عامر
8 - 11 - 2004, 02:18 AM
[size=2]أساليب تغريب المرأة وآثارها.
كتبها لكم اخوكم في الله/ محمود كرم سليمان
الحمد لله ـ تعالى ـ والصلاة والسلام على رسوله. وبعد:
فـإن فـســـاد الـمــرأة فساد للأسرة كلها وللمجتمع بأسره لما له من أثر عميق على الناشئة والشباب، ولعل أبرز مــــا نراه اليوم هـو هذا التخطيط المرسوم بدقة والذي أخذ طريقه إلى المدارس والجامعات فأدى إلى تغريب المرأة وعلمنتها وابتعادها عن دينها.
كما أصبح الإعلام الحديث بجميع ألوانـه سلاحاً يفتك بالمرأة ويغريها على الفساد خاصة أنه قد بلغ من الإبداع والتأثير قدراً كبيراً جــعـل من المستحيل مقاومة إغرائه، وقد اعتمد هذا الإعلام في معظم برامجه ومصنفاته الفنية والإعـــلانيـة اعتمـاداً محـورياً علـى مظهــر المـرأة ومفاتنها سواء أكان في التلفاز أو الإذاعة أو الصحف والمجلات أو الإنترنت مؤخراً.
ولا شك أن الانحراف الخطير الذي تردت فيه المرأة قــد أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع تشهد عليه تلك الآثار المستشرية في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن خروجه عن مبادئ الدين الصحيح وتعاليمه الأخلاقية والإيمانية.
ولا يخفى على الناظر البصير أن هذه الظاهرة في معظمهـا هي ثمرة لمخططات الاستعماريين والعلمانيين التي وضعت بهدف إفساد المجتمع وتفريــغـــه من المقومات المستمدة من دينه القويم وتراثه الخالد، وبذلك فَقَدَ قدرته على التماسك أمــام ضــربـــات الاستعمار الغربي وأصبح لقمة سائغة له.
وقــــد توسلت هذه المخططات بعديد من الشعارات الزائفة البراقة التي تتخفى تحت مبدأ مساواة المرأة بالرجل وتحرير المرأة من قيود الدين والعرف.
وإمعانــاً في إتمام هذه الخطة الخبيثة تم وضع عملاء من أمثال (مرقص فهمي) الذي أصدر كتاب "الـمـــرأة في الشرق" ونادى فيه المرأة إلى رفع الحجاب والاختلاط بمحافل الرجال، وهاجم فيه أحكــام الشريعة الإسلامية التي تحرِّم **** المسلمة بغير المسلم ودعا إلى التمرد على هذه الأحكام.
وفي عام 1911م تأسـس فـي مــصـــــــر "حزب بنت النيل" الذي طالب بتحرير المرأة من الحجاب وتقييد الطلاق وكان من قياداتــه القديمة درية شفيق، وأمينة السعيد وغيرهما.
وفي عام 1913م دعيت هدى شعراوي لحضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما، وكان من توصياته: العمل على تعديل قوانين الطلاق لوقفه، ومنع تعدد الزوجات، وتقرير حرية المرأة في السفور والاختلاط.
وأصدر قاسم أمين كتابه: "الـمــرأة الجديدة" الــــذي نادى فيه بالاتجاه الأعمى إلى تقليد الغرب فكرياً واجتماعياً، وعلى دربه سار سعيد عقــل ولويس عوض ولطفي السيد ونجيب محفوظ، وعديد من أعضاء المحفل الماسوني، ومن الـشـعــراء صادق الزهاوي، ونزار قباني وغيرهم.
ومما زاد الطين بلة قيام زعيم وطني بتمزيق النقاب من فوق وجه فتاة مسلمة في أكبر ميدان في مصر، كما أمر زوجته بحرق الحجاب أمام الجمهور.
ومن فضل الله ـ تعالى ـ أن قيَّض للأمة الإسلامية في هذا الوقت علماء مجاهدين وقفوا بكل قواهم لصد هذه المخططات ولتفنيد هذه الدعوات المشبوهة مما كان له أثره في التخفيف من مساوئها.
الآثار التي ترتبت على إفساد المرأة:
أولاً: مؤشرات عامة تظهر عمق ما أصيبت به المرأة والمجتمع:
1- البعد عن الدين: وذلك بعدم معرفتها لعقيدته السمحة وفروضه وسنته وشريعته العادلة وأخـلاقه الرشيدة، وكذلك عدم الالتزام بأداء العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وذكر وتــلاوة وحفظ للقرآن الكريم واستغفار وحمد لله ـ تعالى ـ ودعاء وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
وقد تمرد بعضهن على تعاليم الدين وتنكرن لعقائده وعباداته وأحكامه مخالفات لقول الله ـ تعالى ـ: ((ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ)) [البينة: 5].
