ابولمى
18 - 1 - 2005, 06:37 AM
عبد الرحمن صالح العشماوي(*)
إذا توجَّه الإنسان إلى ربه داعياً مبتهلاً فسوف يصل إلى مراده من الخير إذا دعا بإخلاص ويقين، لأن الله تعالى يقول في سورة غافر: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)سورة غافر، وقد ورد في الحديث عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - ان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية بعد أن قال: (العبادة هي الدعاء)، أو قال كما ورد في رواية أخرى: (الدعاء هو العبادة)، وفي الآية الكريمة دليل على تحقُّق الاستجابة لمن دعا بإخلاص، فهناك شرط وجواب شرط (ادعوني) و(استجب لكم)، فالاستجابة نتيجة للدعاء الصادق الخالص، وقد ورد عن الحسن موقوفاً عليه قوله: (ادعوني استجب لكم): اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
إنَّ الدعاء الصادق لابد أن ينتصر على ما يواجه الإنسان من مصاعب الحياة، لأنه بابٌ فسيح فتحه الله لابن آدم، ودعاه إليه، ومهَّد له طريقه، ووعده بأن يقبله ولا يردّه خائباً مادام مخلصاً في دعائه صادقاً في توجُّهه، واثقاً بربه، موقنا بإجابته.
يقول تعالى في سورة البقرة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(186) ، فهذا تأكيد من الله عز وجل (فَإِنِّي قَرِيبٌ) ليطمئن الداعي إلى ربه، ويوقن باستجابة دعوته، فالآية الكريمة صريحة العبارة في هذا الأمر (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وهذا كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
روى أبوهريرة في الحديث الصحيح عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- انه قال: يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يدعوني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم، وإنْ تقرَّب إلى شبراً تقرَّبت إليه ذراعاً، وإنْ تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبْتُ إليه باعا، وإن جاءني يمشي جئته مهرولاً).
يا له من حديث عظيم يحدَّد لنا مكانة الدعاء العظيمة في حياتنا، ويفتح لنا مغاليق أبواب الاستجابة لكل دعوة صادقة نوجهها إلى الحيَّ القيوم.
وإني لأرى أن كلَّ جملة من هذا الحديث الشريف تُشِعُّ نوراً ساطعاً من الأمل المشرق الذي تنجلي عنه ظلمات اليأس والقنوط.
الدعاء ينتصر: أي أنه لا يمكن أن يخيب، ولا يردُّ الله دعاءً صادقاً مخلصاً أبدا دون إجابة لصاحبه، ولربما يتساءل البعض قائلاً: كيف يكون ذلك مع أننا دعونا في مواقف كثيرة، وطلبنا من الله سبحانه تحقيق أشياء معيَّنة، فلم يتحقق لنا ما طلبناه؟؟
ونقول: لقد أوضح الرسول- عليه الصلاة والسلام- ذلك في حديث حسنٍ رواه أبوسعيد الخدري- رضي الله عنه-، حيث قال: من دعا بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، أعطاه الله عزّ وجلّ بها إحدى ثلاث: إما أن يغفر له بها ذنباً قد سلف، وإما أنْ يعجّلها له في الدنيا، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وفي رواية أخرى: إما أن يعجل له دعوته، وإما أنْ يدَّخر له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله، إذاً نُكثر، قال: فالله عزَّ وجلّ أكثر.
هنا نكون على يقين أن الدَّعاء ينتصر على ضعف الإنسان، وغفلته، وقنوطه، وينتصر على المواقف الصعبة في الحياة، وينتصر على ظلم الظالمين، وطغيان الطغاة مهما كانت قوَّتهم.
