ابولمى
14 - 12 - 2004, 01:03 PM
http://www.alwatan.com.sa/daily/2**4-12-14/Pictures/1412.mis.p34.n115.jpg
مؤهلاتهم ما بين ثانوية ومعهد مهني وكفاءة متوسطة 16 شاباً سعودياً يمتهنون أعمال النظافة في نجران
وقف ستة عشر شابا سعوديا متعلما ومهنيا بنجران في وجه البطالة في تحد للنظرة الاجتماعية القاصرة والعادات القبلية البائدة بامتهانهم وظائف "عمال نظافة "، والتي كانت - ومازالت - حكرا على العمالة الوافدة, محطمين بذلك ثقافة العيب والخوف من كلام الناس, وفي نفس الوقت مقتحمين ميدان العمل وفق الفرص المتاحة لا الأحلام الوردية غير القابلة للتحقق.
وقد التقت "الوطن" عددا من هؤلاء الشباب في أحد الشوارع وهم يؤدون عملهم بجدية دون اكتراث بنظرات المارة إليهم والتي يمتزج فيها عدم التصديق بالسخرية، وهي نظرة حتما ستتغير حين يثبت هؤلاء الشباب كفاءتهم ويتغلبوا على هذه الرؤى الضيقة.
يقول محمد عايض حاصل على الثانوية العامة ودورة في الكمبيوتر لمدة 6 أشهر: بحثت طويلا عن عمل ولم أجد، وعندما أتيحت لي هذه الوظيفة ترددت قليلا ثم قبلت، إذ إن البطالة والحاجة وقلة الحيلة آلمتني وعذبتني وجرحتني جروحا لم تندمل بعد.
ويضيف محمد: كنت أسبح في الفضاء وأحلم أحلاما وردية أتمنى كغيري من الشباب أن أكون وزيرا أو مسؤولا كبيرا أو حتى موظفا مرموقا, وعندما اصطدمت بالواقع المرير لم أجد بدا من الإفاقة، فغسلت وجهي "سبع مرات بالماء البارد" لتتكشف أمامي الحقيقة وأرى نفسي أبحث عن عمل أيا كان نوعه، المهم أن يكون شريفا وأن يحفظني من أن أمد يدي وأكون عالة على المجتمع وأنا بكامل صحتي وفتوتي.
"استغرقت في التفكير وطال الصمت شهورا وبعدها كسرت جدار الصمت ولبست ثوب العمل وأخذت أدواته, ونزلت إلى الشارع كاشفا عن وجهي بكل ثقة وبودي أن يعرفني جميع الناس ولسان حالي يقول : نحن مثلكم تماما ولنا نفس طموحكم وعزتكم غير أن الظروف لم تساعدنا، فساعدونا أنتم بتشجيعكم لنا ولا تحقرونا فنحن نعمل عملا شريفا نخدم به المجتمع ونؤدي واجب الوطنية وهو المساهمة في خدمة الوطن قدر الاستطاعة والإمكانات ".
ويشير محمد مصلح وهو شاب نحيل ربط رأسه بمنشفه وأسدل جزءاً منها على صدره ووجهه لتجفف عرقه الذي يتصبب من أنحاء جسمه, يعمل باجتهاد واضح تحت وطأة الشمس المحرقة، إلى أنه يريد أن يثبت لرؤسائه أن السعوديين هم الأفضل دائما وهم الأحرص على الوطن في شتى المهن، وهم الأبقى دون غيرهم. وبدا مصلح وكأنه يسعى إلى تعزيز الثقة به وبزملائه من الشباب الذين انخرطوا في أعمال مازالت محل جدل حول صلاحية الشباب السعودي لها. محمد أكمل دراسته في المعهد المهني بنجران بعد الكفاءة وحصل على شهادة مهنية، غير أنه آثر الالتحاق بالعمل الحكومي لأنه يوفر له - حسب قوله- الاستقرار والأمان الوظيفي..." حتى لو بدا هذا العمل بالنسبة للبعض متواضعا "
ثمة شاب آخر بدا مشغولا ومنهمكا في عمله, كان يرمقني من بعيد بنظرات حادة وكأنه ينتظر مغادرتي للمكان، قال لي أنت ممنوع من تصويري أو ذكر اسمي - يشار إلى أن الأغلبية من الشباب رفض التصوير أو مجرد الإفصاح عن اسمه - وأردف بنبرة قوية: دعني وشأني لدي عمل ملزم به، طمأنته بأننا لا نقتحم خصوصية الآخرين ونحترمها وليس من حقي أن أنشر صورته أو أذكر اسمه دون رضاه، فبدأ يطمئن لي شيئا ما وطلبت أن يحدثني عن نفسه ومدى اقتناعه بعمله فقال: أعتقد أن هذا العمل أقل درجة في تصنيف الوظائف المتعارف عليها، ولكن عندما تشعر أن الطريق مسدود فليس أمامك خيار.
