جداول الإمارات
11 - 4 - 2005, 12:10 PM
بحث تربوي حول الاهتمام بالموهوبين والمبدعين
كيف تتم رعاية الموهوبين والمبدعين من الطلبة؟ الاجابة عن هذا السؤال جاءت في بحث اعده ابراهيم صالح عبدالواحد الذي اشار فيه إلى ان المعلم او الدارس لمجال الموهبة او الابداع او الابتكار يواجه كثيراً من الاسئلة الحائرة التي يجب التوصل إلى حلول لها من اجل معرفة الجوانب المتعددة لهذا المجال وتحديد طبيعة الظاهرة .وعلاقتها بالظواهر الاخرى ذات العلاقة حتى يتم التوصل إلى فهم اعمق للموضوع يساعد على ايجاد افضل السبل الملائمة والكفيلة بتقديم الرعاية المناسبة لهذه الفئة من اجل الاستفادة من تفوقها العقلي مهما كان شكله وطبيعته، موضحاً ان الاسئلة التي تطرح نفسها عادة: من هو التلميذ الموهوب؟
فتكون الاجابة عن ذلك ان الموهوب هو التلميذ حاد الذكاء والذي يصل معدل ذكائه إلى 140 فما فوق وهو الذي يمتلك مجموعة من القدرات الخاصة بالابداع واهمها الاصالة والجرأة والحداثة التي تعني في مجملها القدرة على انتاج وتقديم شيء جديد واصيل، اما الفائدة والتقبل الاجتماعي فهي شرط اساسي للابداع فلكي يكون الانتاج ابداعاً يجب ان يكون ذا فائدة للمجتمع وان تتقبله كافة الاطراف الاجتماعية، وفيما يتعلق بالموهبة والابداع فنرى ان الابداع اما ان يكون مظهراً آخر للابداع.
او انه احد مكونات الذكاء إلى جانب ذلك ان التلميذ الموهوب لابد ان يمتلك القدرة على النظر إلى الاشياء والتفكير فيها بطرق مغايرة وغير معروفة فضلاً عن قدرته على استخدام الاشياء العادية بأساليب جديدة ومبتكرة ويمتلك حرية في التخيلات ومرونة في التفكير وطلاقة في الارتباطات.
وحول ضرورة الاهتمام بالموهوبين والمبدعين اشار الباحث إلى انه من الامور البديهية التي لا تحتاج إلى تأكيد هو ان الثروة البشرية تعد افضل فائدة واهم نفعاً من جميع الثروات المادية الاخرى اذا ما ارتقى اعدادها واحسن استغلالها، فالدول تعلو اسهمها بموهوبيها ومبدعيها وتتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومخترعيها، مؤكداً ان البشر اذا احسنوا استغلال القوى المميزة التي منحها الله لبعض عباده فإنهم سيحققون مكاسب لا يمكن تصورها.
واذا ما تم تطوير الطاقات المبدعة الخلاقة التي يتجلى بها الموهوبون والمبدعون فإنه كفيل باستثمار هممهم وتنمية روح الاصالة والابتكار والبحث والاكتشاف لديهم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم وتنمية استعداداتهم من اجل حسن الاستفادة من تلك القدرات الابداعية النادرة حيث يرى بعض العلماء ان عملية الابداع تتكون من ست مراحل تشمل الاحساس بحاجة او مشكلة وجمع المعلومات والتفكير وتصور الحلول الممكنة واختيار الحلول المناسبة وتحويل الافكار إلى عمل.
سمات الموهوبين
وعن سمات الموهوبين والمبدعين قال الباحث ابراهيم صالح: انه من الواضح ان السمات الطبيعية كالذكاء والقدرات الخاصة وغيرها تتبع قوانين الوراثة في توزيعها وان الظروف البيئية والاجتماعية لا تخلق الابداع لدى الفرد ما لم يكن مزوداً بنصيب من تلك السمات الطبيعية منذ مولده مشيراً إلى ان السمات التي ينبغي ان يتحلى بها المبدعون والمتفوقون منها البعد عن اثارة الفوضى والاخلال بالنظام والشعور بدرجة عالية من الثقة بالنفس.
والتمتع بمستوى عال من التركيز والقدرة على الانتباه في المجالات الاكاديمية والارتقاء بمستوى التوافق الاجتماعي والحكمة والمثابرة والرغبة في التفوق والقدرة على التحصيل بشكل اعلى من الافراد العاديين إلى جانب ضرورة تحملهم المسئولية وتمسكهم بالاستقلالية وان يمتلكوا نوعاً من الثبات الانفعالي والنضج والهدوء والاستقرار في الاتجاهات إلى جانب الذكاء .
