ابولمى
4 - 2 - 2005, 06:40 AM
تجفيف منابع الفكر الضال أولاً..
سلمان بن محمد العُمري
من المسلم به أن كل جريمة تقع على أرض الواقع هي نتيجة لخطأ في حسابات عقل مرتكبها وقدرته على وزن الأمور. والإرهاب بكل صوره وأشكاله جريمة اقترفتها أيدي أفراد أو مجموعات زين لها الشيطان سوء عملها، وشجع النفوس الأمارة بالسوء للإقدام عليها، فاستباحت هذه الأيدي الآثمة دماء المسلمين الأبرياء في بلاد الحرمين الشريفين، وروعت الآمنين في مهد الإسلام، وخلفت، وراءها دماراً وآلاماً لا تتعاطف معها نفس سوية أو قلب سليم، وأعطت أعداء الإسلام فرصة اتهامه بكل نقيصة وتصويره كدين دموي منفر.
وما يضاعف من خطورة هذه الأعمال الآثمة، أن مرتكبيها يظنون أنهم يحسنون صنعاً، وأن عملهم هذا يتوهمون أنه جهاد لنصرة الإسلام، ويروجون لذلك انقياداً أعمى، وانبهاراً أصم لأفكار زرعت في عقولهم الفارغة من قبل أشخاص أو تنظيمات هي أبعد ما تكون عن الإسلام الصحيح، ولها مصالح وأهداف لم تعد خافية على أحد، وهذا الترويج وما يحظى به من اهتمام إعلامي وتعاطف بعض الحاقدين على الإسلام والحاسدين لبلادنا المباركة وما أنعم الله عليها به من خير وأمن قد يوجد بلبلة ويستقطب مزيداً من النشء والشباب، ولا سيما أن السياسات الدولية تجاه كثير من القضايا الإسلامية لا تتصف بالعدل أو الإنصاف.
ومن هنا وجب علينا جميعاً أن نعمل لمحاصرة انتشار هذا الفكر المنحرف، وتجفيف منابعه وإغلاق الدهاليز التي قد يتسرب منها إلى عقول شبابنا، بنفس الدرجة التي نجحت فيها الجهات الأمنية في محاصرة الإرهابيين وسد المنافذ التي يصل عبرها السلاح إلى أيديهم، مع مراعاة أن محاصرة العناصر المادية للجريمة من أفراد أو سلاح أو أموال أسهل بكثير من محاصرة الفكر المنحرف الذي يتسلل عبر مواقع الإنترنت وبعض القنوات الفضائية وملايين الشباب الذين يسافرون للخارج كل عام، وملايين الكتب التي مازال بعضها يباع في الأسواق ويخرب النفوس بأفكار ضالة ومنحرفة تفجر العقول فتدفع الأيدي إلى تفجير الآخرين.
وقد تساءل سائل: كيف نحاصر هذا الفكر المنحرف ولا سيما إذا كانت هناك جهات منظمة تحرص على تصديره إلى بلادنا عبر وسائل يصعب مراقبتها كمواقع الإنترنت والقنوات الفضائية وغيرها من تقنيات الاتصال المتطورة كل يوم؟.
ويبدو السؤال وجيهاً وموضوعياً على الرغم من إمكانية حجب كثير من هذه الوسائل والتقنيون يعرفون كيف يفعلون ذلك، لكن يبقى نجاحنا في محاصرة هذا الفكر مرهوناً بقدرتنا على تحصين شبابنا ضده، وتزويدهم بالمعارف التي تؤهلهم لاكتشاف شذوذه ومخالفته لتعاليم الشريعة، بل والرد على من يحاولون حشر هذه الأفكار الشاذة في عقولهم تمهيداً لتحريك أيديهم لارتكاب جرائم إرهابية جديدة.
