ابولمى
28 - 1 - 2005, 06:24 AM
نشأ التعليم عند المسلمين منذ بداية نزول الوحي والأمر بالقراءة في قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} العلق..
ومنذ فجر الإسلام وانتشار رسالته انتشر التعليم شعبياً بالمجان وارتفعت مكانة العلماء وقاد الأهالي التعليم تطوعا متمثلا في القراء وعلماء الأمة وفقائها وم***ة الكتاتيب وحلقات العلم في المساجد ومجالس العلماء والأمراء والوزراء وحوانيت الوراقين، ولا يأخذون الأجر عليه وإنما يتم تمويل الإعاشة لبعضهم كي يتفرغ له بواسطة أهل اليسر والغنى من المسلمين محتسبين الأجر من الله.
فالتعليم بشكل عام عند المسلمين لم يكن في بدايته حكومياً منذ نشأت دولة الإسلام بظهور بعثة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى سقوط الخلافة العثمانية في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، وكان من نتائج ذلك ريادة النهضة العلمية والحضارية للمسلمين شرقا وغربا عبر ثلاثة عشر قرنا كانت أوروبا فيها غارقة في الظلام والتخلف، ومثلت تلك الحقبة الطويلة من تاريخ المسلمين نظام الحكم الإسلامي ومؤسساته المدنية وعبرت عن سماحة الإسلام وتسامحه مع الآخرين واستيعابه للإنسانية بكل معانيها وبعده عن التطرف الديني والتطرف العلماني بشهادة الآخرين قبل المسلمين، ولكن بعد سقوط الخلافة الإسلامية بسقوط الدولة العثمانية قُسم العالم الإسلامي ووزع بين الدول الاستعمارية من خلال ما عرف بمعاهدة سايس بيكو ومن ثم جاء دور تلك الدول الاستعمارية التي احتلت بلاد المسلمين فتولت مسؤولية نظام الحكم والمؤسسات المدنية فتغيرت بذلك معان كثيرة ومبادئ سامية ومفاهيم إسلامية عريقة لدى شريحة كبيرة من المسلمين وكادت الهوية الإسلامية «الحقيقة» أن تمسخ، وعندما رحل المستعمر من بلاد المسلمين ترك أذنابه ونوابه على بلادهم فحكموا باسمه وباسم الدساتير الوضعية المستمدة منه ولم يُدع أحد منهم يحكم باسم الإسلام سوى المملكة العربية السعودية التي لم تكن مستعمرة في يوم من الأيام، ومن البدهي أن لا تمثل الاسلام ونظامه تلك الفترة من تاريخ المسلمين منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا كما انه لا يمكن تحميل الإسلام ونظامه أية سلبيات نتجت تراكمياً على تلك الحقبة البائسة من تاريخ المسلمين والتي صار المسلمون فيها تابعين للنظام الغربي لا متبوعين ومستعمرين فكريا وثقافيا من قبل النموذج الغربي الأقوى والأغنى.. وأمانة الكلمة تقضي تسجيل حقيقة ان التعليم العالي في الدول الإسلامية هو نتاج هذه الحقبة المظلمة من تاريخ المسلمين ابان فترة الاستعمار العسكري وما تلاه من الاستعمار الفكري والثقافي.
ولو وقفنا عند مفردات المقررات الدراسية وعلاقتها باصلاح البرامج التعليمية في بلد إسلامي له ثقله ووزنه وخصوصيته كالمملكة العربية السعودية نجد أن أصولها امتداد للحقبة الأولى التي سبقت سقوط الخلافة اي انها كانت مستقلة ولم تكن ذيلا أو تابعة، ويؤكد ذلك أن نشأة التعليم قد ارتبطت في المملكة بالجهود الشعبية المجانية والتطوعية وتمثلت هذه الجهود في قيام الأهالي بالتبرع بالمال والأرض لانشاء عدد من المدارس الخيرية غير الربحية كالمدرسة الصولتية بمكة عام 1291هـ والمدرسة الفخرية عام 1298هـ ومدارس الفلاح عام 1291، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة نشأت شعبية او أهلية ثم صارت حكومية بعد ذلك..
