نور سليمان
18 - 1 - 2018, 02:07 AM
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/16/png//fbc28c65e31843d.png
رعاية المتأخرين دراسياً
تأليف
أحمد حسين محمد
مرشد طلابي
بمدارس القلعة الحجازية الأهلية
المرحلة الابتدائية
بالمدينة المنورة
مقدمة
مما لا شك فيه أن ظاهرة التأخير الدراسي تعتبر مشكلة إنسانية صعبة تكاد تنتشر في كل المجتمعات ، بحيث لا تقتصر على بيئة أو مجتمع بعينه ، وترجع هذه الظاهرة إلى الفروق الفردية بين الدراسين ، واختلاف الظروف والامكانيات والقدرات والاستعدادات والدوافع من فرد لآخر، ومن بيئة لأخرى , ولإدراك الشعوب بأضرار هذه الشريحة من الدارسين على بلدانهم , واستشعاراً بأهمية القوى البشرية في تنمية الأوطان , فإن المجتمعات المعاصرة تسعى إلى معالجة هذه الظاهرة , والحيلولة دون تسرب تلك الفئة من الدارسين , الأمر الذي ينعكس سلباً على الناتج الوطني من القوى البشرية , تلك القوى التي تمثل العمود الفقري في بناء الشعوب .
و تعتبر ظاهرة التأخر الدراسي مشكلة اجتماعية وتربوية ونفسية وتعليمية ؛ حيث تواجه الدارسين والمربين ومن لهم صلة بالعملية التعليمية , والدارس المتأخر يعاني كثيراً من هذه المشكلة , كما تعاني معه أسرته جميعها ؛ حيث إن شعور المتأخر دراسيا بالفشل قد ينعكس على فقد ثقته بنفسه , وإحساسه بأنه غير قادر على مواجهة متطلبات الحياة الدراسية , كما ينزعج الأب والأم عندما يروا ابنهما يعاني من الفشل الدراسي , وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة ، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد .
ومن هنا كانت فكرة هذا البحث في إرشاد وتوجيه الدارسين المتأخرين دراسيا ووالديهم توجيهاً مناسباً , وإزالة العوائق التي تحيل تقدمهم دراسيا ، وتبعد عنهم التوتر والقلق النفسي .
والله الموفق والمعين .
أولاً : تعريف التأخر الدراسي :-
اختلف العلماء في تحديد مفهوم التأخر الدراسي اختلافا كبيرا ، ويرد هذا الاختلاف إلى تداخل العوامل المسببة للتأخر الدراسي ، وبناء على ذلك نرى فريقا من العلماء عرف التأخر الدراسي من منظور نسبة الذكاء ، وقد عرفها هذا الفريق بأنها " الحالة التي تتدنى فيها نسبة الذكاء الفرد " ، حيث أشار ) طلعت عبد الرحيم 1402 هـ ) أن اللجنة الأمريكية للضعف العقلي أوضحت سنة 1963 م أن نسبة ذكاء المتأخرين دراسياً تبدأ من 70 إلى 90 .
وهناك من عرف التأخر من منظور التحصيل الدراسي ، فأشار إبراهام ويلرد إلى أن التأخر الدراسي هو " الحالة التي يجد فيها المتأخر أن المقرر الدراسي من الصعوبة استيعابه إلا بعد أن يحدث لهذا المقرر نوع من التكيف التعليمي أو التربوي ، والتعامل مع المقرر بدرجة كبيرة تجعله متكيفا مع متطلبات قدرته في التحصيل الدراسي " ، وهناك من عرّفه بأنه " عدم وصول الطالب إلى مستويات التعلم الطبيعية لمن هم في عمره ؛ لأسباب نفسية ، أو جسمانية ، أو اجتماعية ، كما عرّفه (محمد جميل 1401هـ) بأن التأخر الدراسي هو حالة تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي .
و يمكن تعريف الشخص المتأخر دراسياً بأنه " الشخص الذي يتمتع بمستوى ذكاء منخفض ، وتكون لديه القدرات التي تؤهله للنجاح في مجالات الحياة , ورغم ذلك يخفق في الوصول إلى مستوى تحصيل دراسي يتناسب مع قدراته أو قدرات أقرانه ، وقد يرسب عاماً أو أكثر ، في مادة أو اكثر ، ومن ثم فهو يحتاج إلى مساعدات وبرنامج علاجية خاصة .
ويمكن تعريف التأخر الدراسي إجرائيا بأنه " انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الاختبارات الموضوعية للمواد الدراسية عن 50% من الدرجة الكاملة سواء في الاختبارات الفصلية ، أو الاختبارات ، والأعمال الشهرية
التمييز بين مفهوم التأخر الدراسي وبعض المفاهيم المرتبطة به
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/16/png//f16b6f3678b6a75.png
ثانيا : - أسباب التأخر الدراسي :-
إن التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة ومتداخلة تتفاوت في قوتها ومضاعفاتها بين فئات المتأخرين دراسيا ، ولا تظهر هذه العوامل في وقت واحد ؛ بل تختلف في وقت ظهورها ، فمن هذه العوامل ما يظهر مبكرا في حياة الطالب ، ومنها ما يتأخر ظهوره ، ومنها ما يظهر مباشرة ، ومنها ما يبدو في عدد من الأعراض ، كما أن بعض هذه العوامل وقتي عارض ، وبعضها دائم .