والعزم والتصميم والعلو في المهارات القيادية، مشيراً كذلك إلى ضرورة ان يتحلى المبدع بالقدرة على الجمع بين المتضادات والتوفيق بين الامور المتنافرة والاندفاع والتخيل والفن والاصالة واكتشاف العلاقات غير الظاهرة وان يكون لديهم استعدادات اجتماعية جيدة تجعلهم يحسنون النقاش ويوجهون سلوكهم الاجتماعي وجهة ايجابية.
وفيما يتعلق بالعوامل الاجتماعية والنفسية الضرورية لتفجير طاقات المبدعين وضع الباحث بعض التوجيهات والاساليب التي تعين على التعامل مع الطالب المبدع والتي تعتبر من العوامل المشجعة على التفكير الابداعي وهي اولاً تشجيع الشعور بالاستغلال وممارسة التعلم الذاتي وتوفير بيئة غير تسلطية دون ان تشجع على الفوضى او الاضطرابات وضرورة تشجيع التلاميذ على الدراسة من اجل الفهم وزيادة معلوماتهم.
وعلى ممارسة عمليات التفكير فضلاً على تشجيع التلاميذ على تقييم انفسهم وذلك يتطلب تقييم النفس بتصور المواقف والاهتمام بفن توجيه الاسئلة وتعليم التلاميذ كيفية تكوين سؤال وتهيئة الفرص المناسبة للتلاميذ من اجل ممارسة الاختيار وضرورة توفير جو مشبع بحرية التغيير والحرفة وتشجيع الاتجاه إلى الخروج عن المألوف في مجالات الانشطة ذات العلاقة بالتفكير الابتكاري مع ضرورة توفير روح المرح مع الحرية في العمل وتوفير قدر من التوتر النفسي للاداء الابداعي بشرط ان يكون هذا التوتر مصحوباً بمناخ نفسي متميز بخصائص الصحة النفسية مثل الثقة بالنفس والاكتفاء الذاتي بقوة النفس.
مواصفات المعلم
أشار البحث إلى مواصفات المدرسين المؤثرين بشكل فعال على عوامل الموهبة والابداع بأن يكونوا غير تقليدين وان لا يفرضوا الاساليب التقليدية اثناء ممارستهم لنشاطاتهم المهنية والا يعتمدوا بشكل رئيسي على كتاب مدرسي مقرر واحد وانما يستخدموا اكثر من كتاب بهدف تشجيع التلاميذ على القراءة والبحث .
والاستكشاف إلى جانب ذلك، ينبغي على المعلم ان يشجع تلاميذه على مناقشة وجهات النظر المتعارضة وان ينصتوا باهتمام الى وجهات النظر المخالفة وان يعمل المدرسون على مكافأة وتعزيز روح المبادرة والاصالة وان يصبحوا نموذجا للمدرسين المثاليين، لهم دور بارز في مجالسهم المهنية.
واوضح الباحث ابراهيم صالح عبدالواحد ان رعاية الموهوبين والمبدعين تتم من خلال الرعاية الاسرية والرعاية المدرسية والرعاية النفسية، اما فيما يتعلق بالاسرية فان الحقائق العلمية المتداولة اكدت ان التربية المبكرة للطفل خلال السنوات الاولى من عمره تترك بصمات على شخصيته ولذلك فانه من الضروري العمل على مساعدة الاباء في ناحيتين، هما: كيف يتعاملوا مع افكار الطفل الموهوب والمبدع وكيف يتصرفون حيال اسئلتهم غير العادية .
وكيف يمكن للاباء المساهمة في تخفيف حدة القلق لدى الطفل الموهوب دون التأثير على مستوى ابداعه، واشار البحث الى بعض التوجيهات والتوصيات التي تساعد الاسرة في القيام بدورها في هذا المجال واهمها ان تعمل الاسرة على ملاحظة الطفل بشكل منتظم وان تقيمه بطريقة موضوعية والالمام بما لديه من استعدادات وامكانات وقدرات تعينه على تحقيق الابداع مع ضرورة توفير الامكانات المناسبة وتهيئة الظروف ومساهمتهم في تنمية الوعي الجمالي .