وأضاف: أنا أعيش مع أمي وإخوتي وكانت أمي ت*** لي الطعام وتوقظني من النوم وتنظر لي نظرة هي خليط من العطف والشفقة، مع حسرة وألم من حالي كشاب بكامل صحته وشبابه، عانيت من هذه الحالة فترة طويلة وكانت تحثني على البحث عن عمل دائما دون أن تجرحني وها أنذا أشعر أنني لا أكنس الشارع فحسب، بل أ كنس القذارة التي علقت بي من الجلوس في المنزل دون عمل.." أخشى كثيرا من رؤية المجتمع القاصرة وتعذبني نظرات البعض التي تحتقرني ومهنتي وتترك العاطلين الماكثين في بيوتهم". وقد أشركت "الوطن" الاقتصادي السعودي خالد المانع في الموضوع وقال: المسألة مسألة تكاليف في ظني بأنه ليس من المجدي بأن تهدر تكاليف تدريس طالب إلى أن يصل إلى الثانوية والتي تتحملها الحكومة من أجل أن تخرج من هم يعملون في بعض الوظائف التي لا تحتاج إلى خلفية تعليمية على الإطلاق، ومن الواضح أن التكلفة التي دفعتها الحكومة في تعليم هؤلاء الشباب أهدرت وذلك من خلال عملهم في مثل هذا القطاع الذي لا يحتاج إلى أي تعليم.
مؤهلاتهم ما بين ثانوية ومعهد مهني وكفاءة متوسطة 16 شاباً سعودياً يمتهنون أعمال النظافة في نجران
وقف ستة عشر شابا سعوديا متعلما ومهنيا بنجران في وجه البطالة في تحد للنظرة الاجتماعية القاصرة والعادات القبلية البائدة بامتهانهم وظائف "عمال نظافة "، والتي كانت - ومازالت - حكرا على العمالة الوافدة, محطمين بذلك ثقافة العيب والخوف من كلام الناس, وفي نفس الوقت مقتحمين ميدان العمل وفق الفرص المتاحة لا الأحلام الوردية غير القابلة للتحقق.
وقد التقت "الوطن" عددا من هؤلاء الشباب في أحد الشوارع وهم يؤدون عملهم بجدية دون اكتراث بنظرات المارة إليهم والتي يمتزج فيها عدم التصديق بالسخرية، وهي نظرة حتما ستتغير حين يثبت هؤلاء الشباب كفاءتهم ويتغلبوا على هذه الرؤى الضيقة.
يقول محمد عايض حاصل على الثانوية العامة ودورة في الكمبيوتر لمدة 6 أشهر: بحثت طويلا عن عمل ولم أجد، وعندما أتيحت لي هذه الوظيفة ترددت قليلا ثم قبلت، إذ إن البطالة والحاجة وقلة الحيلة آلمتني وعذبتني وجرحتني جروحا لم تندمل بعد.
ويضيف محمد: كنت أسبح في الفضاء وأحلم أحلاما وردية أتمنى كغيري من الشباب أن أكون وزيرا أو مسؤولا كبيرا أو حتى موظفا مرموقا, وعندما اصطدمت بالواقع المرير لم أجد بدا من الإفاقة، فغسلت وجهي "سبع مرات بالماء البارد" لتتكشف أمامي الحقيقة وأرى نفسي أبحث عن عمل أيا كان نوعه، المهم أن يكون شريفا وأن يحفظني من أن أمد يدي وأكون عالة على المجتمع وأنا بكامل صحتي وفتوتي.