ويمكن تصنيف تلك العوامل إلى :
1 - عوامل عقلية :مثل :
* انخفاض نسبة الذكاء .
* عدم القدرة على التركيز .
* الشرود و السرحان .
* بطء القراءة .
* صعوبة التعامل مع الأرقام .
* العجز عن التذكر والربط بين الأشياء .
2 - عوامل جسمية : مثل :
* ضعف البنية .
* الإصابة بأحد الأمراض .
* ضعف السمع .
* ضعف البصر .
* تضخم اللوزتين .
* زوائد أنفية .
* صعوبة في النطق .
3- عوامل البيئة الاجتماعية :
* انخفاض مستوى دخل الأسرة .
* ضعف إمكانيات الأسرة .
* عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة .
* انشغال الطالب بالعمل .
* انخفاض المستوى الثقافي للأسرة .
* فقدان التشجيع .
* تواضع آمال وطموحات الأسرة .
* خلافات أسرية .
* حرمان أحد الوالدين .
* سلبية المعاملة واضطراب العلاقة مع الوالدين .
* الصحبة السيئة للرفاق .
4- عوامل نفسية :
* اضطراب الانفعالات .
* القلق / الخوف / الخجل .
* ضعف الثقة بالنفس .
* كراهية تجاه المادة .
* كراهية تجاه المدرس أو المدرسة .
* الشعور باليأس و القنوط .
* وساوس .
* تخيلات .
5- عوامل شخصية :
* سوء استخدام الوقت وتنظيمه .
* انخفاض الدافعية للتعليم .
* الجهل بطرق الاستذكار .
* غياب متكرر .
* عدم اهتمام بالواجب .
* تأجيل الدراسة أو الاستذكار لنهاية العام .
6- عوامل مدرسية :
* أسلوب معاملة المدرسين .
* موقف إدارة المدرسة السلبي .
* عدم توفر الكتاب .
* عدم كفاية المدرسين .
* عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب .
* عدم القدرة على التكيف مع المدرسة .
* صعوبة وكثرة الواجبات .
* طبيعة الاختبارات .
* عدم اهتمام المدرس بالطالب .
* عدم اهتمام المدرس بالمادة .
7- أسباب خلقية ( وراثية ) :-
وتعود إلى قصور أو خطأ في نمو الجهاز العصبي أو العقلي أو العمليات العقلية المرتبطة بها , ويرجع بعض العلماء هذا القصور إلى :
أ – عوامل ما قبل الميلاد وتشمل :
1 ) إصابة الأم بالأمراض التي تنتقل إلى الجنين خاصة في الثلث الأول من الحمل ( من الأسبوع الثامن إلى الرابع عشر )
2 ) حالات التسمم المختلفة , مثل حالات تسمم الجمل , حالات تسمم الأم جراء تناولها لبعض الأدوية خاصة التي تحتوي على مركبات الارجوان والكينيين , حامل العامل ( rh ) , بمعنى اختلاف فصيلة الدم بين الأم والجنين .
3 ) إصابات الدماغ بفعل عوامل مادية أو ميكانيكية وتشمل التعرض للأشعة أثناء الحمل , اختناق الجنين , والاصابات أثناء العمل مثل حوادث السيارات و السقوط من أماكن مرتفعة .
4 ) اضطرابات التمثيل الغذائي .
ب – عوامل أثناء الولادة :
وتشمل اختناق الجنين أو الاصابات التي تحدث بواسطة أجهزة الولادة ، وكذلك المضاعفات أثناء عملية الوضع مثل حالات النزيف الشديد .
جـ – عوامل بعد الولادة : وتشتمل :
التهاب مادة المخ , أورام المخ , إصابات المخ الناتجة عن التسمم بمخلفات المحروقات , حالات التسمم بد أخذ الحقن أو التطعيم , بالإضافة إلى الأسباب الأخرى مثل ضعف السمع والبصر واضطرابات الكلام ... وغيرها .
ثالثا : أنواع التأخر الدراسي :-
يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته ، وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي :
تأخر دراسي عام : أي في جميع المواد الدراسية , وهذا مرتبط بنسبة ذكائه حيث تتراوح نسبة ذكائه ما بين 70 – 90
تأخر دراسي خاص : ويعني تأخر في مادة أو مواد معينة
تأخر طائفي : أي تأخر في مجموعة مواد ترتبط بمجال دراسي معين كاللغات أو العلوم . الخ
تأخر دراسي موفقي : الذي يرتبط بمواقف معينة يقل فيها التحصيل الدراسي بسبب خبرات سيئة
تأخر دراسي حقيقي ( خلقي ) : ويرتبط بنقص الذكاء .