والقدرات الابداعية الابتكارية من خلال الاحداث اليومية وان تتقبل الاسرة الطفل الموهوب وان تعامله باتزان ويجب ان لا تبالغ في توجيه عبارات الاطراء والاستحسان الزائدة التي تؤدي الى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر، كما يجب ملاحظة ان سرعة الطفل الموهوب والمبدع في النواحي الانفعالية قد لا يوازي سرعة نموه في النواحي العقلية والابداعية ولذا فهو احوج ما يكون الى الشعور بالصحبة والأمن والحب.
الرعاية المدرسية
اما فيما يتعلق بالرعاية المدرسية فانها تمثل جزءاً اساسياً وكبيراً في عملية السلوك الابداعي من خلال تعلم المبادئ والاساليب المساعدة على التفكير الابداعي مثل القدرة على التخيل وحل المشكلات وتصور الحلول الممكنة، لذلك فان للمدرسة دوراً في الكشف عن المواهب والقدرات الابتكارية التي يمضي فيها الطالب جزءا كبيرا من حياته يتزود بالخبرات ويصقلها لكن اشار الباحث الى نقطة مهمة وهي ان مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية تعجز عن القيام بهذا الدور مرجعا ذلك الى أسباب عديدة.
وهي ازدحام الفصول بالتلاميذ مما يصعب على المعلم التعرف على تلاميذه بشكل كبير واعتماد الحكم على نجاح التلاميذ وتفوقه من مستواه في العلوم المدرسية والتحصيل العلمي وحده الى جانب قصور الاساليب المدرسية الحالية وعجزها عن التعرف على الموهوبين والمبدعين فالمعلم يقتصر دوره على الاداء اليومي والملاحظات الشخصية وعلى الاختبارات الشهرية والامتحانات الدورية.
تنمية المهارات
كما وضع الباحث لتطوير هذا الجانب من الرعاية بعض الخطط لتنمية المهارات الابداعية عند الطلاب الموهوبين ومن أهمها عمل بطاقات مدرسية تعتمد على الملاحظات الموضوعية للمدرس ونتائج الاختبارات والحالة النفسية والمزاجية والظروف الاجتماعية وضرورة الاعتماد على ما ينتجه التلاميذ كأحد العوامل الأساسية التي تساعدنا على التعرف على الموهوبين واستخدام الاختبارات الموضوعية المقننة في اطار برنامج متكامل لتقويم التلاميذ.
ولا سيما في مرحلة المراهقة مع ضرورة الاهتمام بالتركيز على التعليم الذاتي والنشاطات الابداعية وتهيئة البيئة المدرسية بشكل يسمح بتطور عوامل الشخصية بشكل ايجابي وضرورة على المدارس بسمات ايجابية ذات طابع خاص مع التلاميذ الذين يمتلكون مهارات فائقة مثل الذكاء، اليقظة، نفاذ البصيرة واتاحة الفرص للتلاميذ لتحمل المسئولية مع تشجيع القدرات والمواهب ماديا في شكل جوائز عينية وهدايا ومعنويا كشهادات التقدير.
كما ينبغي تطوير نظم الامتحانات ووسائل التقويم واعداد مناهج دراسية وبرامج تعليمية مصممة بشكل يبعث التحدث في نفوس التلاميذ وتنشيط دور الاخصائي الاجتماعي في المدرسة في معالجة عدم تكيف الموهوب او المبدع في البيت او المدرسة او مع اصدقائه وزملائه واتاحة الفرصة لهم للاطلاع على كل المراجع المتخصصة والبحوث العلمية.
الرعاية النفسية
اما فيما يتعلق بالرعاية النفسية فان دورها يكمن من خلال تدريب الطلبة الموهوبين على استخدام قدراتهم العقلية ومساعدتهم على تطوير مواهبهم بشكل منتج وفعال في اثراء المجتمع، مشيرا الى بعض الاساليب الضرورية التي يجب على المبدع اتباعها لتطوير مواهبه وامكانياته ومنها توفير نوع من الحماية والامن للموهوب ومساعدته على فهم اختلافه والتعبير عن افكاره بحرية والاعتراف بموهبة الموهوب .
وقدراته الخاصة واستخدام الاساليب المناسبة للتعامل مع المبدعين واسئلتهم غير العادية ومساعدة المرشد النفسي لأولياء أمور الموهوبين على القيام بدورهم التوجيهي بشكل لا يؤدي الى جعل الطفل يعتمد على الآخرين.
نقلاً عن صحيفة البيان الإماراتية..