2- اتـبـــاع الشيطان وهوى النفس: وبذلك تمرغت في أوحال الفسوق والانحلال، وسارت خلف نوازع النفس الأمارة بالسوء، وانطبق عليها قول الله ـ تعالى ـ: (($ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ)) [القصص: 50]، وأنكرت قوله ـ تـعـالى ـ: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً (32) وقَرْنَ فِي بُيُوتِـكُـنَّ ولا تَـبَـرَّجْـــنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب: 32، 33] وقد ورد عديد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف من النساء نذكر منها:
عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إياكم وخضراءَ الدمن! قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء"(1).
روى الـنـسـائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"(2).
وروى كذلك:"لـعـن رســـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلــم الـمتشبهين مـن الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"(3).
3- الـتـنـكـر لـلآداب الـديـنـيـة: مثل الحجاب وغض البصر وعدم الاختلاط بالرجال إلا بضوابطها الشرعية؛ فهي لا تـقـيـم 3 وزنـــاً لتعاليم الدين التي تنهــى المــرأة عن الخــروج كاشفة لملابسها الفاضحة، أو متزينة بالجـواهـــر والحـلي البراقة، أو متعطرة، أو متحلية بالأصباغ في وجههــا خـــارج بيتها حتى لا تفـتن الرجال، وقد روى أبو هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار: أحدهما نـســـــــاء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"(4).
4 - تضييع الوقت فيما يضر: فالوقت هو الحياة؛ وهذا الصنف من النساء يقتلن وقتهن في السهر في الملاهي التي تغضب الله ـ تعالى ـ كمشاهـدة الأفـلام الخليعـة، وفي قــراءة الكتب والصحف والروايات التي لا تراعي الآداب والأخلاق القويمة فـيـمــــا تنشر، وفي مجالس الغيبة والنميمة والتآمر على الفضيلة وإفساد ذات البين، وغير ذلك من الآثام.
5 - مصاحبة أقران السوء: فالصحبة الفاسدة لها أثر كبير في نشر الفـســـاد؛ فهي كعدوى الأمراض ينتشر خطرها بالاختلاط خاصة بين النساء والرجال كما سبق ذكره.
6 - انشغال المرأة بالعمل والاشتراك في النشاط الاجتماعي والاقتصادي والـسـيـاســي على حساب بيتها وأبنائها؛ والإسلام أباح للمرأة أن تعمل إذا الجأتها الضرورات الاجتـمـاعية إلـى الـعـمــــل لا أن يكون هذا نظاماً عاماً، وعليها حينئذ أن تراعي الشروط التي وضعها الإسلام لإبعاد فتنة المرأة عن الرجل وفتنة الرجل عن المرأة.
وقد أثبتت التجربة الغربية الآثار السلبية لعمل المرأة، ونذكر منها:
فـي الـولايــات المـتحدة دخل المستشفى أكثر من 56** طفل في عام واحد متأثرين بضرب أمهاتهم العاملات لهم، ومنهم نسبة كبيرة أصيبوا بعاهات.
فـي مـؤتمـر لـلأطــبــاء عـقــد في ألمانيا قال الدكتور كلين رئيس أطباء مستشفى النساء: إن الإحصاءات تبين أن مـن كـل ثمـانية نساء عاملات تعاني واحدة منهن مرضاً في القلب وفي الجـهــــاز الدموي، ويرجع ذلك ـ في اعتقاده ـ إلى الإرهاق غير الطبيعي الذي تعاني منه المرأة العاملة ـ كما تبين أن الأمراض النسائية التي تتسبب في موت الجنين أو الولادة قبل الأوان قد تـعـــــود إلى الوقوف لمدة طويلة أو الجلوس المنحني أمام منضدة العمل أو حمل الأشياء الثقيلة، بالإضافة إلى تضخم البطن والرجلين وأمراض التشوه".
توصلت نتائج دراسات أذاعتها وكالات أنباء غربية في 17/7/1991م إلى أنــه خــــــلال الـعـامـيــن الـسـابـقـين هجرت مئات من النساء العاملات في ولاية واشنطن أعمالهن وعدن للبيت.
نـشـــرت مؤسسة الأم التي تأسست عام 8391م في الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من 15 ألف امرأة انضممن إلى المؤسسة لرعايتهن بعد أن تركن العمل باختيارهن.
في استفتاء نشرته مؤسسة أبحاث السوق عام 1990م، في فرنسا أجري على 2.5 مليون فتاة في مجلة ماري كير كانت هناك نسبة 90% مـنهــن ترغبن العودة إلى البيت لتتجنب التوتر الدائم في العمل ولعدم استطاعتهن رؤية أ****ـهـــن وأطفالهن إلا عند تناول طعام العشاء.