وبعد استكمال المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى لبناء الدولة الحديثة وأركانها تكفلت وزارة المعارف «وزارة التربية والتعليم حاليا» بعد إنشائها في عام 1373هـ بالانفاق الكامل على التعليم الحكومي والانفاق الجزئي على الشعبي أو الأهلي، والاشراف الكامل عليهما اداريا وتربويا وفنيا.. وحيث صار رهان الدول حاليا على الاستثمار في البشر من خلال جودة التعليم والتدريب بُذلت جهود متواصلة لاحداث قفزة كبيرة ونوعية في مجال التعليم عموما، لتربية الإنسان المسلم السعودي القادر على القراءة والكتابة والتأليف والتفكير والفهم والبحث والتحليل والاستنتاج والحوار والمناقشة والسؤال والجواب والحفظ والاسترجاع والعمل والصناعة والإنتاج والإبداع والابتكار والاكتشاف... متجاوزا بعض الأساليب القديمة غير الكافية في عصر العلم والتكنولوجيا مثل الحفظ والتلقين، وتستند مفردات برامج التعليم السعودية إلى سياسة التعليم في المملكة الصادرة بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 في 16 - 17/9/1389هـ والتي تستند بدورها حسب أول مادة منه إلى السياسة العامة للدولة والتي تنبثق من الاسلام دين الدولة ومصادر تشريعها من الكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصالح المرسلة، ومن خلال سياسة التعليم المرسومة من قبل الحكومة يتم تأليف وانتاج البرامج التربوية والتعليمية في المملكة بمشاركة جميع المؤسسات المدنية كالمدرسة والمعهد والجامعة والبيت *****جد ووسائل الإعلام والشارع والقرناء أو الأخلاء، ولو أردنا تسليط الضوء حول علاقة ذلك النص التربوي باصلاح البرامج التعليمية نجد أن هذه البرامج ذاتية نابعة من الداخل وذات هوية إسلامية تراعي مصالح وقيم الأمة المعنية بها والتي تختلف مع مصالح وقيم الآخر، ومن سمات الإسلام الذي تنبع منه أنه ضد التخلف والجمود ومع الحداثة المفيدة للإنسان والبشرية، يأخذ بعناصر الخير والقوة الموجودة لدى الآخرين ويتجنب جوانب الشر والضعف الموجودة لديهم ولا يأمر بأخذ الخير والشر معا، بل ينهج مبدأ التوسط والاعتدال في شؤونه بعيدا عن التطرف والغلو الديني لدى بعض الجماعات المنتسبة زورا إلى الإسلام وبعيدا ايضا عن التطرف العلماني لدى بعض الدول المنتمية للمسلمين وينسجم مع السنن الكونية التي منها الصراع بين الخير والشر والحق والباطل ونجد في المقابل عددا لا حصر لهم من المعتدلين الذين كانوا بدورهم من نتاج تلك البرامج التعليمية من الملوك والأمراء والعلماء والسياسيين والمثقفين والمفكرين والتربويين والكُتاب الذين نجد المكتبات تكتظ بانتاجهم العلمي والفكري الذي يشيع التسامح وقبول الآخر ونبذ التطرف والغلو وأكبر برهان على ذلك فتاوى كبار العلماء في السعودية التي اشتمل بعضها على تحريم العمليات الانتحارية في فلسطين وتحريم مقاومة الأمريكان في العراق وتحريم المشاركة ضمن المقاومة العراقية.
والخلاصة أن نتائج المناهج الدراسية السعودية شأنها شأن غيرها فقد أفرزت جميع التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الا أن الخصوصية السعودية كبلد محافظ يطبق الشريعة الاسلامية قولا وعملا ومنهجا في الحياة يظل المنهج المحافظ والمعتدل هو السائد فيها ويظل ما عداه قليلا او نادرا او شاذا ويظل السعوديون يدركون أن الإرهاب والتطرف لا دين ولا هوية ولا جنسية له ولا يمكن ربطه بالاسلام او مناهج المملكة بدليل وجود مثل هذه الأفكار والأعمال في دول لا تدرس التربية الإسلامية الا مرة في الاسبوع كما يدركون ان الاصلاح المنشود من الدول الغربية هو الاصلاح الذي يراعي مصالحها ولا يراعي مصالح المسلمين!! ويسعى في نهاية المطاف الى مسخ الشخصية المسلمة وتغيير هوية الأمة وان تكون سائرة خلف قطار الحضارة الغربية ومبادئها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم.. ويعترف بالانحلال الخلقي والفوضى الاجتماعية ويقر بالمجون والعري وال**** المثلي وتقنين حرية الوصول إلى جسد المرأة باسم المساواة والحرية الشخصية.
http://www.alriyadh.com/2**5/01/28/article34411.html
ومنذ فجر الإسلام وانتشار رسالته انتشر التعليم شعبياً بالمجان وارتفعت مكانة العلماء وقاد الأهالي التعليم تطوعا متمثلا في القراء وعلماء الأمة وفقائها وم***ة الكتاتيب وحلقات العلم في المساجد ومجالس العلماء والأمراء والوزراء وحوانيت الوراقين، ولا يأخذون الأجر عليه وإنما يتم تمويل الإعاشة لبعضهم كي يتفرغ له بواسطة أهل اليسر والغنى من المسلمين محتسبين الأجر من الله.