تأخر دراسي ظاهري ( وظيفي ) : وهو تأخر دراسي زائف , أي يرجع إلى أسباب غير عقلية ويمكن معالجته .
رابعا : أعراض التأخر الدراسي :
يمكن تلخيص أهم أعراض التأخر الدراسي فيما يلي:
• نقص الذكاء ( أقل من المتوسط ) أو الضعف العقلي .
• الأعراض العقلية ( تشتت الانتباه ، ونقص القدرة على التركيز ، وضعف الذاكرة وضعف التفكير الاستنتاجي ، وهروب الأفكار، واضطراب الفهم ) .
• التحصيل ( بصفة عامة دون المتوسط ، وفي مواد خاصة ضعيف ) .
• الأعراض العضوية ( الإجهاد ، والتوتر ، والكسل ، والحركات العصبية واللازمات ) .
• الأعراض الانفعالية ( العاطفة المضطربة ، والقلق ، والخمول والبلادة ، والاكتئاب ، والتقلب الانفعالي ، والشعور بالذنب ، والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس ، والغيرة ، والحقد ، والخجل ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، وشرود الذهن ، والتعويض والعدوان أو التخريب ) .
ثالثاً : الأعراض الاجتماعية : الإحساس بالفشل والانطواء والعزلة والميل للتخريب والعدوان .
• أعراض أخرى ( قلة الاهتمام بالدراسة ، والغياب المتكرر من المدرسة ، والهروب ، وأحياناً الجناح ) .
خامسا : خصائص المتأخرين دراسياً :-
أ ) الخصائص العقلية :-
1) ضعف القدرة على حل المشكلة .
2) ضعف الانتباه .
3) انخفاض الحصيلة اللغوية وضعف القدرة على التذكر .
4) انخفاض مستوى الذكاء , حيث يقع ما بين 70 – 90 درجة .
ب) الخصائص الجسمية :-
1) معدل نموهم أقل من أقرانهم .
2) أقل حيوية ونشاط من أقرانهم كما يتسمون بضعف الصحة العامة و الكسل والأنيميا الحادة واعتلال الصحة البدنية بصورة عامة .
3) ترتفع فيهم نسبة الإعاقة السمعية والبصرية .
جـ ) الخصائص الانفعالية :-
1) سرعة التشتت .
2) الشعور بالنقص .
3) ارتفاع نسبة القلق .
4) سوء التوافق .
5) المخاوف المرضية .
6) الشعور بالاكتئاب .
د) الخصائص الاجتماعية :-
1) سوء التوافق الاجتماعي , والذي يعبرون عنه إما بالعدوان على الآخرين وممتلكاتهم ، أو بالانطواء ، أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية , وعدم تكوين صداقات مع الآخرين .
2) عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مستمرة مع أقرانهم ، وقد تتسم هذه العلاقات عند تكوينها بالأنانية عدم المشاركة الاجتماعية وعدم التعاون والانغماس في اللهو غير الموجه .
هـ) الخصائص التربوية :
1) عدم الميل إلى التعلم .
2) بطء في السرعة التعلم .
3) يقل مستوى تحصيلهم عن أقرانهم العاديين بحوالي عاميين دراسيين .
4) يعانون من نقص الخبرات الثقافية و الاجتماعية والتربوية .
5) يتسمون بالإهمال العام وسوء المظهر والخروج عن تعاليم المؤسسة التعليمية
6) كثرة الغياب .
7) استخدام عادات سيئة في الاستذكار .
سادساً : تشخيص التأخر الدراسي :-
وهي المحاولة الواعية لمعرفة طبيعة التأخر الدراسي والعوامل المسببة لها وكيفية تفاعلها في إحداث التأخر ، وذلك بهدف وضع الخدمات العلاجية المناسبة .
وهناك مجموعة من الوسائل المستخدمة في التشخيص هي: ـ
الاختبارات المقننة , السجل الشامل , بطاقة التحصيل الدراسي الفحوص الطبية , ملاحظات المرشد والمدرس , ملاحظات الطبيب النفسي , ملاحظات الوالدين .
إن معالجة مشكلة التأخر الدراسي لدى أبنائنا تتطلب منا الاستعانة بالأساليب التربوية الحديثة ، والقائمة على العلم ، فهي المنار الذي يمكن أن نهتدي بها للوصول إلى ما نصبوا له لأبنائنا ولأجيالنا الناهضة من تقدم ورقي وهذا بدوره يتطلب منا أن الإجابة على الأسئلة التالية :
1 ـ كيف نحدد التأخر الدراسي ؟
2 ـ ما هي أنواع التأخر الدراسي؟
3 ـ ما هي مسببات التأخر الدراسي ؟
4 ـ كيف يمكن علاج التأخر الدراسي ؟
سابعا : أساليب علاج التأخر الدراسي :-
إن الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ، ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ، والبحث عن الأسباب ، ومن ثم وضع العلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين :
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، أو صحية ، أو اقتصادية .. الخ .