وتحصين شبابنا يبدأ بالتربية داخل نطاق الأسرة من خلال تشجيع الحوار بنفس الدرجة التي نحيط بها الأبناء بالعطف والحنان، ونحرص على توفير متطلبات الحياة، ثم حسن المراقبة الواعية في فترة المراهقة والشباب لنعرف ماذا يقرؤون ويطالعون عبر الإنترنت أو القنوات التلفزيونية؟، ومن هم أصدقاؤهم؟ وأين يقضون أوقات فراغهم؟، فهل يعقل أن يفاجأ أحد الآباء أن ابنه متورط في جريمة إرهابية ومطلوب من قبل الجهات الأمنية من صفحات الجرائد، دون أن يكون قد رأى بادرة تشير إلى أنه يسير في هذا الطريق قبل ذلك؟!!.
والمؤسسات التعليمية أيضاً مسؤولة بدرجة لا تقل عن مسؤولية الأسرة، وتمتد هذه المسؤولية لمؤسسات الشباب والرياضة ووسائل الإعلام والعلماء والدعاة والأئمة والخطباء.. وللمرأة دورها في ذلك؛ فهي الأم والزوجة والمعلمة والداعية وأستاذة الجامعة والمدرسة التي يتربى في أحضانها النشء.
وخلاصة القول إن التربية السليمة القائمة على الحوار والإقناع وربط الناشئة بكتاب الله والسنة النبوية علماً وعملاً ونشر العلم الشرعي، هي وسائل لمحاصرة كل انحراف في الفكر، يجب أن تسبق وتلحق أي جهود أمنية لمحاصرة الجريمة الإرهابية في صورتها وعناصرها المادية.
فهل يعي كل منا دوره في محاصرة هذا الفكر الضال المضل، قبل أن يفاجأ بأن ابنه أو ابنته قد سقط فريسة له، وربما تسبب في سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم؟!، إن لم نفعل هذا فربما نفاجأ في وقت ما بسريان هذا الداء على أبنائنا.. لا نستطيع إلا أن نشعر بأننا أيضاً مذنبون، وربما شركاء في الإثم، عسى ألا نصل إلى هذا.
alomari1420@yahoo.com
سلمان بن محمد العُمري
من المسلم به أن كل جريمة تقع على أرض الواقع هي نتيجة لخطأ في حسابات عقل مرتكبها وقدرته على وزن الأمور. والإرهاب بكل صوره وأشكاله جريمة اقترفتها أيدي أفراد أو مجموعات زين لها الشيطان سوء عملها، وشجع النفوس الأمارة بالسوء للإقدام عليها، فاستباحت هذه الأيدي الآثمة دماء المسلمين الأبرياء في بلاد الحرمين الشريفين، وروعت الآمنين في مهد الإسلام، وخلفت، وراءها دماراً وآلاماً لا تتعاطف معها نفس سوية أو قلب سليم، وأعطت أعداء الإسلام فرصة اتهامه بكل نقيصة وتصويره كدين دموي منفر.
وما يضاعف من خطورة هذه الأعمال الآثمة، أن مرتكبيها يظنون أنهم يحسنون صنعاً، وأن عملهم هذا يتوهمون أنه جهاد لنصرة الإسلام، ويروجون لذلك انقياداً أعمى، وانبهاراً أصم لأفكار زرعت في عقولهم الفارغة من قبل أشخاص أو تنظيمات هي أبعد ما تكون عن الإسلام الصحيح، ولها مصالح وأهداف لم تعد خافية على أحد، وهذا الترويج وما يحظى به من اهتمام إعلامي وتعاطف بعض الحاقدين على الإسلام والحاسدين لبلادنا المباركة وما أنعم الله عليها به من خير وأمن قد يوجد بلبلة ويستقطب مزيداً من النشء والشباب، ولا سيما أن السياسات الدولية تجاه كثير من القضايا الإسلامية لا تتصف بالعدل أو الإنصاف.
