ابولمى
15 - 1 - 2005, 07:27 AM
انطلقت قبل اسابيع عديدة الحملة الوطنية للتوظيف، التي تبنتها وزارة العمل في المدن الرئيسية، وفي كثير من محافظات المملكة ومدنها. ومن خلال هذا الاستطلاع نحاول التعرف على صدى الاعلان عن هذه الحملة في نفوس الشباب من خلال آراء الشباب الذين تقدموا الى مكاتب التوظيف ماذا وجدوا فيها وما انطباعاتهم عن هذه الحملة؟
هل اتصفت الحملة بالجدية؟ وملامسة الوظائف او الدورات الخاصة بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل هي مدرجة ضمن الخطط المستقبلية؟ والحلول التي يقترحها الشباب للحد من ظاهرة البطالة او للقضاء عليها مستقبلا؟
وتعليق الآباء والامهات على هذه الحملة وشعورهم بعد تقدم ابنائهم اليها عبر مكاتبها المختلفة؟
الفتيات وتطلعاتهن؟
الاحباط وفقدان الامل
في بداية ابحارنا مع هذا الموضوع كان لنا لقاء مع احد الشباب الذين تقدموا الى مقر استقبال الطلبات الخاصة بهذه الحملة في مدينة جدة، وهو الشاب (سعيد) وقد رفض ذكر اسمه بالكامل، او نشر صورته والسبب شعوره بالاحباط، وفقدان الامل بعد عودته من هناك مع مجموعة من اصدقائه الذين رافقوه لنفس الغرض يقول سعيد:
لقد تقدمنا في الاسبوع المخصص لاستقبال طلبات الراغبين في العمل من حملة (الثانوية العامة) وبالتحديد بداية الاسبوع الثاني وكنا نعتقد ان هناك توظيفا فعليا ولكننا تفاجأنا انها عبارة عن حصر لاعداد العاطلين عن العمل؟
اما عن انطباعنا عنها فهي جيدة التنظيم ولم تواجهنا اية صعوبات اذا تحدثنا عنها من هذه الناحية.. لكن ما الاثر الذي تركته في نفوسنا بعد تفاؤلنا بها وبناء الآمال عليها؟ لاشيء سوى ذلك الكرت المكتب عليه (مؤهل للعمل) ويقترح سعيد طريقة للقضاء على ظاهرة البطالة وتتلخص في الآتي:
حصرجميع الطلاب الذين في آخر مرحلة في الثانوية العامة وحصر جميع الوظائف الشاغرة في مختلف القطاعات بحيث يتخرج الطالب ويتوظف مباشرة اذا كان لا يرغب في الدراسة الجامعية.
في السنة التالية يحل خريج آخر مكانه ويرقى السابق الى مرتبة اعلى، وهكذا الى نهاية الخدمة، وذلك لكي يأخذ الكل نصيبه من التوظيف والترقية.
وعندما سألناه عن امنياته المستقبلية تجاه مثل هذه الحملة اجابنا بقوله:
اتمنى ان تكون هذه الحملة نواة لحملات اخرى الهدف منها توظيف الشباب سواء في القطاع العام او الخاص توظيفا فعليا، بمعنى يحصل المتقدم على وظيفة مباشرة اذا كان مؤهلا للعمل وان يلتفت الى تلك الوظائف التي تنتقل الى البعض عن طريق التوارث في بعض القطاعات الحكومية.
الديون تطارد شقيقي
وفي لقاء آخر جمعنا بـ(سمية محمد) شقيقة احد المتقدمين الى الحملة الوطنية للتوظيف، حدثتنا فيه عن شعورها واسرتها قبل وبعد توجه شقيقها الى مقر التقديم تقول:
لقد انهى اخي دراسته الثانوية قبل ما يقارب السنوات الاربع ولان نسبة القبول في الكليات التقنية والجامعات قد حددت برقم اعلى من النسبة التي حصل عليها بقليل لم يتجاوز 1% في البعض منها لم يحالفه الحظ في اتمام تعليمه العالي فبدأ منذ ذلك الوقت بالبحث عن وظيفة، أي وظيفة تابعة للقطاع الحكومي او الخاص (لا يهم) لم يفته اي تقديم في جهة من الجهات، ولم يترك اعلانات الوظائف التي تملأ الصحف تمر عليه مرور الكرام لدرجة انه سافر الى عدة مدن وراء تلك الاعلانات لكن دون جدوى.