ثانيهما : توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية ، وتكثيف الوسائل التعليمية ، والاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة ، والعلاقات المهنية الإيجابية بين المدرس والطالب .
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ، ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أ ) خدمات وقائية :
1- خدمات التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي ، وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية ، ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ، ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .
2- الخدمات التعليمية ، وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس ، وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .
3- خدمات صحية ، وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم ، وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية ، والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع ، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين ، والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .
4- خدمات توجيهية ، وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة ، و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها ، وتنمية الوعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم ، وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميدة ، وقد يتم ذلك من خلال المحاضرات ، أو المناقشات الجماعية ، أو برامج الإذاعة المدرسية ، وخاصة في طابور الصباح ، أو من خلال النشرات ، والمطويات .
5- خدمات إرشادية نفسية ، وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكيف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية ، وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الإيجابية نحو التعليم والمدرسة ، ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ، ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة .
6- خدمات التوجيه الأسرية ، وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال ، وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ، ومتابعة الأبناء ، وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة ، وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي ، وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى ، وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين ... إلخ .
ب) خدمات علاجية :
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
أولا : العلاج الاجتماعي ، ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ، ولكنه طارئ ؛ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ، ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية ، أو أي مركز صحي لإجراء الكشف عليه ، وتقديم العلاج المناسب .
2- وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر .
3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل ، أو العرج ، أو ما شابه ذلك .
4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب .
5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة ، وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو ، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء .
6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسياً.
7- نقل الطالب المتأخر دراسياً من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا اتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم ، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل .
8- إحالة الطالب المتأخر دراسياً إلى إحدى عيادات الصحة النفسية أو معاهد التربية الفكرية ؛ لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية .
ثانيا : الإرشاد النفسي :
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه ، وتحديد مشكلاته ، وكيفية استغلال قدراته واستعداداته ، والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية ، والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ، ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
* التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه .
* تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
* تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم إيجابي عنه .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
* تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
* إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله .
* التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
** عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية .
** عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه .
** عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق أمر ما ، وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه .
ثالثا : العلاج التعليمي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية ، بل بطريقة التدريس ، وعندها يقوم المعالج ( المرشد الطلابي أو المدرس ) بالتركيز على كل ماله صلة بالمادة ، المدرس , طريقة التدريس , العلاقة مع المدرس ، عدم إتقان أساسيات المادة ...الخ .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* إرشاد الطالب المتأخر دراسياً وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عملياً .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة .
* متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسياً وإعطائه الأهمية القصوى في الاطلاع عليها وعلى الملاحظات المدونة من المدرسين .
* إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً والتدرج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح وتقديم الاشادة المناسبة لكل تقدم ملموس وذلك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبل الطالب لهذه المادة .
* عقد لقاء أو اجتماع مع المعلم الذي يظهر عنده تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذلك التأخر وماهي المقترحات العلاجية لدية ، ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءات العلاجية لذلك التأخر .
* عمل فصول تقويه علاجية لتنمية قدرات الطالب تسمح به للحاق بزملائه ؛ حيث يعتمد المعلم في تلك الفصول على استخدام الوسائل المعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات .
هذا ولابد على كل من يتعامل مع المتأخرين دراسيا أن يراعوا الفروق الفردية بينهم في الحالة النفسية وفي نوع التأخر وفي حجمه .
والله ولي التوفيق .
المراجع
جميل ، محمد ( 1410 هـ ) ، ( قراءة في مشكلات الطفولة ) ، ط1 .
عبد الرحيم ، طلعت حسن ( 1402 هـ ) ، ( سيكولوجية التأخر الدراسي ) ، الدمام ، دار الصلاح.
أبو سالم ، أشرف ، ( رعاية التأخرين دراسيا ) ، معهد الإدارة العامة ، قسم التوجيه والإرشاد ، المملكة العربية السعودية .
التأخر الدراسي ( المفهوم ، الأسباب ، الأعراض ، التشخيص ، العلاج )، منتدى أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة .
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/16/png//bae388c2f8e5923.png
عزيزى الزائر
للإطلاع على أبحاث أخرى للمرشد الطلابي أ / احمد حسين ، تجدها على الروابط التالية :
أثر العقاب في التربية
https://goo.gl/qhF8Pr
الأمن الفكرى وأهميته للجمتمع
https://goo.gl/TCSY1v
خصائص تلاميذ المرحلة الابتدائية وكيفية مراعاتها
https://goo.gl/w759Qc
رعاية المتأخرين دراسيا
https://goo.gl/7AQm8g
رعاية المتأخرين دراسياً
تأليف
أحمد حسين محمد
مرشد طلابي
بمدارس القلعة الحجازية الأهلية
المرحلة الابتدائية
بالمدينة المنورة
مقدمة
مما لا شك فيه أن ظاهرة التأخير الدراسي تعتبر مشكلة إنسانية صعبة تكاد تنتشر في كل المجتمعات ، بحيث لا تقتصر على بيئة أو مجتمع بعينه ، وترجع هذه الظاهرة إلى الفروق الفردية بين الدراسين ، واختلاف الظروف والامكانيات والقدرات والاستعدادات والدوافع من فرد لآخر، ومن بيئة لأخرى , ولإدراك الشعوب بأضرار هذه الشريحة من الدارسين على بلدانهم , واستشعاراً بأهمية القوى البشرية في تنمية الأوطان , فإن المجتمعات المعاصرة تسعى إلى معالجة هذه الظاهرة , والحيلولة دون تسرب تلك الفئة من الدارسين , الأمر الذي ينعكس سلباً على الناتج الوطني من القوى البشرية , تلك القوى التي تمثل العمود الفقري في بناء الشعوب .