وفي الولايات المتحدة 40% من النساء العاملات، وفي السويد 60% منهن، وفي ألمانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي (سابقاً) 28% يعانين من التوتر والقلق وأن نسبة 76% من المهدئات تصرف للنساء العاملات.
أما في الاتحاد السوفييتي فقد ذكر الرئيس السابق "جورباتشوف" في كتابه عن البروستريكا أن الـمـرأة بعد أن اشـتـغـلـت فـي مـجالات الإنتاج والخدمات والبناء وشاركت في النشاط الإبداعي لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية من أعمال المنزل وتربية الأطفال.
وأضاف قوله: "لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وإنتاجنا تعود جميعاً إلى تدهـــور العلاقات الأسرية، وهذه نتيجة طبيعية لرغبتنا الملحة *****وَّغة سياسياً بضرورة مساواة المرأة بالرجل".
وفي دول الخليج ظهرت مشكلة من لون آخر فقد زاد عدد المربيات الأجنبيات بسبب عدم تفرغ الأم لرعاية أطفالها، ولو وضعنا فـي الاعـتـبـار أن نسبة كبيرة من هؤلاء المربيات غير مسلمات، وأن معظمهن يمارسن عباداتهن الخاصة أمــــام أطفال المسلمين، وأسوأ من ذلك أنهن يزاولن علاقات جنسية مع أصدقاء في منازل مخدومـيـهــــن بالإضافة إلى احتسائهن للخمر وتدخين السجائر بمصاحبة الأطفال، ومن ذلك ندرك حـجــم الخـطــر الذي يهدد الأسرة المسلمة بسبب تحرر المرأة من تعاليم دينها وإهمالها لواجباتها نحو أولادها وبيتها.
ثانياً: مشكلات أصابت الأبناء من الجنسين:
وهــــذه مشكلات تشاهد في الجيل الجديد منذ الطفولة حتى من الشباب وتشمل مشكلات تربوية ومشكلات تعليمية وثقافية.
فالمرأة الـصـالـحــــة ذات الدين إذا كانت زوجة ولها أبناء تؤدي واجبها في تربية الأبناء ورعايتهم بما توفــره للأسرة من سعادة، فينشأ الأبناء في رعايتها نشأة سليمة بدنياً ونفسياً وثقافياً بحيث يلتزمـون بالعقيدة الصحيحة ويمارسون العبادة لله الخالق العظيم على أكمل وجه، ويتمسكون بالأخـلاق الحميدة والسلوك السوي والصراط المستقيم والبر والتقوى.
أما النساء المنحرفات فـهـن محضن لكل فساد، وقدوة سيئة لأبنائهن في كل نواحي الحياة وفي كل أعمارهم منذ طفولتـهـم؛ فـهم لا يكتسبون منهن إلا القيم الفاسدة والعادات السيئة والصفات الذميمة، وهن يتركنهم بدون الرقابة الواجبة ولا التوجيه الرشيد؛ حيث تربيهم الخادمات الجاهلات أو المربيات الأجـنـبـيــات فيغرسن فيهم أسوأ الخصال وأرذل القيم؛ ولذلك آثار لا تمحى في أعماق نفوس الأبناء تلازمهم في مستقبل حياتهم مما يكون له نتائج لا شعورية في كل سلوكهم، وقد يؤدي إلى إخـفـاقـهـم في الدراسة والعمل بل في تكيفهم مع المجتمع.
أما دور الأم فـي تـعـلـيم أولادها وبناتها خاصة قبل سن التعليم فهو في غاية الأهمية؛ فإن الطفل يخرج إلى الحياة مجرداً عن العلم بأي شيء؛ تـأمــل قــــول الله ـ تعالى ـ: (($واللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبـْصَــارَ والأَفْـئِـــدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [النحل: 78]، والأم هي التي تـقـــوم بتعليم أطفالها استخدام هذه الأجـهــزة الربانية في الحركة والكلام والأكل والإمساك بالأشياء واللعب، كما يتعلمون من الأم والأب وغيرهم من المصاحبين لهم اللغة، ويعرفون بالسماع أسماءهم التي ينادون بها، ثم يلي ذلك تعلم القراءة والكتابة البسيطة والنطق الصحيح للألفاظ ويحفظون اسم الله ـ تعالى ـ ومبادئ الدين.
وهـــذا الــدور الهام لا يمكن أن تؤديه الأم المنشغلة عـن أولادهـا التي تقضي وقتها خارج بيتها، كما لا تصلح له الأم الجاهلة بأمور دينها ودنياها وبواجباتها نحو أطفالها.