فالتعليم بشكل عام عند المسلمين لم يكن في بدايته حكومياً منذ نشأت دولة الإسلام بظهور بعثة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى سقوط الخلافة العثمانية في بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، وكان من نتائج ذلك ريادة النهضة العلمية والحضارية للمسلمين شرقا وغربا عبر ثلاثة عشر قرنا كانت أوروبا فيها غارقة في الظلام والتخلف، ومثلت تلك الحقبة الطويلة من تاريخ المسلمين نظام الحكم الإسلامي ومؤسساته المدنية وعبرت عن سماحة الإسلام وتسامحه مع الآخرين واستيعابه للإنسانية بكل معانيها وبعده عن التطرف الديني والتطرف العلماني بشهادة الآخرين قبل المسلمين، ولكن بعد سقوط الخلافة الإسلامية بسقوط الدولة العثمانية قُسم العالم الإسلامي ووزع بين الدول الاستعمارية من خلال ما عرف بمعاهدة سايس بيكو ومن ثم جاء دور تلك الدول الاستعمارية التي احتلت بلاد المسلمين فتولت مسؤولية نظام الحكم والمؤسسات المدنية فتغيرت بذلك معان كثيرة ومبادئ سامية ومفاهيم إسلامية عريقة لدى شريحة كبيرة من المسلمين وكادت الهوية الإسلامية «الحقيقة» أن تمسخ، وعندما رحل المستعمر من بلاد المسلمين ترك أذنابه ونوابه على بلادهم فحكموا باسمه وباسم الدساتير الوضعية المستمدة منه ولم يُدع أحد منهم يحكم باسم الإسلام سوى المملكة العربية السعودية التي لم تكن مستعمرة في يوم من الأيام، ومن البدهي أن لا تمثل الاسلام ونظامه تلك الفترة من تاريخ المسلمين منذ سقوط الخلافة إلى يومنا هذا كما انه لا يمكن تحميل الإسلام ونظامه أية سلبيات نتجت تراكمياً على تلك الحقبة البائسة من تاريخ المسلمين والتي صار المسلمون فيها تابعين للنظام الغربي لا متبوعين ومستعمرين فكريا وثقافيا من قبل النموذج الغربي الأقوى والأغنى.. وأمانة الكلمة تقضي تسجيل حقيقة ان التعليم العالي في الدول الإسلامية هو نتاج هذه الحقبة المظلمة من تاريخ المسلمين ابان فترة الاستعمار العسكري وما تلاه من الاستعمار الفكري والثقافي.
ولو وقفنا عند مفردات المقررات الدراسية وعلاقتها باصلاح البرامج التعليمية في بلد إسلامي له ثقله ووزنه وخصوصيته كالمملكة العربية السعودية نجد أن أصولها امتداد للحقبة الأولى التي سبقت سقوط الخلافة اي انها كانت مستقلة ولم تكن ذيلا أو تابعة، ويؤكد ذلك أن نشأة التعليم قد ارتبطت في المملكة بالجهود الشعبية المجانية والتطوعية وتمثلت هذه الجهود في قيام الأهالي بالتبرع بالمال والأرض لانشاء عدد من المدارس الخيرية غير الربحية كالمدرسة الصولتية بمكة عام 1291هـ والمدرسة الفخرية عام 1298هـ ومدارس الفلاح عام 1291، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدة نشأت شعبية او أهلية ثم صارت حكومية بعد ذلك..