و تعتبر ظاهرة التأخر الدراسي مشكلة اجتماعية وتربوية ونفسية وتعليمية ؛ حيث تواجه الدارسين والمربين ومن لهم صلة بالعملية التعليمية , والدارس المتأخر يعاني كثيراً من هذه المشكلة , كما تعاني معه أسرته جميعها ؛ حيث إن شعور المتأخر دراسيا بالفشل قد ينعكس على فقد ثقته بنفسه , وإحساسه بأنه غير قادر على مواجهة متطلبات الحياة الدراسية , كما ينزعج الأب والأم عندما يروا ابنهما يعاني من الفشل الدراسي , وقد يلجأ البعض منهم إلى الأساليب غير التربوية والعقيمة ، كالعقاب البدني مثلاً في سعيهم لحث أبنائهم على الاجتهاد .
ومن هنا كانت فكرة هذا البحث في إرشاد وتوجيه الدارسين المتأخرين دراسيا ووالديهم توجيهاً مناسباً , وإزالة العوائق التي تحيل تقدمهم دراسيا ، وتبعد عنهم التوتر والقلق النفسي .
والله الموفق والمعين .
أولاً : تعريف التأخر الدراسي :-
اختلف العلماء في تحديد مفهوم التأخر الدراسي اختلافا كبيرا ، ويرد هذا الاختلاف إلى تداخل العوامل المسببة للتأخر الدراسي ، وبناء على ذلك نرى فريقا من العلماء عرف التأخر الدراسي من منظور نسبة الذكاء ، وقد عرفها هذا الفريق بأنها " الحالة التي تتدنى فيها نسبة الذكاء الفرد " ، حيث أشار ) طلعت عبد الرحيم 1402 هـ ) أن اللجنة الأمريكية للضعف العقلي أوضحت سنة 1963 م أن نسبة ذكاء المتأخرين دراسياً تبدأ من 70 إلى 90 .
وهناك من عرف التأخر من منظور التحصيل الدراسي ، فأشار إبراهام ويلرد إلى أن التأخر الدراسي هو " الحالة التي يجد فيها المتأخر أن المقرر الدراسي من الصعوبة استيعابه إلا بعد أن يحدث لهذا المقرر نوع من التكيف التعليمي أو التربوي ، والتعامل مع المقرر بدرجة كبيرة تجعله متكيفا مع متطلبات قدرته في التحصيل الدراسي " ، وهناك من عرّفه بأنه " عدم وصول الطالب إلى مستويات التعلم الطبيعية لمن هم في عمره ؛ لأسباب نفسية ، أو جسمانية ، أو اجتماعية ، كما عرّفه (محمد جميل 1401هـ) بأن التأخر الدراسي هو حالة تأخر أو نقص في التحصيل لأسباب عقلية أو جسمية أو اجتماعية أو انفعالية بحيث تنخفض نسبة التحصيل دون المستوى العادي .
و يمكن تعريف الشخص المتأخر دراسياً بأنه " الشخص الذي يتمتع بمستوى ذكاء منخفض ، وتكون لديه القدرات التي تؤهله للنجاح في مجالات الحياة , ورغم ذلك يخفق في الوصول إلى مستوى تحصيل دراسي يتناسب مع قدراته أو قدرات أقرانه ، وقد يرسب عاماً أو أكثر ، في مادة أو اكثر ، ومن ثم فهو يحتاج إلى مساعدات وبرنامج علاجية خاصة .
ويمكن تعريف التأخر الدراسي إجرائيا بأنه " انخفاض الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الاختبارات الموضوعية للمواد الدراسية عن 50% من الدرجة الكاملة سواء في الاختبارات الفصلية ، أو الاختبارات ، والأعمال الشهرية
التمييز بين مفهوم التأخر الدراسي وبعض المفاهيم المرتبطة به
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/16/png//f16b6f3678b6a75.png
ثانيا : - أسباب التأخر الدراسي :-
إن التأخر الدراسي نتاج عوامل متعددة ومتداخلة تتفاوت في قوتها ومضاعفاتها بين فئات المتأخرين دراسيا ، ولا تظهر هذه العوامل في وقت واحد ؛ بل تختلف في وقت ظهورها ، فمن هذه العوامل ما يظهر مبكرا في حياة الطالب ، ومنها ما يتأخر ظهوره ، ومنها ما يظهر مباشرة ، ومنها ما يبدو في عدد من الأعراض ، كما أن بعض هذه العوامل وقتي عارض ، وبعضها دائم .