ألا يحسن بنا - بعد ذلك- أن نكون من أصحاب الإلحاح في الدَّعاء لكلَّ ما نحتاجه من أمورنا الخاصة والعامة؟
إشارة:
إلهك حين تدعوه مجيب
وكيف يخيب من يدعو مجيبا
إذا توجَّه الإنسان إلى ربه داعياً مبتهلاً فسوف يصل إلى مراده من الخير إذا دعا بإخلاص ويقين، لأن الله تعالى يقول في سورة غافر: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)سورة غافر، وقد ورد في الحديث عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - ان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قرأ هذه الآية بعد أن قال: (العبادة هي الدعاء)، أو قال كما ورد في رواية أخرى: (الدعاء هو العبادة)، وفي الآية الكريمة دليل على تحقُّق الاستجابة لمن دعا بإخلاص، فهناك شرط وجواب شرط (ادعوني) و(استجب لكم)، فالاستجابة نتيجة للدعاء الصادق الخالص، وقد ورد عن الحسن موقوفاً عليه قوله: (ادعوني استجب لكم): اعملوا وأبشروا فإنه حق على الله عز وجل أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله.
إنَّ الدعاء الصادق لابد أن ينتصر على ما يواجه الإنسان من مصاعب الحياة، لأنه بابٌ فسيح فتحه الله لابن آدم، ودعاه إليه، ومهَّد له طريقه، ووعده بأن يقبله ولا يردّه خائباً مادام مخلصاً في دعائه صادقاً في توجُّهه، واثقاً بربه، موقنا بإجابته.
يقول تعالى في سورة البقرة: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ(186) ، فهذا تأكيد من الله عز وجل (فَإِنِّي قَرِيبٌ) ليطمئن الداعي إلى ربه، ويوقن باستجابة دعوته، فالآية الكريمة صريحة العبارة في هذا الأمر (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)، وهذا كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
روى أبوهريرة في الحديث الصحيح عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- انه قال: يقول الله عز وجل: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يدعوني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيراً منهم، وإنْ تقرَّب إلى شبراً تقرَّبت إليه ذراعاً، وإنْ تقرَّب إليَّ ذراعاً تقرَّبْتُ إليه باعا، وإن جاءني يمشي جئته مهرولاً).
يا له من حديث عظيم يحدَّد لنا مكانة الدعاء العظيمة في حياتنا، ويفتح لنا مغاليق أبواب الاستجابة لكل دعوة صادقة نوجهها إلى الحيَّ القيوم.
وإني لأرى أن كلَّ جملة من هذا الحديث الشريف تُشِعُّ نوراً ساطعاً من الأمل المشرق الذي تنجلي عنه ظلمات اليأس والقنوط.
الدعاء ينتصر: أي أنه لا يمكن أن يخيب، ولا يردُّ الله دعاءً صادقاً مخلصاً أبدا دون إجابة لصاحبه، ولربما يتساءل البعض قائلاً: كيف يكون ذلك مع أننا دعونا في مواقف كثيرة، وطلبنا من الله سبحانه تحقيق أشياء معيَّنة، فلم يتحقق لنا ما طلبناه؟؟
ونقول: لقد أوضح الرسول- عليه الصلاة والسلام- ذلك في حديث حسنٍ رواه أبوسعيد الخدري- رضي الله عنه-، حيث قال: من دعا بدعوةٍ ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم، أعطاه الله عزّ وجلّ بها إحدى ثلاث: إما أن يغفر له بها ذنباً قد سلف، وإما أنْ يعجّلها له في الدنيا، وإما أن يدّخرها له في الآخرة، وفي رواية أخرى: إما أن يعجل له دعوته، وإما أنْ يدَّخر له في الآخرة، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله، إذاً نُكثر، قال: فالله عزَّ وجلّ أكثر.
هنا نكون على يقين أن الدَّعاء ينتصر على ضعف الإنسان، وغفلته، وقنوطه، وينتصر على المواقف الصعبة في الحياة، وينتصر على ظلم الظالمين، وطغيان الطغاة مهما كانت قوَّتهم.
ألا يحسن بنا - بعد ذلك- أن نكون من أصحاب الإلحاح في الدَّعاء لكلَّ ما نحتاجه من أمورنا الخاصة والعامة؟
إشارة:
إلهك حين تدعوه مجيب
وكيف يخيب من يدعو مجيبا