وعندما يجـتاز الأطفال هذه المرحلة يكون دور الأم في تحصيل أبنائها العلمي مساعداً لدور المدرسة؛ فـهـي تـعـاونـهــم على أداء واجباتهم الدراسية في المنزل كما تهيئ لهم الأجواء المناسبة في البيت للشعور بالـراحـــة والأمان والحنان والحب مما يكسبهم الثقة في النفس والتفاؤل والثقة في المستقبل، كما تتولى الأم الإجابة على تساؤلات أبنائها في هذه المرحلة التي يكونون فيها دائمي السؤال عن كل ما يخطر على بالهم؛ ويتوقف على مدى صواب إجابات الأم امتلاء عقولهم وقلوبهم بحقائق الحياة وتعرفهم على الفرق بين الحق والباطل والخير والشر والخطأ والصواب.
وأهمية دور الأم في هذه المرحلة في تـعـلـيـم أبـنـائـهــا دينهم ومراقبـة ممارستهم للعبادات والتزامهم بالسلوك والأخلاق التي يحض عليها الإسلام وتـعـريفـهـــم تعاليم الدين المتعلقة بالمجتمع وآدابه في كل شيء؛ وذلك استكمالاً لمقررات الدين في المدرســة ومراقبة تطبيقهم لهذه المعارف والآداب. وهناك أمور تحتاجها الفتاة من الأم تختص بـهـا دون الولد تعتمد على علم الأم بها واهتمامها بها بتبليغ بناتها بها في الوقت المناسب وتدريـبـهـن علـيـها، نذكر منها ما تحتاجه البنت من معلومات عند البلوغ وواجباتها الخاصة في تدبير الـمنزل وخدمة الأسرة لتعرف حقوق الزوج والأبناء والبيت عندما تتزوج.
وهــــذه الواجبات السابق ذكرها لا يمكن أن تؤديها الأم الفاسدة، أضف إلى ذلك أن فساد عقيدة الأم يؤدي إلى دفع أولادها نحو الالتحاق بالمدارس الأجنبية ومن ثَمَّ بالثقافة الغربية مما يكون له أثر بالغ في نشأة شخصيتهم غريبة عن مجتمعهم ودينهم.
ثالثاً:مشكلات أصابت الرجال من أ**** وأقارب كما أصابت المجتمع كله:
1- تأثيرها على الزوج:
حـيـث قــــد يدفـعــــه فسادها إلى ارتكاب المعاصي وإلى طريق الشيطان والبعد عن الصراط المستقيم، كما أن عدم الـتزامها بالحجاب وتبرجها أمام الرجال يثير سخط زوجها وغيرته عليها مما يكون له أثره في ارتكاب الزوج لردود أفعال لجنون الغيرة غير محمودة العواقب.
والمرأة التي لا تحترم الحياة الزوجية تضـر بالأســـرة وتهـدد بتحطيمها بالطلاق أو بإهمال الرجــل لبيته أو بالاتجاه إلى زوجة أخرى، أو الهروب إلى المقاهي ودور اللهو؛ وكثيراً ما تكون سبباً في إدمانه للتدخين والمخدرات *****كرات.
ومشكلة الطلاق في الغرب تعبر عن هذه الظاهرة في بلاد تعيب على الإسلام إباحته للطلاق؛ فقد بلغت نسبة الطلاق إلى عدد الزيجات في السويد 60%، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 40%، وفـي ألـمـانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي 28%، وفي فنلندا 14%. ونذكـر هـــذه الدراسة التي نشرتها مجلة شتيرن من ألمانيا أن ثلثي الراغبات في الطلاق في فرنسا يمارسن عملاً خارج البيت وأن 22% من حالات الطلاق في ألمانيا نتيجة الخيانة الزوجية، و10% منها لأسباب جنسية، و10% منها بسبب الإدمان.
أمـا في العالم العربي فقد وصلت مشكلة الطلاق إلى حجم غير مألوف مما يحتاج إلى دراسة مستقلة.
ومــــن المشكلات الاجتماعية عزوف المرأة عن الإنجاب؛ حيث لا ترغب في تحمل متاعب الحمــــــل والـوضــع؛ وقــد يدفعها ذلك إلى الإجهاض، وقد تقصر المرأة العاصية في تلبية حاجات زوجها الجنسية مما يؤدي به إلى الزنا أو الشذوذ.
وقد يؤثر ذلك على صحة الزوج بدنياً ونفسياً، ويجعله عرضة للأمراض الجنسية والنفسية وغيرها.
قـد تدفــع المرأة إلى انحراف زوجها مالياً لكي يحقق الثراء والكسب الحرام تلبية لمطالبها من الملابـس الفاخرة والمجوهرات والسهرات الماجنة والحفلات الصاخبة.
كتبها لكم اخوكم في الله/ محمود كرم سليمان
الحمد لله ـ تعالى ـ والصلاة والسلام على رسوله. وبعد:
فـإن فـســـاد الـمــرأة فساد للأسرة كلها وللمجتمع بأسره لما له من أثر عميق على الناشئة والشباب، ولعل أبرز مــــا نراه اليوم هـو هذا التخطيط المرسوم بدقة والذي أخذ طريقه إلى المدارس والجامعات فأدى إلى تغريب المرأة وعلمنتها وابتعادها عن دينها.