ويمكن تصنيف تلك العوامل إلى :
1 - عوامل عقلية :مثل :
* انخفاض نسبة الذكاء .
* عدم القدرة على التركيز .
* الشرود و السرحان .
* بطء القراءة .
* صعوبة التعامل مع الأرقام .
* العجز عن التذكر والربط بين الأشياء .
2 - عوامل جسمية : مثل :
* ضعف البنية .
* الإصابة بأحد الأمراض .
* ضعف السمع .
* ضعف البصر .
* تضخم اللوزتين .
* زوائد أنفية .
* صعوبة في النطق .
3- عوامل البيئة الاجتماعية :
* انخفاض مستوى دخل الأسرة .
* ضعف إمكانيات الأسرة .
* عدم توفر الجو المناسب للمذاكرة .
* انشغال الطالب بالعمل .
* انخفاض المستوى الثقافي للأسرة .
* فقدان التشجيع .
* تواضع آمال وطموحات الأسرة .
* خلافات أسرية .
* حرمان أحد الوالدين .
* سلبية المعاملة واضطراب العلاقة مع الوالدين .
* الصحبة السيئة للرفاق .
4- عوامل نفسية :
* اضطراب الانفعالات .
* القلق / الخوف / الخجل .
* ضعف الثقة بالنفس .
* كراهية تجاه المادة .
* كراهية تجاه المدرس أو المدرسة .
* الشعور باليأس و القنوط .
* وساوس .
* تخيلات .
5- عوامل شخصية :
* سوء استخدام الوقت وتنظيمه .
* انخفاض الدافعية للتعليم .
* الجهل بطرق الاستذكار .
* غياب متكرر .
* عدم اهتمام بالواجب .
* تأجيل الدراسة أو الاستذكار لنهاية العام .
6- عوامل مدرسية :
* أسلوب معاملة المدرسين .
* موقف إدارة المدرسة السلبي .
* عدم توفر الكتاب .
* عدم كفاية المدرسين .
* عدم اهتمام المدرس بمشاكل الطلاب .
* عدم القدرة على التكيف مع المدرسة .
* صعوبة وكثرة الواجبات .
* طبيعة الاختبارات .
* عدم اهتمام المدرس بالطالب .
* عدم اهتمام المدرس بالمادة .
7- أسباب خلقية ( وراثية ) :-
وتعود إلى قصور أو خطأ في نمو الجهاز العصبي أو العقلي أو العمليات العقلية المرتبطة بها , ويرجع بعض العلماء هذا القصور إلى :
أ – عوامل ما قبل الميلاد وتشمل :
1 ) إصابة الأم بالأمراض التي تنتقل إلى الجنين خاصة في الثلث الأول من الحمل ( من الأسبوع الثامن إلى الرابع عشر )
2 ) حالات التسمم المختلفة , مثل حالات تسمم الجمل , حالات تسمم الأم جراء تناولها لبعض الأدوية خاصة التي تحتوي على مركبات الارجوان والكينيين , حامل العامل ( rh ) , بمعنى اختلاف فصيلة الدم بين الأم والجنين .
3 ) إصابات الدماغ بفعل عوامل مادية أو ميكانيكية وتشمل التعرض للأشعة أثناء الحمل , اختناق الجنين , والاصابات أثناء العمل مثل حوادث السيارات و السقوط من أماكن مرتفعة .
4 ) اضطرابات التمثيل الغذائي .
ب – عوامل أثناء الولادة :
وتشمل اختناق الجنين أو الاصابات التي تحدث بواسطة أجهزة الولادة ، وكذلك المضاعفات أثناء عملية الوضع مثل حالات النزيف الشديد .
جـ – عوامل بعد الولادة : وتشتمل :
التهاب مادة المخ , أورام المخ , إصابات المخ الناتجة عن التسمم بمخلفات المحروقات , حالات التسمم بد أخذ الحقن أو التطعيم , بالإضافة إلى الأسباب الأخرى مثل ضعف السمع والبصر واضطرابات الكلام ... وغيرها .
ثالثا : أنواع التأخر الدراسي :-
يختلف التأخر الدراسي من تلميذ إلى آخر ، ولكل نوع من التأخر الدراسي أسبابه وظروفه وسبل معالجته ، وإجمالاً يمكن تحديد أنواعه بما يأتي :
تأخر دراسي عام : أي في جميع المواد الدراسية , وهذا مرتبط بنسبة ذكائه حيث تتراوح نسبة ذكائه ما بين 70 – 90
تأخر دراسي خاص : ويعني تأخر في مادة أو مواد معينة
تأخر طائفي : أي تأخر في مجموعة مواد ترتبط بمجال دراسي معين كاللغات أو العلوم . الخ
تأخر دراسي موفقي : الذي يرتبط بمواقف معينة يقل فيها التحصيل الدراسي بسبب خبرات سيئة
تأخر دراسي حقيقي ( خلقي ) : ويرتبط بنقص الذكاء .