"استغرقت في التفكير وطال الصمت شهورا وبعدها كسرت جدار الصمت ولبست ثوب العمل وأخذت أدواته, ونزلت إلى الشارع كاشفا عن وجهي بكل ثقة وبودي أن يعرفني جميع الناس ولسان حالي يقول : نحن مثلكم تماما ولنا نفس طموحكم وعزتكم غير أن الظروف لم تساعدنا، فساعدونا أنتم بتشجيعكم لنا ولا تحقرونا فنحن نعمل عملا شريفا نخدم به المجتمع ونؤدي واجب الوطنية وهو المساهمة في خدمة الوطن قدر الاستطاعة والإمكانات ".
ويشير محمد مصلح وهو شاب نحيل ربط رأسه بمنشفه وأسدل جزءاً منها على صدره ووجهه لتجفف عرقه الذي يتصبب من أنحاء جسمه, يعمل باجتهاد واضح تحت وطأة الشمس المحرقة، إلى أنه يريد أن يثبت لرؤسائه أن السعوديين هم الأفضل دائما وهم الأحرص على الوطن في شتى المهن، وهم الأبقى دون غيرهم. وبدا مصلح وكأنه يسعى إلى تعزيز الثقة به وبزملائه من الشباب الذين انخرطوا في أعمال مازالت محل جدل حول صلاحية الشباب السعودي لها. محمد أكمل دراسته في المعهد المهني بنجران بعد الكفاءة وحصل على شهادة مهنية، غير أنه آثر الالتحاق بالعمل الحكومي لأنه يوفر له - حسب قوله- الاستقرار والأمان الوظيفي..." حتى لو بدا هذا العمل بالنسبة للبعض متواضعا "
ثمة شاب آخر بدا مشغولا ومنهمكا في عمله, كان يرمقني من بعيد بنظرات حادة وكأنه ينتظر مغادرتي للمكان، قال لي أنت ممنوع من تصويري أو ذكر اسمي - يشار إلى أن الأغلبية من الشباب رفض التصوير أو مجرد الإفصاح عن اسمه - وأردف بنبرة قوية: دعني وشأني لدي عمل ملزم به، طمأنته بأننا لا نقتحم خصوصية الآخرين ونحترمها وليس من حقي أن أنشر صورته أو أذكر اسمه دون رضاه، فبدأ يطمئن لي شيئا ما وطلبت أن يحدثني عن نفسه ومدى اقتناعه بعمله فقال: أعتقد أن هذا العمل أقل درجة في تصنيف الوظائف المتعارف عليها، ولكن عندما تشعر أن الطريق مسدود فليس أمامك خيار.
وأضاف: أنا أعيش مع أمي وإخوتي وكانت أمي ت*** لي الطعام وتوقظني من النوم وتنظر لي نظرة هي خليط من العطف والشفقة، مع حسرة وألم من حالي كشاب بكامل صحته وشبابه، عانيت من هذه الحالة فترة طويلة وكانت تحثني على البحث عن عمل دائما دون أن تجرحني وها أنذا أشعر أنني لا أكنس الشارع فحسب، بل أ كنس القذارة التي علقت بي من الجلوس في المنزل دون عمل.." أخشى كثيرا من رؤية المجتمع القاصرة وتعذبني نظرات البعض التي تحتقرني ومهنتي وتترك العاطلين الماكثين في بيوتهم". وقد أشركت "الوطن" الاقتصادي السعودي خالد المانع في الموضوع وقال: المسألة مسألة تكاليف في ظني بأنه ليس من المجدي بأن تهدر تكاليف تدريس طالب إلى أن يصل إلى الثانوية والتي تتحملها الحكومة من أجل أن تخرج من هم يعملون في بعض الوظائف التي لا تحتاج إلى خلفية تعليمية على الإطلاق، ومن الواضح أن التكلفة التي دفعتها الحكومة في تعليم هؤلاء الشباب أهدرت وذلك من خلال عملهم في مثل هذا القطاع الذي لا يحتاج إلى أي تعليم.