وتابعت قائلة: وعندما اعلن عن هذه الحملة استبشرنا بها خيرا خاصة انها اتت في وقت نحن جميعا نتطلع لان يعمل احدنا ليحل ازمتنا الاقتصادية قليلا، ونرتاح من الديون.. واخي لديه دورة في ادخال البيانات ومعالجة النصوص بالاضافة الى شهادته الثانوية، ايضا هو على وشك انهاء دورة في السكرتارية اذا هو مؤهل، فما المانع في عدم حصوله على وظيفة؟
لكن ما ان عاد من مقر التقديم في الاسبوع الثاني الذي خصص لخريجي الثانوية العامة حتى اصيب جميع من هم في المنزل بالحزن، والاسى على هذا المسكين الذي سوف يعاود البحث عن وظيفة مرات ومرات ربما سيطول ذلك ليمتد الى سنوات وعقود.
اين توظيف الفتيات؟
اما علا محمد الجهني فترى ان الحملة الوطنية للتوظيف فكرة جيدة لأنها تبدأ بالتدريب المنتهي بالتوظيف.
ولكن لديها بعض الملاحظات التي تتمنى ان ينظر اليها في المرات القادمة، او تكون موضوعا لأبحاث متخصصة وهذه الملاحظات هي:
اولا: ان هذه الحملة شملت فئة الشباب من الذكور فقط.
ثانيا: انه من المعروف عن القطاع الخاص ان رواتبهم ضئيلة جدا لا تتناسب مع غلاء المعيشة التي نعيشها في الوقت الحاضر.
ثالثا: تعيين الشباب يكون في القطاع الخاص، بينما ما زالت تشكو بعض القطاعات الحكومية من النقص خاصة في القرى.
رابعا: ان القطاعات الخاصة تفضل العامل الاجنبي على العامل السعودي، حتى لو كان الاخير مؤهلا تأهيلا جيدا، ويرضى بالعمل في أي وظيفة، وبأي دخل يحدد له.
الجامعات سبب البطالة
حليمة عائض عسيري طالبة ماجستير تخصص - كيمياء - لها عدد من الاقتراحات ترجو كذلك ان تكون محاور لاهتمام المسؤولين في التعليم العالي وفي القطاع الخاص، فهي تقترح ان تفتح الاقسام في الكليات والجامعات بناء على خطط مدروسة بدقة خاصة الاقسام المتاحة للفتيات حيث اننا نلاحظ ان هناك اقساما تؤهل خريجاتها بالفعل للعمل، لكن بعد تخرجهن لا يجدن تخصصهن مطلوبا في سوق العمل ونادرا ما تحصل الخريجة على وظيفة في نفس التخصص الذي تحمله مما يضطر بعض هؤلاء الخريجات الى خوض تجارب في تخصصات اخرى (خاصة مع المدارس الاهلية) قد يوفقن فيها وقد لا يوفقن، وكل ذلك على حساب الاجيال الصاعدة.
او يضطر البعض منهن الى البحث عن دورات مختلفة تؤهلهن مما يعرضهن للاستغلال من مراكز تعليم الحاسب واللغات وتتمنى ان تتكرر تجربة احد مصانع الادوية الذي افتتح قسما نسائي وحققت فيه الفتيات السعوديات نجاحات باهرة.
دورات الاحتياجات الخاصة
وزهرة من زهراتنا الصغيرات اسمها (ندى) تتساءل: لماذا دائما الدورات التي تعنى بتأهيل الشباب والفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة محصورة في مراكزهم التي خصصت لهم؟
لماذا لا تكون هناك خطط مستقبلية تتضمن تأهيلهم على نطاق اوسع، ودمجهم بالمجتمع بشكل افضل واكبر.
