ياسر الفهد
6 - 1 - 2005, 11:13 PM
تحية طيبة الى جميع الأعضاء الكرام
قصة اليوم هي عبارة عن واقع اضطراب التوحد الذي يكمن في التغيير البيئي المفاجيء والذي بدوره يؤثر على التوحدي سواء كان طفلا أم بالغا .. ومن هذا المدخل أسوق لكم قصة إبني التوحد والتي حدثت اليوم حيث أن إبني الآخر فاز بجهاز أوربت للقنوات الفضائية أثناء تسوقه وتم الاتفاق على تركيب الجهاز من قبل الشركة وبالفعل حضر مندوب الشركة وقام بتركيب الجهاز .. ولكن لم يكن هناك جهاز تلفزيون في حجرة إبني الآخر!! بل كان هناك جهاز تليفزيون قديم له قرابة 10 سنوات ولكن كان في حجرة إبني التوحدي .. وأثناء خروج ابني التوحدي للتنزه بالسيارة مع السائق ومربيته قمنا بنقل جهاز التلفزيون من حجرته إلى حجرة إبني الآخر وقمنا بتشغيله (الحمدلله إنه اشتغل.. بقاله سنين محطوط زينه!!!) وبدأ ابني يتابع قناة ديزني وبرامج الأطفال الشيقة .. ولم نحسب حساب ردة الفعل التي ستكون من جراء ذلك التغيير البيئي البسيط الذي قمنا به في غرفة إبني التوحدي...
عاد ابني التوحدي من نزهته ودخل إلى حجرته وكنت اتابع ردة فعله ولكنه لم يظهر شيئا حتى ساعة متأخرة من اللية (بالتأكيد كنت سعيدا لأنني كنت أعتقد أنه تقبل التغيير!!) .. حيث قام وذهب الى غرفة أخيه وسحب سلك الكهرباء الخاص بالتلفزيون من الكهرب ووقف يحاول أن يحمل ذلك التلفزيون وكنت أراقب ردة فعله حيث أنه بدأ يتضجر ولم يتحرك من جانب التلفزيون وكأنه يقول:
(انتو بتهببو إيه؟؟؟؟؟؟؟؟) ده تلفزيوني أنا وحتى لو ما شغلته لمدة سنتين أصبح من أملاكي الخاصة وجزء من بيئتي التي أعيش فيها!!!!!!!!! وكنت أحاول اقناعه بالذهاب الى حجرته ولكنه رفض ذلك ووضع يده على التلفزيون (يا أنا يا إنتو) حاولت مرة أخرى إقناعه ولكن دون جدوى وابتدأت الزمجرة والغضب عليه.. وتحت زمجرته وعناده وإصراره (كونه توحدي كلاسيكي) فعلت مايريد وأمري الى الله .. حملت التلفزيون وما أن رآني حامله حتى تبسّم ورفرف يديه وأخذ ينطنط في مكانه من سعادته ومشى أمامي إلى حجرته وهو يطالعني ويراقبني إلى أين أذهب ، ووضعت التلفزيون في نفس المكان السابق وقمت بتشغيله لأول مرة منذ فترة من الزمن!!!!!!!! كان أيضا يقاوم عملية التشغيل ولكني أعرف ماذا يحب ففتحت له القناة الرياضية على مباريات كرة القدم فبدأ سعيدا حيث أنه يحب الكرة والتعليق على الكرة.. وهكذا نتعلم من هذه القصة أن التغيير يجب أن لا يكون مفاجئا بل يكون بالتدريج لكي يتقبله الطفل التوحدي أو البالغ التوحدي حيث ربما تكون ردة الفعل الصادرة من التوحدي كبيرة جدا وخارجة عن السيطرة في بعض الحالات مما تزيد من ارهاق الأسرة التي ربما لا تعرف كيف تتصرف مع الموقف.
نسأل الله أن يعيننا على أبنائنا التوحديين ..
تقبلوا تحياتي
قصة اليوم هي عبارة عن واقع اضطراب التوحد الذي يكمن في التغيير البيئي المفاجيء والذي بدوره يؤثر على التوحدي سواء كان طفلا أم بالغا .. ومن هذا المدخل أسوق لكم قصة إبني التوحد والتي حدثت اليوم حيث أن إبني الآخر فاز بجهاز أوربت للقنوات الفضائية أثناء تسوقه وتم الاتفاق على تركيب الجهاز من قبل الشركة وبالفعل حضر مندوب الشركة وقام بتركيب الجهاز .. ولكن لم يكن هناك جهاز تلفزيون في حجرة إبني الآخر!! بل كان هناك جهاز تليفزيون قديم له قرابة 10 سنوات ولكن كان في حجرة إبني التوحدي .. وأثناء خروج ابني التوحدي للتنزه بالسيارة مع السائق ومربيته قمنا بنقل جهاز التلفزيون من حجرته إلى حجرة إبني الآخر وقمنا بتشغيله (الحمدلله إنه اشتغل.. بقاله سنين محطوط زينه!!!) وبدأ ابني يتابع قناة ديزني وبرامج الأطفال الشيقة .. ولم نحسب حساب ردة الفعل التي ستكون من جراء ذلك التغيير البيئي البسيط الذي قمنا به في غرفة إبني التوحدي...
عاد ابني التوحدي من نزهته ودخل إلى حجرته وكنت اتابع ردة فعله ولكنه لم يظهر شيئا حتى ساعة متأخرة من اللية (بالتأكيد كنت سعيدا لأنني كنت أعتقد أنه تقبل التغيير!!) .. حيث قام وذهب الى غرفة أخيه وسحب سلك الكهرباء الخاص بالتلفزيون من الكهرب ووقف يحاول أن يحمل ذلك التلفزيون وكنت أراقب ردة فعله حيث أنه بدأ يتضجر ولم يتحرك من جانب التلفزيون وكأنه يقول:
(انتو بتهببو إيه؟؟؟؟؟؟؟؟) ده تلفزيوني أنا وحتى لو ما شغلته لمدة سنتين أصبح من أملاكي الخاصة وجزء من بيئتي التي أعيش فيها!!!!!!!!! وكنت أحاول اقناعه بالذهاب الى حجرته ولكنه رفض ذلك ووضع يده على التلفزيون (يا أنا يا إنتو) حاولت مرة أخرى إقناعه ولكن دون جدوى وابتدأت الزمجرة والغضب عليه.. وتحت زمجرته وعناده وإصراره (كونه توحدي كلاسيكي) فعلت مايريد وأمري الى الله .. حملت التلفزيون وما أن رآني حامله حتى تبسّم ورفرف يديه وأخذ ينطنط في مكانه من سعادته ومشى أمامي إلى حجرته وهو يطالعني ويراقبني إلى أين أذهب ، ووضعت التلفزيون في نفس المكان السابق وقمت بتشغيله لأول مرة منذ فترة من الزمن!!!!!!!! كان أيضا يقاوم عملية التشغيل ولكني أعرف ماذا يحب ففتحت له القناة الرياضية على مباريات كرة القدم فبدأ سعيدا حيث أنه يحب الكرة والتعليق على الكرة.. وهكذا نتعلم من هذه القصة أن التغيير يجب أن لا يكون مفاجئا بل يكون بالتدريج لكي يتقبله الطفل التوحدي أو البالغ التوحدي حيث ربما تكون ردة الفعل الصادرة من التوحدي كبيرة جدا وخارجة عن السيطرة في بعض الحالات مما تزيد من ارهاق الأسرة التي ربما لا تعرف كيف تتصرف مع الموقف.
نسأل الله أن يعيننا على أبنائنا التوحديين ..
تقبلوا تحياتي