ومن هنا وجب علينا جميعاً أن نعمل لمحاصرة انتشار هذا الفكر المنحرف، وتجفيف منابعه وإغلاق الدهاليز التي قد يتسرب منها إلى عقول شبابنا، بنفس الدرجة التي نجحت فيها الجهات الأمنية في محاصرة الإرهابيين وسد المنافذ التي يصل عبرها السلاح إلى أيديهم، مع مراعاة أن محاصرة العناصر المادية للجريمة من أفراد أو سلاح أو أموال أسهل بكثير من محاصرة الفكر المنحرف الذي يتسلل عبر مواقع الإنترنت وبعض القنوات الفضائية وملايين الشباب الذين يسافرون للخارج كل عام، وملايين الكتب التي مازال بعضها يباع في الأسواق ويخرب النفوس بأفكار ضالة ومنحرفة تفجر العقول فتدفع الأيدي إلى تفجير الآخرين.
وقد تساءل سائل: كيف نحاصر هذا الفكر المنحرف ولا سيما إذا كانت هناك جهات منظمة تحرص على تصديره إلى بلادنا عبر وسائل يصعب مراقبتها كمواقع الإنترنت والقنوات الفضائية وغيرها من تقنيات الاتصال المتطورة كل يوم؟.
ويبدو السؤال وجيهاً وموضوعياً على الرغم من إمكانية حجب كثير من هذه الوسائل والتقنيون يعرفون كيف يفعلون ذلك، لكن يبقى نجاحنا في محاصرة هذا الفكر مرهوناً بقدرتنا على تحصين شبابنا ضده، وتزويدهم بالمعارف التي تؤهلهم لاكتشاف شذوذه ومخالفته لتعاليم الشريعة، بل والرد على من يحاولون حشر هذه الأفكار الشاذة في عقولهم تمهيداً لتحريك أيديهم لارتكاب جرائم إرهابية جديدة.
وتحصين شبابنا يبدأ بالتربية داخل نطاق الأسرة من خلال تشجيع الحوار بنفس الدرجة التي نحيط بها الأبناء بالعطف والحنان، ونحرص على توفير متطلبات الحياة، ثم حسن المراقبة الواعية في فترة المراهقة والشباب لنعرف ماذا يقرؤون ويطالعون عبر الإنترنت أو القنوات التلفزيونية؟، ومن هم أصدقاؤهم؟ وأين يقضون أوقات فراغهم؟، فهل يعقل أن يفاجأ أحد الآباء أن ابنه متورط في جريمة إرهابية ومطلوب من قبل الجهات الأمنية من صفحات الجرائد، دون أن يكون قد رأى بادرة تشير إلى أنه يسير في هذا الطريق قبل ذلك؟!!.
والمؤسسات التعليمية أيضاً مسؤولة بدرجة لا تقل عن مسؤولية الأسرة، وتمتد هذه المسؤولية لمؤسسات الشباب والرياضة ووسائل الإعلام والعلماء والدعاة والأئمة والخطباء.. وللمرأة دورها في ذلك؛ فهي الأم والزوجة والمعلمة والداعية وأستاذة الجامعة والمدرسة التي يتربى في أحضانها النشء.
وخلاصة القول إن التربية السليمة القائمة على الحوار والإقناع وربط الناشئة بكتاب الله والسنة النبوية علماً وعملاً ونشر العلم الشرعي، هي وسائل لمحاصرة كل انحراف في الفكر، يجب أن تسبق وتلحق أي جهود أمنية لمحاصرة الجريمة الإرهابية في صورتها وعناصرها المادية.
فهل يعي كل منا دوره في محاصرة هذا الفكر الضال المضل، قبل أن يفاجأ بأن ابنه أو ابنته قد سقط فريسة له، وربما تسبب في سقوط ضحايا أبرياء لا ذنب لهم؟!، إن لم نفعل هذا فربما نفاجأ في وقت ما بسريان هذا الداء على أبنائنا.. لا نستطيع إلا أن نشعر بأننا أيضاً مذنبون، وربما شركاء في الإثم، عسى ألا نصل إلى هذا.
alomari1420@yahoo.com