وذلك لان الدمج قد طبق في مجال التعليم ولكي نكمل المسيرة ينبغي ان يطبق كذلك في مجالات التدريب والتأهيل والعمل ايضا.
هل اتصفت الحملة بالجدية؟ وملامسة الوظائف او الدورات الخاصة بتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهل هي مدرجة ضمن الخطط المستقبلية؟ والحلول التي يقترحها الشباب للحد من ظاهرة البطالة او للقضاء عليها مستقبلا؟
وتعليق الآباء والامهات على هذه الحملة وشعورهم بعد تقدم ابنائهم اليها عبر مكاتبها المختلفة؟
الفتيات وتطلعاتهن؟
الاحباط وفقدان الامل
في بداية ابحارنا مع هذا الموضوع كان لنا لقاء مع احد الشباب الذين تقدموا الى مقر استقبال الطلبات الخاصة بهذه الحملة في مدينة جدة، وهو الشاب (سعيد) وقد رفض ذكر اسمه بالكامل، او نشر صورته والسبب شعوره بالاحباط، وفقدان الامل بعد عودته من هناك مع مجموعة من اصدقائه الذين رافقوه لنفس الغرض يقول سعيد:
لقد تقدمنا في الاسبوع المخصص لاستقبال طلبات الراغبين في العمل من حملة (الثانوية العامة) وبالتحديد بداية الاسبوع الثاني وكنا نعتقد ان هناك توظيفا فعليا ولكننا تفاجأنا انها عبارة عن حصر لاعداد العاطلين عن العمل؟
اما عن انطباعنا عنها فهي جيدة التنظيم ولم تواجهنا اية صعوبات اذا تحدثنا عنها من هذه الناحية.. لكن ما الاثر الذي تركته في نفوسنا بعد تفاؤلنا بها وبناء الآمال عليها؟ لاشيء سوى ذلك الكرت المكتب عليه (مؤهل للعمل) ويقترح سعيد طريقة للقضاء على ظاهرة البطالة وتتلخص في الآتي:
حصرجميع الطلاب الذين في آخر مرحلة في الثانوية العامة وحصر جميع الوظائف الشاغرة في مختلف القطاعات بحيث يتخرج الطالب ويتوظف مباشرة اذا كان لا يرغب في الدراسة الجامعية.
في السنة التالية يحل خريج آخر مكانه ويرقى السابق الى مرتبة اعلى، وهكذا الى نهاية الخدمة، وذلك لكي يأخذ الكل نصيبه من التوظيف والترقية.
وعندما سألناه عن امنياته المستقبلية تجاه مثل هذه الحملة اجابنا بقوله:
اتمنى ان تكون هذه الحملة نواة لحملات اخرى الهدف منها توظيف الشباب سواء في القطاع العام او الخاص توظيفا فعليا، بمعنى يحصل المتقدم على وظيفة مباشرة اذا كان مؤهلا للعمل وان يلتفت الى تلك الوظائف التي تنتقل الى البعض عن طريق التوارث في بعض القطاعات الحكومية.
الديون تطارد شقيقي
وفي لقاء آخر جمعنا بـ(سمية محمد) شقيقة احد المتقدمين الى الحملة الوطنية للتوظيف، حدثتنا فيه عن شعورها واسرتها قبل وبعد توجه شقيقها الى مقر التقديم تقول:
لقد انهى اخي دراسته الثانوية قبل ما يقارب السنوات الاربع ولان نسبة القبول في الكليات التقنية والجامعات قد حددت برقم اعلى من النسبة التي حصل عليها بقليل لم يتجاوز 1% في البعض منها لم يحالفه الحظ في اتمام تعليمه العالي فبدأ منذ ذلك الوقت بالبحث عن وظيفة، أي وظيفة تابعة للقطاع الحكومي او الخاص (لا يهم) لم يفته اي تقديم في جهة من الجهات، ولم يترك اعلانات الوظائف التي تملأ الصحف تمر عليه مرور الكرام لدرجة انه سافر الى عدة مدن وراء تلك الاعلانات لكن دون جدوى.
