ابولمى
10 - 11 - 2004, 10:44 AM
د. فارس عمر توفيق
عند كثيرين في الشرق الأوسط الوسيلة السريعة المتوارثة لشد الانتباه والسيطرة هي العنف. الطلاب - وأنا معهم- يكرهون المدرسة لأننا نزيدهم نفورا كل عام بالعنف في معاملتهم. يتضح للمراقب المحايد أن أكثر المعلمين -وهم أفراد من المجتمع- لا يعرفون وسيلة أخرى، ولا يملكون إراداتهم ولا يغيروا من أنفسهم -فالتغيير ليس في قواميسنا- ولا يملك أحدهم تنظيم وقته ومادته فتتحرك الوسيلة التلقائية التقليدية بسرعة لينفجر بالضرب أو بالسب أو بالتهديد أو بها جميعا أمام الطلاب. كلمة تثير الغثيان لدى العاقل الواعي أو تسلمه إلى نوم عميق طويل وهي: (هكذا تربينا وصرنا كما ترى)، لا يمكن مناقشة صاحبها لأنه سيغلب بالتأكيد! ولأننا نخطئ وننتقل بالحديث بسرعة عن المدرسين إلى الطلاب، فإنه إذا ما حصل وانتبه المدير والوالدان وعرفوا من الذي يضرب من المدرسين، فسيكتفون -بسرعة- بذلك ويتركون البحث عمن يمارس السب والتهديد - مع خطورتهما- إلا إذا بادروا بسؤال ابنائهم الطلاب. والاستفسار الهادئ - وهو من أسس التربية المستبعدة المستغربة عندنا- يعلم الصغير معاني الثقة والأمانة والصدق. فيا أيها المدير والمرشد *****ؤول، ويا أيها الأبوان: اسألوا الطلاب في أي مرحلة كانوا، عمن يرعبونهم، وستسمعون عجباً. إلغاء العنف المنفر إن لم يكن في استطاعة المعلم فهو في استطاعة من حوله إن أرادوا تربية وتعليما لأبنائهم وطلابهم النبوغ والرقي في العالم لم يكن إلا بالتشجيع وزرع الثقة في الصغار أولاً، وإلا (استنسخنا) جيلاً عنيفاً آخر، فالعنيف شخص عجل سريع الحكم كثير السخط قليل الصبر متذبذب العمل، والإنتاج والبناء والرقي يحتاج لضد تلك الخصال. ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم عدواً لعقل المرء أعدى من الغضب همسة في أذن كل عنيف: اسأل نفسك هل تستطع أن تبدي ملاحظة لرجل مسيء وهو أعلى درجة منك وظيفياً أو مادياً أو اجتماعياً أو حتى في مثل درجتك، دون أن تتردد وتحول غضبك إلى ابتسامة وصياحك إلى همس؟ الإجابة الصادقة الواقعية كفيلة لكي تبدأ بالتفكير قبل أن ترعب من هو دونك كالغلام أو الطفل الضعيف. وكل عام ونحن جميعا بتغير إلى الرفق والسلام والمحبة والإنتاج.
عند كثيرين في الشرق الأوسط الوسيلة السريعة المتوارثة لشد الانتباه والسيطرة هي العنف. الطلاب - وأنا معهم- يكرهون المدرسة لأننا نزيدهم نفورا كل عام بالعنف في معاملتهم. يتضح للمراقب المحايد أن أكثر المعلمين -وهم أفراد من المجتمع- لا يعرفون وسيلة أخرى، ولا يملكون إراداتهم ولا يغيروا من أنفسهم -فالتغيير ليس في قواميسنا- ولا يملك أحدهم تنظيم وقته ومادته فتتحرك الوسيلة التلقائية التقليدية بسرعة لينفجر بالضرب أو بالسب أو بالتهديد أو بها جميعا أمام الطلاب. كلمة تثير الغثيان لدى العاقل الواعي أو تسلمه إلى نوم عميق طويل وهي: (هكذا تربينا وصرنا كما ترى)، لا يمكن مناقشة صاحبها لأنه سيغلب بالتأكيد! ولأننا نخطئ وننتقل بالحديث بسرعة عن المدرسين إلى الطلاب، فإنه إذا ما حصل وانتبه المدير والوالدان وعرفوا من الذي يضرب من المدرسين، فسيكتفون -بسرعة- بذلك ويتركون البحث عمن يمارس السب والتهديد - مع خطورتهما- إلا إذا بادروا بسؤال ابنائهم الطلاب. والاستفسار الهادئ - وهو من أسس التربية المستبعدة المستغربة عندنا- يعلم الصغير معاني الثقة والأمانة والصدق. فيا أيها المدير والمرشد *****ؤول، ويا أيها الأبوان: اسألوا الطلاب في أي مرحلة كانوا، عمن يرعبونهم، وستسمعون عجباً. إلغاء العنف المنفر إن لم يكن في استطاعة المعلم فهو في استطاعة من حوله إن أرادوا تربية وتعليما لأبنائهم وطلابهم النبوغ والرقي في العالم لم يكن إلا بالتشجيع وزرع الثقة في الصغار أولاً، وإلا (استنسخنا) جيلاً عنيفاً آخر، فالعنيف شخص عجل سريع الحكم كثير السخط قليل الصبر متذبذب العمل، والإنتاج والبناء والرقي يحتاج لضد تلك الخصال. ولم أر في الأعداء حين اختبرتهم عدواً لعقل المرء أعدى من الغضب همسة في أذن كل عنيف: اسأل نفسك هل تستطع أن تبدي ملاحظة لرجل مسيء وهو أعلى درجة منك وظيفياً أو مادياً أو اجتماعياً أو حتى في مثل درجتك، دون أن تتردد وتحول غضبك إلى ابتسامة وصياحك إلى همس؟ الإجابة الصادقة الواقعية كفيلة لكي تبدأ بالتفكير قبل أن ترعب من هو دونك كالغلام أو الطفل الضعيف. وكل عام ونحن جميعا بتغير إلى الرفق والسلام والمحبة والإنتاج.