كيف تتم رعاية الموهوبين والمبدعين من الطلبة؟ الاجابة عن هذا السؤال جاءت في بحث اعده ابراهيم صالح عبدالواحد الذي اشار فيه إلى ان المعلم او الدارس لمجال الموهبة او الابداع او الابتكار يواجه كثيراً من الاسئلة الحائرة التي يجب التوصل إلى حلول لها من اجل معرفة الجوانب المتعددة لهذا المجال وتحديد طبيعة الظاهرة .وعلاقتها بالظواهر الاخرى ذات العلاقة حتى يتم التوصل إلى فهم اعمق للموضوع يساعد على ايجاد افضل السبل الملائمة والكفيلة بتقديم الرعاية المناسبة لهذه الفئة من اجل الاستفادة من تفوقها العقلي مهما كان شكله وطبيعته، موضحاً ان الاسئلة التي تطرح نفسها عادة: من هو التلميذ الموهوب؟
فتكون الاجابة عن ذلك ان الموهوب هو التلميذ حاد الذكاء والذي يصل معدل ذكائه إلى 140 فما فوق وهو الذي يمتلك مجموعة من القدرات الخاصة بالابداع واهمها الاصالة والجرأة والحداثة التي تعني في مجملها القدرة على انتاج وتقديم شيء جديد واصيل، اما الفائدة والتقبل الاجتماعي فهي شرط اساسي للابداع فلكي يكون الانتاج ابداعاً يجب ان يكون ذا فائدة للمجتمع وان تتقبله كافة الاطراف الاجتماعية، وفيما يتعلق بالموهبة والابداع فنرى ان الابداع اما ان يكون مظهراً آخر للابداع.
او انه احد مكونات الذكاء إلى جانب ذلك ان التلميذ الموهوب لابد ان يمتلك القدرة على النظر إلى الاشياء والتفكير فيها بطرق مغايرة وغير معروفة فضلاً عن قدرته على استخدام الاشياء العادية بأساليب جديدة ومبتكرة ويمتلك حرية في التخيلات ومرونة في التفكير وطلاقة في الارتباطات.
وحول ضرورة الاهتمام بالموهوبين والمبدعين اشار الباحث إلى انه من الامور البديهية التي لا تحتاج إلى تأكيد هو ان الثروة البشرية تعد افضل فائدة واهم نفعاً من جميع الثروات المادية الاخرى اذا ما ارتقى اعدادها واحسن استغلالها، فالدول تعلو اسهمها بموهوبيها ومبدعيها وتتقدم على غيرها من الدول بعقول علمائها ومخترعيها، مؤكداً ان البشر اذا احسنوا استغلال القوى المميزة التي منحها الله لبعض عباده فإنهم سيحققون مكاسب لا يمكن تصورها.
واذا ما تم تطوير الطاقات المبدعة الخلاقة التي يتجلى بها الموهوبون والمبدعون فإنه كفيل باستثمار هممهم وتنمية روح الاصالة والابتكار والبحث والاكتشاف لديهم ومساعدتهم على تطوير قدراتهم وتنمية استعداداتهم من اجل حسن الاستفادة من تلك القدرات الابداعية النادرة حيث يرى بعض العلماء ان عملية الابداع تتكون من ست مراحل تشمل الاحساس بحاجة او مشكلة وجمع المعلومات والتفكير وتصور الحلول الممكنة واختيار الحلول المناسبة وتحويل الافكار إلى عمل.
سمات الموهوبين
وعن سمات الموهوبين والمبدعين قال الباحث ابراهيم صالح: انه من الواضح ان السمات الطبيعية كالذكاء والقدرات الخاصة وغيرها تتبع قوانين الوراثة في توزيعها وان الظروف البيئية والاجتماعية لا تخلق الابداع لدى الفرد ما لم يكن مزوداً بنصيب من تلك السمات الطبيعية منذ مولده مشيراً إلى ان السمات التي ينبغي ان يتحلى بها المبدعون والمتفوقون منها البعد عن اثارة الفوضى والاخلال بالنظام والشعور بدرجة عالية من الثقة بالنفس.
والتمتع بمستوى عال من التركيز والقدرة على الانتباه في المجالات الاكاديمية والارتقاء بمستوى التوافق الاجتماعي والحكمة والمثابرة والرغبة في التفوق والقدرة على التحصيل بشكل اعلى من الافراد العاديين إلى جانب ضرورة تحملهم المسئولية وتمسكهم بالاستقلالية وان يمتلكوا نوعاً من الثبات الانفعالي والنضج والهدوء والاستقرار في الاتجاهات إلى جانب الذكاء .