وبعد استكمال المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله تعالى لبناء الدولة الحديثة وأركانها تكفلت وزارة المعارف «وزارة التربية والتعليم حاليا» بعد إنشائها في عام 1373هـ بالانفاق الكامل على التعليم الحكومي والانفاق الجزئي على الشعبي أو الأهلي، والاشراف الكامل عليهما اداريا وتربويا وفنيا.. وحيث صار رهان الدول حاليا على الاستثمار في البشر من خلال جودة التعليم والتدريب بُذلت جهود متواصلة لاحداث قفزة كبيرة ونوعية في مجال التعليم عموما، لتربية الإنسان المسلم السعودي القادر على القراءة والكتابة والتأليف والتفكير والفهم والبحث والتحليل والاستنتاج والحوار والمناقشة والسؤال والجواب والحفظ والاسترجاع والعمل والصناعة والإنتاج والإبداع والابتكار والاكتشاف... متجاوزا بعض الأساليب القديمة غير الكافية في عصر العلم والتكنولوجيا مثل الحفظ والتلقين، وتستند مفردات برامج التعليم السعودية إلى سياسة التعليم في المملكة الصادرة بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 في 16 - 17/9/1389هـ والتي تستند بدورها حسب أول مادة منه إلى السياسة العامة للدولة والتي تنبثق من الاسلام دين الدولة ومصادر تشريعها من الكتاب والسنة والإجماع والقياس والمصالح المرسلة، ومن خلال سياسة التعليم المرسومة من قبل الحكومة يتم تأليف وانتاج البرامج التربوية والتعليمية في المملكة بمشاركة جميع المؤسسات المدنية كالمدرسة والمعهد والجامعة والبيت *****جد ووسائل الإعلام والشارع والقرناء أو الأخلاء، ولو أردنا تسليط الضوء حول علاقة ذلك النص التربوي باصلاح البرامج التعليمية نجد أن هذه البرامج ذاتية نابعة من الداخل وذات هوية إسلامية تراعي مصالح وقيم الأمة المعنية بها والتي تختلف مع مصالح وقيم الآخر، ومن سمات الإسلام الذي تنبع منه أنه ضد التخلف والجمود ومع الحداثة المفيدة للإنسان والبشرية، يأخذ بعناصر الخير والقوة الموجودة لدى الآخرين ويتجنب جوانب الشر والضعف الموجودة لديهم ولا يأمر بأخذ الخير والشر معا، بل ينهج مبدأ التوسط والاعتدال في شؤونه بعيدا عن التطرف والغلو الديني لدى بعض الجماعات المنتسبة زورا إلى الإسلام وبعيدا ايضا عن التطرف العلماني لدى بعض الدول المنتمية للمسلمين وينسجم مع السنن الكونية التي منها الصراع بين الخير والشر والحق والباطل ونجد في المقابل عددا لا حصر لهم من المعتدلين الذين كانوا بدورهم من نتاج تلك البرامج التعليمية من الملوك والأمراء والعلماء والسياسيين والمثقفين والمفكرين والتربويين والكُتاب الذين نجد المكتبات تكتظ بانتاجهم العلمي والفكري الذي يشيع التسامح وقبول الآخر ونبذ التطرف والغلو وأكبر برهان على ذلك فتاوى كبار العلماء في السعودية التي اشتمل بعضها على تحريم العمليات الانتحارية في فلسطين وتحريم مقاومة الأمريكان في العراق وتحريم المشاركة ضمن المقاومة العراقية.
والخلاصة أن نتائج المناهج الدراسية السعودية شأنها شأن غيرها فقد أفرزت جميع التيارات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار الا أن الخصوصية السعودية كبلد محافظ يطبق الشريعة الاسلامية قولا وعملا ومنهجا في الحياة يظل المنهج المحافظ والمعتدل هو السائد فيها ويظل ما عداه قليلا او نادرا او شاذا ويظل السعوديون يدركون أن الإرهاب والتطرف لا دين ولا هوية ولا جنسية له ولا يمكن ربطه بالاسلام او مناهج المملكة بدليل وجود مثل هذه الأفكار والأعمال في دول لا تدرس التربية الإسلامية الا مرة في الاسبوع كما يدركون ان الاصلاح المنشود من الدول الغربية هو الاصلاح الذي يراعي مصالحها ولا يراعي مصالح المسلمين!! ويسعى في نهاية المطاف الى مسخ الشخصية المسلمة وتغيير هوية الأمة وان تكون سائرة خلف قطار الحضارة الغربية ومبادئها حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب دخلناه وراءهم.. ويعترف بالانحلال الخلقي والفوضى الاجتماعية ويقر بالمجون والعري وال**** المثلي وتقنين حرية الوصول إلى جسد المرأة باسم المساواة والحرية الشخصية.
http://www.alriyadh.com/2**5/01/28/article34411.html