تأخر دراسي ظاهري ( وظيفي ) : وهو تأخر دراسي زائف , أي يرجع إلى أسباب غير عقلية ويمكن معالجته .
رابعا : أعراض التأخر الدراسي :
يمكن تلخيص أهم أعراض التأخر الدراسي فيما يلي:
• نقص الذكاء ( أقل من المتوسط ) أو الضعف العقلي .
• الأعراض العقلية ( تشتت الانتباه ، ونقص القدرة على التركيز ، وضعف الذاكرة وضعف التفكير الاستنتاجي ، وهروب الأفكار، واضطراب الفهم ) .
• التحصيل ( بصفة عامة دون المتوسط ، وفي مواد خاصة ضعيف ) .
• الأعراض العضوية ( الإجهاد ، والتوتر ، والكسل ، والحركات العصبية واللازمات ) .
• الأعراض الانفعالية ( العاطفة المضطربة ، والقلق ، والخمول والبلادة ، والاكتئاب ، والتقلب الانفعالي ، والشعور بالذنب ، والشعور بالنقص والفشل والعجز واليأس ، والغيرة ، والحقد ، والخجل ، والاستغراق في أحلام اليقظة ، وشرود الذهن ، والتعويض والعدوان أو التخريب ) .
ثالثاً : الأعراض الاجتماعية : الإحساس بالفشل والانطواء والعزلة والميل للتخريب والعدوان .
• أعراض أخرى ( قلة الاهتمام بالدراسة ، والغياب المتكرر من المدرسة ، والهروب ، وأحياناً الجناح ) .
خامسا : خصائص المتأخرين دراسياً :-
أ ) الخصائص العقلية :-
1) ضعف القدرة على حل المشكلة .
2) ضعف الانتباه .
3) انخفاض الحصيلة اللغوية وضعف القدرة على التذكر .
4) انخفاض مستوى الذكاء , حيث يقع ما بين 70 – 90 درجة .
ب) الخصائص الجسمية :-
1) معدل نموهم أقل من أقرانهم .
2) أقل حيوية ونشاط من أقرانهم كما يتسمون بضعف الصحة العامة و الكسل والأنيميا الحادة واعتلال الصحة البدنية بصورة عامة .
3) ترتفع فيهم نسبة الإعاقة السمعية والبصرية .
جـ ) الخصائص الانفعالية :-
1) سرعة التشتت .
2) الشعور بالنقص .
3) ارتفاع نسبة القلق .
4) سوء التوافق .
5) المخاوف المرضية .
6) الشعور بالاكتئاب .
د) الخصائص الاجتماعية :-
1) سوء التوافق الاجتماعي , والذي يعبرون عنه إما بالعدوان على الآخرين وممتلكاتهم ، أو بالانطواء ، أو الانسحاب من المواقف الاجتماعية , وعدم تكوين صداقات مع الآخرين .
2) عدم القدرة على تكوين علاقات اجتماعية مستمرة مع أقرانهم ، وقد تتسم هذه العلاقات عند تكوينها بالأنانية عدم المشاركة الاجتماعية وعدم التعاون والانغماس في اللهو غير الموجه .
هـ) الخصائص التربوية :
1) عدم الميل إلى التعلم .
2) بطء في السرعة التعلم .
3) يقل مستوى تحصيلهم عن أقرانهم العاديين بحوالي عاميين دراسيين .
4) يعانون من نقص الخبرات الثقافية و الاجتماعية والتربوية .
5) يتسمون بالإهمال العام وسوء المظهر والخروج عن تعاليم المؤسسة التعليمية
6) كثرة الغياب .
7) استخدام عادات سيئة في الاستذكار .
سادساً : تشخيص التأخر الدراسي :-
وهي المحاولة الواعية لمعرفة طبيعة التأخر الدراسي والعوامل المسببة لها وكيفية تفاعلها في إحداث التأخر ، وذلك بهدف وضع الخدمات العلاجية المناسبة .
وهناك مجموعة من الوسائل المستخدمة في التشخيص هي: ـ
الاختبارات المقننة , السجل الشامل , بطاقة التحصيل الدراسي الفحوص الطبية , ملاحظات المرشد والمدرس , ملاحظات الطبيب النفسي , ملاحظات الوالدين .
إن معالجة مشكلة التأخر الدراسي لدى أبنائنا تتطلب منا الاستعانة بالأساليب التربوية الحديثة ، والقائمة على العلم ، فهي المنار الذي يمكن أن نهتدي بها للوصول إلى ما نصبوا له لأبنائنا ولأجيالنا الناهضة من تقدم ورقي وهذا بدوره يتطلب منا أن الإجابة على الأسئلة التالية :
1 ـ كيف نحدد التأخر الدراسي ؟
2 ـ ما هي أنواع التأخر الدراسي؟
3 ـ ما هي مسببات التأخر الدراسي ؟
4 ـ كيف يمكن علاج التأخر الدراسي ؟
سابعا : أساليب علاج التأخر الدراسي :-
إن الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ، ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ، والبحث عن الأسباب ، ومن ثم وضع العلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين :
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، أو صحية ، أو اقتصادية .. الخ .