والعزم والتصميم والعلو في المهارات القيادية، مشيراً كذلك إلى ضرورة ان يتحلى المبدع بالقدرة على الجمع بين المتضادات والتوفيق بين الامور المتنافرة والاندفاع والتخيل والفن والاصالة واكتشاف العلاقات غير الظاهرة وان يكون لديهم استعدادات اجتماعية جيدة تجعلهم يحسنون النقاش ويوجهون سلوكهم الاجتماعي وجهة ايجابية.
وفيما يتعلق بالعوامل الاجتماعية والنفسية الضرورية لتفجير طاقات المبدعين وضع الباحث بعض التوجيهات والاساليب التي تعين على التعامل مع الطالب المبدع والتي تعتبر من العوامل المشجعة على التفكير الابداعي وهي اولاً تشجيع الشعور بالاستغلال وممارسة التعلم الذاتي وتوفير بيئة غير تسلطية دون ان تشجع على الفوضى او الاضطرابات وضرورة تشجيع التلاميذ على الدراسة من اجل الفهم وزيادة معلوماتهم.
وعلى ممارسة عمليات التفكير فضلاً على تشجيع التلاميذ على تقييم انفسهم وذلك يتطلب تقييم النفس بتصور المواقف والاهتمام بفن توجيه الاسئلة وتعليم التلاميذ كيفية تكوين سؤال وتهيئة الفرص المناسبة للتلاميذ من اجل ممارسة الاختيار وضرورة توفير جو مشبع بحرية التغيير والحرفة وتشجيع الاتجاه إلى الخروج عن المألوف في مجالات الانشطة ذات العلاقة بالتفكير الابتكاري مع ضرورة توفير روح المرح مع الحرية في العمل وتوفير قدر من التوتر النفسي للاداء الابداعي بشرط ان يكون هذا التوتر مصحوباً بمناخ نفسي متميز بخصائص الصحة النفسية مثل الثقة بالنفس والاكتفاء الذاتي بقوة النفس.
مواصفات المعلم
أشار البحث إلى مواصفات المدرسين المؤثرين بشكل فعال على عوامل الموهبة والابداع بأن يكونوا غير تقليدين وان لا يفرضوا الاساليب التقليدية اثناء ممارستهم لنشاطاتهم المهنية والا يعتمدوا بشكل رئيسي على كتاب مدرسي مقرر واحد وانما يستخدموا اكثر من كتاب بهدف تشجيع التلاميذ على القراءة والبحث .
والاستكشاف إلى جانب ذلك، ينبغي على المعلم ان يشجع تلاميذه على مناقشة وجهات النظر المتعارضة وان ينصتوا باهتمام الى وجهات النظر المخالفة وان يعمل المدرسون على مكافأة وتعزيز روح المبادرة والاصالة وان يصبحوا نموذجا للمدرسين المثاليين، لهم دور بارز في مجالسهم المهنية.
واوضح الباحث ابراهيم صالح عبدالواحد ان رعاية الموهوبين والمبدعين تتم من خلال الرعاية الاسرية والرعاية المدرسية والرعاية النفسية، اما فيما يتعلق بالاسرية فان الحقائق العلمية المتداولة اكدت ان التربية المبكرة للطفل خلال السنوات الاولى من عمره تترك بصمات على شخصيته ولذلك فانه من الضروري العمل على مساعدة الاباء في ناحيتين، هما: كيف يتعاملوا مع افكار الطفل الموهوب والمبدع وكيف يتصرفون حيال اسئلتهم غير العادية .
وكيف يمكن للاباء المساهمة في تخفيف حدة القلق لدى الطفل الموهوب دون التأثير على مستوى ابداعه، واشار البحث الى بعض التوجيهات والتوصيات التي تساعد الاسرة في القيام بدورها في هذا المجال واهمها ان تعمل الاسرة على ملاحظة الطفل بشكل منتظم وان تقيمه بطريقة موضوعية والالمام بما لديه من استعدادات وامكانات وقدرات تعينه على تحقيق الابداع مع ضرورة توفير الامكانات المناسبة وتهيئة الظروف ومساهمتهم في تنمية الوعي الجمالي .