كما أصبح الإعلام الحديث بجميع ألوانـه سلاحاً يفتك بالمرأة ويغريها على الفساد خاصة أنه قد بلغ من الإبداع والتأثير قدراً كبيراً جــعـل من المستحيل مقاومة إغرائه، وقد اعتمد هذا الإعلام في معظم برامجه ومصنفاته الفنية والإعـــلانيـة اعتمـاداً محـورياً علـى مظهــر المـرأة ومفاتنها سواء أكان في التلفاز أو الإذاعة أو الصحف والمجلات أو الإنترنت مؤخراً.
ولا شك أن الانحراف الخطير الذي تردت فيه المرأة قــد أصبح ظاهرة واضحة في المجتمع تشهد عليه تلك الآثار المستشرية في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية، فضلاً عن خروجه عن مبادئ الدين الصحيح وتعاليمه الأخلاقية والإيمانية.
ولا يخفى على الناظر البصير أن هذه الظاهرة في معظمهـا هي ثمرة لمخططات الاستعماريين والعلمانيين التي وضعت بهدف إفساد المجتمع وتفريــغـــه من المقومات المستمدة من دينه القويم وتراثه الخالد، وبذلك فَقَدَ قدرته على التماسك أمــام ضــربـــات الاستعمار الغربي وأصبح لقمة سائغة له.
وقــــد توسلت هذه المخططات بعديد من الشعارات الزائفة البراقة التي تتخفى تحت مبدأ مساواة المرأة بالرجل وتحرير المرأة من قيود الدين والعرف.
وإمعانــاً في إتمام هذه الخطة الخبيثة تم وضع عملاء من أمثال (مرقص فهمي) الذي أصدر كتاب "الـمـــرأة في الشرق" ونادى فيه المرأة إلى رفع الحجاب والاختلاط بمحافل الرجال، وهاجم فيه أحكــام الشريعة الإسلامية التي تحرِّم **** المسلمة بغير المسلم ودعا إلى التمرد على هذه الأحكام.
وفي عام 1911م تأسـس فـي مــصـــــــر "حزب بنت النيل" الذي طالب بتحرير المرأة من الحجاب وتقييد الطلاق وكان من قياداتــه القديمة درية شفيق، وأمينة السعيد وغيرهما.
وفي عام 1913م دعيت هدى شعراوي لحضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما، وكان من توصياته: العمل على تعديل قوانين الطلاق لوقفه، ومنع تعدد الزوجات، وتقرير حرية المرأة في السفور والاختلاط.
وأصدر قاسم أمين كتابه: "الـمــرأة الجديدة" الــــذي نادى فيه بالاتجاه الأعمى إلى تقليد الغرب فكرياً واجتماعياً، وعلى دربه سار سعيد عقــل ولويس عوض ولطفي السيد ونجيب محفوظ، وعديد من أعضاء المحفل الماسوني، ومن الـشـعــراء صادق الزهاوي، ونزار قباني وغيرهم.
ومما زاد الطين بلة قيام زعيم وطني بتمزيق النقاب من فوق وجه فتاة مسلمة في أكبر ميدان في مصر، كما أمر زوجته بحرق الحجاب أمام الجمهور.
ومن فضل الله ـ تعالى ـ أن قيَّض للأمة الإسلامية في هذا الوقت علماء مجاهدين وقفوا بكل قواهم لصد هذه المخططات ولتفنيد هذه الدعوات المشبوهة مما كان له أثره في التخفيف من مساوئها.
الآثار التي ترتبت على إفساد المرأة:
أولاً: مؤشرات عامة تظهر عمق ما أصيبت به المرأة والمجتمع:
1- البعد عن الدين: وذلك بعدم معرفتها لعقيدته السمحة وفروضه وسنته وشريعته العادلة وأخـلاقه الرشيدة، وكذلك عدم الالتزام بأداء العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وذكر وتــلاوة وحفظ للقرآن الكريم واستغفار وحمد لله ـ تعالى ـ ودعاء وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
وقد تمرد بعضهن على تعاليم الدين وتنكرن لعقائده وعباداته وأحكامه مخالفات لقول الله ـ تعالى ـ: ((ومَا أُمِرُوا إلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ويُؤْتُوا الزَّكَاةَ وذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ)) [البينة: 5].
