزياء والأحياء مثلا تتطلب من المعلم لفت نظر الطالب نحو عظيم خلق الله وبديع صنعه في الكون وما إلى ذلك مما يزيد في الإيمان، ولئن ضاقت صدور أقوام عن قبول الموعظة والتذكير والنصح من قبل معلمي المواد العلمية فذلك عند البعض مما يثلج الصدر ويثير في النفس الفخر والاعتزاز أن يوجد من معلمينا وخاصة ذوي التخصصات العلمية من أدرك المسؤولية أمام الله تعالى في حسن توجيه النشء وتبصيرهم بما ينفعهم ويبث الاعتزاز بدينهم وسلفهم وتاريخهم في نفوسهم، فهذا الشعور لا بد منه لئلا نتسبب بدفع خير ساقه الله إلينا فينطبق علينا المثل الشعبي القائل: خذ خيرا قال لا أجد له مكانا، وبالتالي السعي إلى تكميم أفواه الناصحين وربما تطور بنا الأمر إلى أن نضع ضمن شروط اختيار المعلم ألا يكون واعظا! وقد تجاهلنا أن معلم الرياضيات أو العلوم أو غيرهما من المواد العلمية هو قبل ذلك وبعده مسلم، *****لم لا بد أن يعنى بالدعوة إلى الله كل بحسب طاقته وإمكانياته، أما حصر الدعوة في معلمي المواد الدينية فهذا مبناه على مفهوم خاطئ وهو قصر المعرفة بالدين على فئة معينة تنتسب إلى المؤسسة الدينية، وهذا بلا شك من إفرازات فكر وافد تأثر بالغرب، أما النظرة الصحيحة أن المسلمين كلهم يعنون بدينهم ونشره، وكم سجل التاريخ للعديد من علماء المسلمين من أمثال الحسن بن الهيثم والفارابي والبيروني وابن حيان والخوارزمي والرازي وغيرهم ممن برعوا في العديد من المجالات العلمية كالطب والحساب والفلك ومع ذلك فقد تصدروا للفتيا وإمامة الناس وألفوا العديد من المؤلفات النافعة، فأقول لنضع بعض النقاط المهمة التي ينبغي أن يهتم بها المعلم ثم بعد ذلك لا مانع من القيام بشيء من الوعظ والتوجيه في وقت فراغه:
1- مفردات المنهج والقيام بتدريسه على الوجه الأكمل وعدم الإخلال بشيء من ذلك فهذا واجب على المعلم وأمانة في عنقه مسؤول عنها أمام الله ثم أمام ولي الأمر الذي أوكل إليه هذه المهمة واستأجره لذلك.
2- ينبغي للمعلم أن يراعي سن طلابه فلا يطرح عليهم ما لا يتناسب مع أفهامهم أو يقحمهم بالدخول في قضايا لا مصلحة في بحثها كالخلافات الفقهية أو بعض القضايا العقدية التي ستمر عليهم فيما بعد أو هي فوق مستوى تفكيرهم.
3- الذي نريده من المعلم هو أن يكون قدوة صالحة أمام طلابه بالفعل قبل القول، وأن يعنى بتبصير الطلاب بما يجهلونه وما إلى ذلك مما يساعد على أن يخرج الطالب مواطنا صالحا وعضوا نافعا في المجتمع، محبا للخير مبغضا للشر مع غرس الاعتزاز بالوطن في نفسه.
ولنعلم أن الطالب في الغالب عبارة عن صورة مصغرة لمعلمه، فما يصدر عن المعلم فإنه يجد قبولا سريعا لدى الطالب، فنحن قد مررنا بالمراحل الأولى من التعليم وكم قد أضاءتنا بعض التوجيهات والنصائح من بعض معلمينا على اختلاف التخصصات، وأنا شخصيا كم أسر حينما أناقش ابني فأجده قد أولى توجيه معلمه ونصحه مزيدا من الاهتمام. وحينئذ فإنني أقول إن العيب ليس في المعلم الذي يقوم بشيء من التوجيه الحسن مع طلابه ولكنني أخشى أن يكون العيب في النفوس والطباع والتوجهات، وعليه فإنني آمل أن تقف تلك الحملات التي تطل علينا عبر العديد من المنابر الإعلامية والتي تحمل التهجم الشرس على العديد من معلمينا وكيل التهم لهم واستعداء الناس عليهم بسبب قيامهم بشيء من الوعظ في وقت فراغهم.
الدكتور علي حميد السناني - المدينة المنورة