والقدرات الابداعية الابتكارية من خلال الاحداث اليومية وان تتقبل الاسرة الطفل الموهوب وان تعامله باتزان ويجب ان لا تبالغ في توجيه عبارات الاطراء والاستحسان الزائدة التي تؤدي الى الغرور والشعور بالاستعلاء والتكبر، كما يجب ملاحظة ان سرعة الطفل الموهوب والمبدع في النواحي الانفعالية قد لا يوازي سرعة نموه في النواحي العقلية والابداعية ولذا فهو احوج ما يكون الى الشعور بالصحبة والأمن والحب.
الرعاية المدرسية
اما فيما يتعلق بالرعاية المدرسية فانها تمثل جزءاً اساسياً وكبيراً في عملية السلوك الابداعي من خلال تعلم المبادئ والاساليب المساعدة على التفكير الابداعي مثل القدرة على التخيل وحل المشكلات وتصور الحلول الممكنة، لذلك فان للمدرسة دوراً في الكشف عن المواهب والقدرات الابتكارية التي يمضي فيها الطالب جزءا كبيرا من حياته يتزود بالخبرات ويصقلها لكن اشار الباحث الى نقطة مهمة وهي ان مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية تعجز عن القيام بهذا الدور مرجعا ذلك الى أسباب عديدة.
وهي ازدحام الفصول بالتلاميذ مما يصعب على المعلم التعرف على تلاميذه بشكل كبير واعتماد الحكم على نجاح التلاميذ وتفوقه من مستواه في العلوم المدرسية والتحصيل العلمي وحده الى جانب قصور الاساليب المدرسية الحالية وعجزها عن التعرف على الموهوبين والمبدعين فالمعلم يقتصر دوره على الاداء اليومي والملاحظات الشخصية وعلى الاختبارات الشهرية والامتحانات الدورية.
تنمية المهارات
كما وضع الباحث لتطوير هذا الجانب من الرعاية بعض الخطط لتنمية المهارات الابداعية عند الطلاب الموهوبين ومن أهمها عمل بطاقات مدرسية تعتمد على الملاحظات الموضوعية للمدرس ونتائج الاختبارات والحالة النفسية والمزاجية والظروف الاجتماعية وضرورة الاعتماد على ما ينتجه التلاميذ كأحد العوامل الأساسية التي تساعدنا على التعرف على الموهوبين واستخدام الاختبارات الموضوعية المقننة في اطار برنامج متكامل لتقويم التلاميذ.
ولا سيما في مرحلة المراهقة مع ضرورة الاهتمام بالتركيز على التعليم الذاتي والنشاطات الابداعية وتهيئة البيئة المدرسية بشكل يسمح بتطور عوامل الشخصية بشكل ايجابي وضرورة على المدارس بسمات ايجابية ذات طابع خاص مع التلاميذ الذين يمتلكون مهارات فائقة مثل الذكاء، اليقظة، نفاذ البصيرة واتاحة الفرص للتلاميذ لتحمل المسئولية مع تشجيع القدرات والمواهب ماديا في شكل جوائز عينية وهدايا ومعنويا كشهادات التقدير.
كما ينبغي تطوير نظم الامتحانات ووسائل التقويم واعداد مناهج دراسية وبرامج تعليمية مصممة بشكل يبعث التحدث في نفوس التلاميذ وتنشيط دور الاخصائي الاجتماعي في المدرسة في معالجة عدم تكيف الموهوب او المبدع في البيت او المدرسة او مع اصدقائه وزملائه واتاحة الفرصة لهم للاطلاع على كل المراجع المتخصصة والبحوث العلمية.
الرعاية النفسية
اما فيما يتعلق بالرعاية النفسية فان دورها يكمن من خلال تدريب الطلبة الموهوبين على استخدام قدراتهم العقلية ومساعدتهم على تطوير مواهبهم بشكل منتج وفعال في اثراء المجتمع، مشيرا الى بعض الاساليب الضرورية التي يجب على المبدع اتباعها لتطوير مواهبه وامكانياته ومنها توفير نوع من الحماية والامن للموهوب ومساعدته على فهم اختلافه والتعبير عن افكاره بحرية والاعتراف بموهبة الموهوب .
وقدراته الخاصة واستخدام الاساليب المناسبة للتعامل مع المبدعين واسئلتهم غير العادية ومساعدة المرشد النفسي لأولياء أمور الموهوبين على القيام بدورهم التوجيهي بشكل لا يؤدي الى جعل الطفل يعتمد على الآخرين.
نقلاً عن صحيفة البيان الإماراتية..