2- اتـبـــاع الشيطان وهوى النفس: وبذلك تمرغت في أوحال الفسوق والانحلال، وسارت خلف نوازع النفس الأمارة بالسوء، وانطبق عليها قول الله ـ تعالى ـ: (($ومَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ)) [القصص: 50]، وأنكرت قوله ـ تـعـالى ـ: ((فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وقُلْنَ قَوْلاً مَّعْروفاً (32) وقَرْنَ فِي بُيُوتِـكُـنَّ ولا تَـبَـرَّجْـــنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى)) [الأحزاب: 32، 33] وقد ورد عديد من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الصنف من النساء نذكر منها:
عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً: "إياكم وخضراءَ الدمن! قالوا: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الحسناء في المنبت السوء"(1).
روى الـنـسـائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية"(2).
وروى كذلك:"لـعـن رســـول الله صلى الله عـلـيـه وسـلــم الـمتشبهين مـن الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال"(3).
3- الـتـنـكـر لـلآداب الـديـنـيـة: مثل الحجاب وغض البصر وعدم الاختلاط بالرجال إلا بضوابطها الشرعية؛ فهي لا تـقـيـم 3 وزنـــاً لتعاليم الدين التي تنهــى المــرأة عن الخــروج كاشفة لملابسها الفاضحة، أو متزينة بالجـواهـــر والحـلي البراقة، أو متعطرة، أو متحلية بالأصباغ في وجههــا خـــارج بيتها حتى لا تفـتن الرجال، وقد روى أبو هريرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار: أحدهما نـســـــــاء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها"(4).
4 - تضييع الوقت فيما يضر: فالوقت هو الحياة؛ وهذا الصنف من النساء يقتلن وقتهن في السهر في الملاهي التي تغضب الله ـ تعالى ـ كمشاهـدة الأفـلام الخليعـة، وفي قــراءة الكتب والصحف والروايات التي لا تراعي الآداب والأخلاق القويمة فـيـمــــا تنشر، وفي مجالس الغيبة والنميمة والتآمر على الفضيلة وإفساد ذات البين، وغير ذلك من الآثام.
5 - مصاحبة أقران السوء: فالصحبة الفاسدة لها أثر كبير في نشر الفـســـاد؛ فهي كعدوى الأمراض ينتشر خطرها بالاختلاط خاصة بين النساء والرجال كما سبق ذكره.
6 - انشغال المرأة بالعمل والاشتراك في النشاط الاجتماعي والاقتصادي والـسـيـاســي على حساب بيتها وأبنائها؛ والإسلام أباح للمرأة أن تعمل إذا الجأتها الضرورات الاجتـمـاعية إلـى الـعـمــــل لا أن يكون هذا نظاماً عاماً، وعليها حينئذ أن تراعي الشروط التي وضعها الإسلام لإبعاد فتنة المرأة عن الرجل وفتنة الرجل عن المرأة.
وقد أثبتت التجربة الغربية الآثار السلبية لعمل المرأة، ونذكر منها:
فـي الـولايــات المـتحدة دخل المستشفى أكثر من 56** طفل في عام واحد متأثرين بضرب أمهاتهم العاملات لهم، ومنهم نسبة كبيرة أصيبوا بعاهات.
فـي مـؤتمـر لـلأطــبــاء عـقــد في ألمانيا قال الدكتور كلين رئيس أطباء مستشفى النساء: إن الإحصاءات تبين أن مـن كـل ثمـانية نساء عاملات تعاني واحدة منهن مرضاً في القلب وفي الجـهــــاز الدموي، ويرجع ذلك ـ في اعتقاده ـ إلى الإرهاق غير الطبيعي الذي تعاني منه المرأة العاملة ـ كما تبين أن الأمراض النسائية التي تتسبب في موت الجنين أو الولادة قبل الأوان قد تـعـــــود إلى الوقوف لمدة طويلة أو الجلوس المنحني أمام منضدة العمل أو حمل الأشياء الثقيلة، بالإضافة إلى تضخم البطن والرجلين وأمراض التشوه".
توصلت نتائج دراسات أذاعتها وكالات أنباء غربية في 17/7/1991م إلى أنــه خــــــلال الـعـامـيــن الـسـابـقـين هجرت مئات من النساء العاملات في ولاية واشنطن أعمالهن وعدن للبيت.
نـشـــرت مؤسسة الأم التي تأسست عام 8391م في الولايات المتحدة الأمريكية أن أكثر من 15 ألف امرأة انضممن إلى المؤسسة لرعايتهن بعد أن تركن العمل باختيارهن.
في استفتاء نشرته مؤسسة أبحاث السوق عام 1990م، في فرنسا أجري على 2.5 مليون فتاة في مجلة ماري كير كانت هناك نسبة 90% مـنهــن ترغبن العودة إلى البيت لتتجنب التوتر الدائم في العمل ولعدم استطاعتهن رؤية أ****ـهـــن وأطفالهن إلا عند تناول طعام العشاء.