ثانيهما : توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية ، وتكثيف الوسائل التعليمية ، والاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة ، والعلاقات المهنية الإيجابية بين المدرس والطالب .
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ، ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أ ) خدمات وقائية :
1- خدمات التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي ، وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية ، ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ، ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .
2- الخدمات التعليمية ، وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس ، وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .
3- خدمات صحية ، وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم ، وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية ، والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع ، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين ، والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .
4- خدمات توجيهية ، وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة ، و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها ، وتنمية الوعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم ، وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميدة ، وقد يتم ذلك من خلال المحاضرات ، أو المناقشات الجماعية ، أو برامج الإذاعة المدرسية ، وخاصة في طابور الصباح ، أو من خلال النشرات ، والمطويات .
5- خدمات إرشادية نفسية ، وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكيف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية ، وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الإيجابية نحو التعليم والمدرسة ، ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ، ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة .
6- خدمات التوجيه الأسرية ، وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال ، وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ، ومتابعة الأبناء ، وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة ، وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي ، وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى ، وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين ... إلخ .
ب) خدمات علاجية :
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
أولا : العلاج الاجتماعي ، ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ، ولكنه طارئ ؛ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ، ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية ، أو أي مركز صحي لإجراء الكشف عليه ، وتقديم العلاج المناسب .
2- وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر .
3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل ، أو العرج ، أو ما شابه ذلك .
4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب .
5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة ، وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو ، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء .
6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسياً.
7- نقل الطالب المتأخر دراسياً من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا اتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم ، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل .
8- إحالة الطالب المتأخر دراسياً إلى إحدى عيادات الصحة النفسية أو معاهد التربية الفكرية ؛ لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية .
ثانيا : الإرشاد النفسي :
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه ، وتحديد مشكلاته ، وكيفية استغلال قدراته واستعداداته ، والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية ، والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ، ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
* التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه .
* تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
* تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم إيجابي عنه .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
* تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
* إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله .
* التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
** عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية .
** عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه .
** عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق أمر ما ، وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه .
ثالثا : العلاج التعليمي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية ، بل بطريقة التدريس ، وعندها يقوم المعالج ( المرشد الطلابي أو المدرس ) بالتركيز على كل ماله صلة بالمادة ، المدرس , طريقة التدريس , العلاقة مع المدرس ، عدم إتقان أساسيات المادة ...الخ .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* إرشاد الطالب المتأخر دراسياً وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عملياً .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة .
* متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسياً وإعطائه الأهمية القصوى في الاطلاع عليها وعلى الملاحظات المدونة من المدرسين .
* إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً والتدرج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح وتقديم الاشادة المناسبة لكل تقدم ملموس وذلك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبل الطالب لهذه المادة .
* عقد لقاء أو اجتماع مع المعلم الذي يظهر عنده تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذلك التأخر وماهي المقترحات العلاجية لدية ، ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءات العلاجية لذلك التأخر .
* عمل فصول تقويه علاجية لتنمية قدرات الطالب تسمح به للحاق بزملائه ؛ حيث يعتمد المعلم في تلك الفصول على استخدام الوسائل المعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات .
هذا ولابد على كل من يتعامل مع المتأخرين دراسيا أن يراعوا الفروق الفردية بينهم في الحالة النفسية وفي نوع التأخر وفي حجمه .
والله ولي التوفيق .
المراجع
جميل ، محمد ( 1410 هـ ) ، ( قراءة في مشكلات الطفولة ) ، ط1 .
عبد الرحيم ، طلعت حسن ( 1402 هـ ) ، ( سيكولوجية التأخر الدراسي ) ، الدمام ، دار الصلاح.
أبو سالم ، أشرف ، ( رعاية التأخرين دراسيا ) ، معهد الإدارة العامة ، قسم التوجيه والإرشاد ، المملكة العربية السعودية .
التأخر الدراسي ( المفهوم ، الأسباب ، الأعراض ، التشخيص ، العلاج )، منتدى أطفال الخليج لذوي الاحتياجات الخاصة .
http://www.m5zn.com/newuploads/2018/01/16/png//bae388c2f8e5923.png
عزيزى الزائر
للإطلاع على أبحاث أخرى للمرشد الطلابي أ / احمد حسين ، تجدها على الروابط التالية :
أثر العقاب في التربية
https://goo.gl/qhF8Pr
الأمن الفكرى وأهميته للجمتمع
https://goo.gl/TCSY1v
خصائص تلاميذ المرحلة الابتدائية وكيفية مراعاتها
https://goo.gl/w759Qc
رعاية المتأخرين دراسيا
https://goo.gl/7AQm8g