وتابعت قائلة: وعندما اعلن عن هذه الحملة استبشرنا بها خيرا خاصة انها اتت في وقت نحن جميعا نتطلع لان يعمل احدنا ليحل ازمتنا الاقتصادية قليلا، ونرتاح من الديون.. واخي لديه دورة في ادخال البيانات ومعالجة النصوص بالاضافة الى شهادته الثانوية، ايضا هو على وشك انهاء دورة في السكرتارية اذا هو مؤهل، فما المانع في عدم حصوله على وظيفة؟
لكن ما ان عاد من مقر التقديم في الاسبوع الثاني الذي خصص لخريجي الثانوية العامة حتى اصيب جميع من هم في المنزل بالحزن، والاسى على هذا المسكين الذي سوف يعاود البحث عن وظيفة مرات ومرات ربما سيطول ذلك ليمتد الى سنوات وعقود.
اين توظيف الفتيات؟
اما علا محمد الجهني فترى ان الحملة الوطنية للتوظيف فكرة جيدة لأنها تبدأ بالتدريب المنتهي بالتوظيف.
ولكن لديها بعض الملاحظات التي تتمنى ان ينظر اليها في المرات القادمة، او تكون موضوعا لأبحاث متخصصة وهذه الملاحظات هي:
اولا: ان هذه الحملة شملت فئة الشباب من الذكور فقط.
ثانيا: انه من المعروف عن القطاع الخاص ان رواتبهم ضئيلة جدا لا تتناسب مع غلاء المعيشة التي نعيشها في الوقت الحاضر.
ثالثا: تعيين الشباب يكون في القطاع الخاص، بينما ما زالت تشكو بعض القطاعات الحكومية من النقص خاصة في القرى.
رابعا: ان القطاعات الخاصة تفضل العامل الاجنبي على العامل السعودي، حتى لو كان الاخير مؤهلا تأهيلا جيدا، ويرضى بالعمل في أي وظيفة، وبأي دخل يحدد له.
الجامعات سبب البطالة
حليمة عائض عسيري طالبة ماجستير تخصص - كيمياء - لها عدد من الاقتراحات ترجو كذلك ان تكون محاور لاهتمام المسؤولين في التعليم العالي وفي القطاع الخاص، فهي تقترح ان تفتح الاقسام في الكليات والجامعات بناء على خطط مدروسة بدقة خاصة الاقسام المتاحة للفتيات حيث اننا نلاحظ ان هناك اقساما تؤهل خريجاتها بالفعل للعمل، لكن بعد تخرجهن لا يجدن تخصصهن مطلوبا في سوق العمل ونادرا ما تحصل الخريجة على وظيفة في نفس التخصص الذي تحمله مما يضطر بعض هؤلاء الخريجات الى خوض تجارب في تخصصات اخرى (خاصة مع المدارس الاهلية) قد يوفقن فيها وقد لا يوفقن، وكل ذلك على حساب الاجيال الصاعدة.
او يضطر البعض منهن الى البحث عن دورات مختلفة تؤهلهن مما يعرضهن للاستغلال من مراكز تعليم الحاسب واللغات وتتمنى ان تتكرر تجربة احد مصانع الادوية الذي افتتح قسما نسائي وحققت فيه الفتيات السعوديات نجاحات باهرة.
دورات الاحتياجات الخاصة
وزهرة من زهراتنا الصغيرات اسمها (ندى) تتساءل: لماذا دائما الدورات التي تعنى بتأهيل الشباب والفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة محصورة في مراكزهم التي خصصت لهم؟
لماذا لا تكون هناك خطط مستقبلية تتضمن تأهيلهم على نطاق اوسع، ودمجهم بالمجتمع بشكل افضل واكبر.
وذلك لان الدمج قد طبق في مجال التعليم ولكي نكمل المسيرة ينبغي ان يطبق كذلك في مجالات التدريب والتأهيل والعمل ايضا.