وفي الولايات المتحدة 40% من النساء العاملات، وفي السويد 60% منهن، وفي ألمانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي (سابقاً) 28% يعانين من التوتر والقلق وأن نسبة 76% من المهدئات تصرف للنساء العاملات.
أما في الاتحاد السوفييتي فقد ذكر الرئيس السابق "جورباتشوف" في كتابه عن البروستريكا أن الـمـرأة بعد أن اشـتـغـلـت فـي مـجالات الإنتاج والخدمات والبناء وشاركت في النشاط الإبداعي لم يعد لديها وقت للقيام بواجباتها اليومية من أعمال المنزل وتربية الأطفال.
وأضاف قوله: "لقد اكتشفنا أن كثيراً من مشاكلنا في سلوك الأطفال والشباب وفي معنوياتنا وثقافتنا وإنتاجنا تعود جميعاً إلى تدهـــور العلاقات الأسرية، وهذه نتيجة طبيعية لرغبتنا الملحة *****وَّغة سياسياً بضرورة مساواة المرأة بالرجل".
وفي دول الخليج ظهرت مشكلة من لون آخر فقد زاد عدد المربيات الأجنبيات بسبب عدم تفرغ الأم لرعاية أطفالها، ولو وضعنا فـي الاعـتـبـار أن نسبة كبيرة من هؤلاء المربيات غير مسلمات، وأن معظمهن يمارسن عباداتهن الخاصة أمــــام أطفال المسلمين، وأسوأ من ذلك أنهن يزاولن علاقات جنسية مع أصدقاء في منازل مخدومـيـهــــن بالإضافة إلى احتسائهن للخمر وتدخين السجائر بمصاحبة الأطفال، ومن ذلك ندرك حـجــم الخـطــر الذي يهدد الأسرة المسلمة بسبب تحرر المرأة من تعاليم دينها وإهمالها لواجباتها نحو أولادها وبيتها.
ثانياً: مشكلات أصابت الأبناء من الجنسين:
وهــــذه مشكلات تشاهد في الجيل الجديد منذ الطفولة حتى من الشباب وتشمل مشكلات تربوية ومشكلات تعليمية وثقافية.
فالمرأة الـصـالـحــــة ذات الدين إذا كانت زوجة ولها أبناء تؤدي واجبها في تربية الأبناء ورعايتهم بما توفــره للأسرة من سعادة، فينشأ الأبناء في رعايتها نشأة سليمة بدنياً ونفسياً وثقافياً بحيث يلتزمـون بالعقيدة الصحيحة ويمارسون العبادة لله الخالق العظيم على أكمل وجه، ويتمسكون بالأخـلاق الحميدة والسلوك السوي والصراط المستقيم والبر والتقوى.
أما النساء المنحرفات فـهـن محضن لكل فساد، وقدوة سيئة لأبنائهن في كل نواحي الحياة وفي كل أعمارهم منذ طفولتـهـم؛ فـهم لا يكتسبون منهن إلا القيم الفاسدة والعادات السيئة والصفات الذميمة، وهن يتركنهم بدون الرقابة الواجبة ولا التوجيه الرشيد؛ حيث تربيهم الخادمات الجاهلات أو المربيات الأجـنـبـيــات فيغرسن فيهم أسوأ الخصال وأرذل القيم؛ ولذلك آثار لا تمحى في أعماق نفوس الأبناء تلازمهم في مستقبل حياتهم مما يكون له نتائج لا شعورية في كل سلوكهم، وقد يؤدي إلى إخـفـاقـهـم في الدراسة والعمل بل في تكيفهم مع المجتمع.
أما دور الأم فـي تـعـلـيم أولادها وبناتها خاصة قبل سن التعليم فهو في غاية الأهمية؛ فإن الطفل يخرج إلى الحياة مجرداً عن العلم بأي شيء؛ تـأمــل قــــول الله ـ تعالى ـ: (($واللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ والأَبـْصَــارَ والأَفْـئِـــدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)) [النحل: 78]، والأم هي التي تـقـــوم بتعليم أطفالها استخدام هذه الأجـهــزة الربانية في الحركة والكلام والأكل والإمساك بالأشياء واللعب، كما يتعلمون من الأم والأب وغيرهم من المصاحبين لهم اللغة، ويعرفون بالسماع أسماءهم التي ينادون بها، ثم يلي ذلك تعلم القراءة والكتابة البسيطة والنطق الصحيح للألفاظ ويحفظون اسم الله ـ تعالى ـ ومبادئ الدين.
وهـــذا الــدور الهام لا يمكن أن تؤديه الأم المنشغلة عـن أولادهـا التي تقضي وقتها خارج بيتها، كما لا تصلح له الأم الجاهلة بأمور دينها ودنياها وبواجباتها نحو أطفالها.
