ابولمى
8 - 1 - 2005, 12:15 PM
نحن معشر الآباء يقع على عواتقنا الجزء الاكبر من المسؤولية عند انخراط ابنائنا في تيار الانحراف، والسلوك الاجرامي البغيض، الذي تنال آثاره المدمرة البلاد والعباد. فلو ادرك كل اب مسؤوليته تجاه ابنائه لم نكن لنجد ان شبابنا بعمر الزهور يقعون فريسة للافكار المنحرفة، والمضللة، ألم نع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) هل من المعقول ان آباء يغيب عنهم ابناؤهم أياماً وليالي ولا يعبأون لذلك،واذا كلف احدهم نفسه وسأل فسوف يقتنع بأي عذر يقدمه له الابن. هل هذه المسؤولية فقط؟ وهل هذه هي التربية؟ يصاحب الابن من يصاحب ويجالس من يجالس، ولا يكلف بعضنا نفسه ولو بالتعرف على اولئك الاصحاب واولئك الجلساء واذا وقعت الفأس في الرأس بدأنا نولول ونلطم ونندب حظنا.. قد اكون قاسياً ولكن اعتقد انني قريب من الحقيقة والله اعلم. لقد نشأنا في مجتمع صافي النية سليم السريرة، ودرسنا في مدارس كانت ولازالت تغرس في عقولنا العقيدة السمحة، ونهلنا من معينها الصافي شتى صنوف العلم والمعرفة، ومع مرور الوقت تشعبت بيوت العلم وتعددت مصادره وكثرت مواقع الدروس واجتماعات الوعظ والارشاد فشملت المساجد كافة والجمعيات وامسيات تقام هنا وهناك وقد وصل إلى درجة ان الدروس تعطى حتى في الافراح فكم من فرح تحول إلى دروس وعظ وارشاد، انا لا اعيب على العلم كعلم في حد ذاته، ولا على التدين النقي والتقى والورع الطبيعي. ولكن اخاف من أدعياء التدين الذين بطنوه بأهداف نتنة ومريضة. لذا اجدني أمام سؤال واحد. هل نحن من الجهل لدرجة اننا بحاجة إلى كل هذه الدروس والخطب والمواعظ؟ اعتقد اننا لسنا كذلك بل ان النسبة العظمى من المواطنين في هذا البلد على درجة جيدة من العلم والمعرفة لا سيما وان بلادنا والحمد لله حسب التصنيف العمري للعالم تعتبر من البلدان الشابة، ولا يوجد بيننا من الشباب من لم يتعلم الا ما ندر. وعوداً على بدء اقول لك ايها الاب طالما ان ابنك متعلم والحمد لله فاعتقد ان تلك الدروس والندوات تصبح ثانوية وحضورها امر يجب ان لا ينال بؤرة اهتمامه وشغاف قلبه بل من الضروري ومن واجب الرعاية هنا ان تضع ضوابط لابنك تتناسب مع سنه تنظم له حرية الحركة، وان تكون ناقداً جيداً لاجتماعاته وجلساته وايضاً لجلسائه ولا يعفيك كأب كونه كبر واصبح رجلاً مسؤولاً عن تصرفاته، وفي تصوري ان الابن طالما يعيش في كنف والده ويقيم معه وطالما لم يتزوج ويكون اسرة جديدة لها طابع الاستقلالية فوالده مسؤول عنه ويجب عليه ملاحظة تصرفاته وعلاقاته وسلوكه. لقد شاهدت وشاهد غيري كثيراً من الناس آباء يدخلون بيوتهم في ساعات متأخرة من الليل اما لسهرة اجتماعية او لظروف العمل وحتى ممن يعودون لمنازلهم في الاوقات المعتادة لا يسألون عن ابنائهم في البيت أم خارجه؟ متى جاء؟ ولماذا تأخر؟ وأين كان؟ ومع من كان؟ كل هذه الاسئلة والاستفسارات ليست في قواميسهم الاسرية وفي النهاية يتخرج من هذا البيت او ذاك من يتعاطى المخدرات ومن يروجها وكثير من المصائب ووصل الحال إلى ما وصل اليه الآن من ابناء يغيبون عن ابائهم وبعد فترة يفاجأون بأنهم ارهابيون او انهم في زمرة الارهابيين. لذا اتوجه إلى كل اب على تراب هذه البلاد الطاهرة بأن يتقي الله في ابنائه برعايتهم حق الرعاية، وان لا يكون ممن يزيد النار حطباً فتزداد تأججاً واستعاراً وان يتقي الله في اخوانه المسلمين ويتقي الله في بلده ويتقي الله في ولاة امره.