وعندما يجـتاز الأطفال هذه المرحلة يكون دور الأم في تحصيل أبنائها العلمي مساعداً لدور المدرسة؛ فـهـي تـعـاونـهــم على أداء واجباتهم الدراسية في المنزل كما تهيئ لهم الأجواء المناسبة في البيت للشعور بالـراحـــة والأمان والحنان والحب مما يكسبهم الثقة في النفس والتفاؤل والثقة في المستقبل، كما تتولى الأم الإجابة على تساؤلات أبنائها في هذه المرحلة التي يكونون فيها دائمي السؤال عن كل ما يخطر على بالهم؛ ويتوقف على مدى صواب إجابات الأم امتلاء عقولهم وقلوبهم بحقائق الحياة وتعرفهم على الفرق بين الحق والباطل والخير والشر والخطأ والصواب.
وأهمية دور الأم في هذه المرحلة في تـعـلـيـم أبـنـائـهــا دينهم ومراقبـة ممارستهم للعبادات والتزامهم بالسلوك والأخلاق التي يحض عليها الإسلام وتـعـريفـهـــم تعاليم الدين المتعلقة بالمجتمع وآدابه في كل شيء؛ وذلك استكمالاً لمقررات الدين في المدرســة ومراقبة تطبيقهم لهذه المعارف والآداب. وهناك أمور تحتاجها الفتاة من الأم تختص بـهـا دون الولد تعتمد على علم الأم بها واهتمامها بها بتبليغ بناتها بها في الوقت المناسب وتدريـبـهـن علـيـها، نذكر منها ما تحتاجه البنت من معلومات عند البلوغ وواجباتها الخاصة في تدبير الـمنزل وخدمة الأسرة لتعرف حقوق الزوج والأبناء والبيت عندما تتزوج.
وهــــذه الواجبات السابق ذكرها لا يمكن أن تؤديها الأم الفاسدة، أضف إلى ذلك أن فساد عقيدة الأم يؤدي إلى دفع أولادها نحو الالتحاق بالمدارس الأجنبية ومن ثَمَّ بالثقافة الغربية مما يكون له أثر بالغ في نشأة شخصيتهم غريبة عن مجتمعهم ودينهم.
ثالثاً:مشكلات أصابت الرجال من أ**** وأقارب كما أصابت المجتمع كله:
1- تأثيرها على الزوج:
حـيـث قــــد يدفـعــــه فسادها إلى ارتكاب المعاصي وإلى طريق الشيطان والبعد عن الصراط المستقيم، كما أن عدم الـتزامها بالحجاب وتبرجها أمام الرجال يثير سخط زوجها وغيرته عليها مما يكون له أثره في ارتكاب الزوج لردود أفعال لجنون الغيرة غير محمودة العواقب.
والمرأة التي لا تحترم الحياة الزوجية تضـر بالأســـرة وتهـدد بتحطيمها بالطلاق أو بإهمال الرجــل لبيته أو بالاتجاه إلى زوجة أخرى، أو الهروب إلى المقاهي ودور اللهو؛ وكثيراً ما تكون سبباً في إدمانه للتدخين والمخدرات *****كرات.
ومشكلة الطلاق في الغرب تعبر عن هذه الظاهرة في بلاد تعيب على الإسلام إباحته للطلاق؛ فقد بلغت نسبة الطلاق إلى عدد الزيجات في السويد 60%، وفي الولايات المتحدة الأمريكية 40%، وفـي ألـمـانيا 30%، وفي الاتحاد السوفييتي 28%، وفي فنلندا 14%. ونذكـر هـــذه الدراسة التي نشرتها مجلة شتيرن من ألمانيا أن ثلثي الراغبات في الطلاق في فرنسا يمارسن عملاً خارج البيت وأن 22% من حالات الطلاق في ألمانيا نتيجة الخيانة الزوجية، و10% منها لأسباب جنسية، و10% منها بسبب الإدمان.
أمـا في العالم العربي فقد وصلت مشكلة الطلاق إلى حجم غير مألوف مما يحتاج إلى دراسة مستقلة.
ومــــن المشكلات الاجتماعية عزوف المرأة عن الإنجاب؛ حيث لا ترغب في تحمل متاعب الحمــــــل والـوضــع؛ وقــد يدفعها ذلك إلى الإجهاض، وقد تقصر المرأة العاصية في تلبية حاجات زوجها الجنسية مما يؤدي به إلى الزنا أو الشذوذ.
وقد يؤثر ذلك على صحة الزوج بدنياً ونفسياً، ويجعله عرضة للأمراض الجنسية والنفسية وغيرها.
قـد تدفــع المرأة إلى انحراف زوجها مالياً لكي يحقق الثراء والكسب الحرام تلبية لمطالبها من الملابـس الفاخرة والمجوهرات والسهرات الماجنة والحفلات الصاخبة.