عائض الغامدي
29 - 4 - 2005, 02:01 PM
حينما يكون الكاتب مسؤولاً وبأمانة عن كل ما يكتبه قلمه يمثل الواجهة لأفعال كثيرة للمجتمع بل يصبح هو اللسان المتحدث عنا، وبعد متابعة ودراسة مطولة للأفكار المقدمة وما يقدمه كل الكتاب ـ مع احترامي الكبير لكل ما يكتب ويطرح ويتم تناوله من أفكار ـ وصلت إلى عدة ملاحظات :
* هنالك شريحة من الكتاب يكررون علينا يوميا أفكارا طرحت وتناولتها أقلام كثيرة ولا يقدمون لنا جديدا بل إن الحديث فيها مرة أخرى وعرضها ليس للتذكير بل لنفاد الأفكار
* بينما هنالك كتاب ما إن لمعت أقلامهم وأصبحت الأصابع تشير إليهم وتذكر أسماءهم في المجالس حتى باتوا يتحدثون بغرور وفوقية أو أصابتهم النرجسية إذ لا يرون الحق إلا فيما يفكرون به ويكتبونه
* بعض الكتاب يتخذون من المواقف التي تثير الجدال ستارا كي يطرحون أفكارهم بعيدا عن الصراحة التي يحملونها أمانة ومسؤولية كالدفاع عن حقوق المرأة بذكر قصص وأفكار دون اتخاذ رأي صريح أو قرار في مسألة الجدال وذلك لمسايرة الموضة الكتابية وهذا نلحظه كقراء إذا بدأت الأصوات تتعالى في موضوع معين نرى أغلبية كبيرة تتحدث عن ذات الموضوع بذات الطرح و أتساءل كقارئ: ماذا لو ذكروا لنا هذا الرأي المشترك بالفعل وليس بتكرار الكلمات؟.
* التحدث عن المجتمع بطريقة فوقية ومتعالية ونرى كلمات كـ" المجتمع الناس، الرجال، النساء" دون أن نشعر من الكاتب أنه جزء من هذا المجتمع الذي يتكلم عنه كالحديث الدائم عن الشباب وكأنهم قادمون من عوالم أخرى وتناقش قضاياهم بطريقة الغائب وكأن الكاتب اشترك معهم في رحلة الوصول إلى هذا العالم
* بعض الكتاب أو الكاتبات يعتمدون بشكل كبير على موضوع طرح من كاتب آخر ليكون مشروعا لمقالة جديدة ليس لإضافة رأي بل للجدال الذي لا يخرج بنتيجة.
* شريحة أخرى من الكتاب يقدمون قضايا وقصصاً اجتماعيه بالطرح دون الحل والجدال أو تقديم معونة، ذلك جميل جدا على المستوى الإنساني ورائع جدا بالنسبة إلى المستوى الشاعري ولكن ما رأي من نأخذ قصصهم ونحكيها ونطبل على أحزانهم دون إيجاد حل لما يبحثون عنه؟.
* وبعد التميز والبريق هنالك كتاب بدأوا بالنظر إلى النقد وكأنه إقلال من شأنهم على رغم صحيته بالنسبة للقارئ وهذا تناس واضح لقاعدة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " ليس الكاتب دوما على حق بينما القارئ ليس دائما مخطئاً.
من المستحيل أن نعمم هذا الرأي على كل الكتاب خاصة على اختلاف مواقعهم الثقافية أو الاجتماعية بكونهم"أكاديميين أو تربويين أو كتاباً سياسيين" ولكن هذه النقاط هي أبرز ما وصلت إليه بعد قراءة عميقة جدا، هذا من ناحية ومن الناحية المقابلة نرى كتاباً آخرين لا يبعدون كثيرا عن غيرهم بكونهم كتابا أولا أو لذات الصفات التي يتصفون بها ولكن بعضهم يتميز ويختلف بأمور أخرى إذ بعد قراءة مطولة لما يتناوله ذلك البعض من أفكار وصلت إلى التالي:
* اعتمادهم على الطريقة الإسقاطية بعرض قضية اجتماعية أو سياسية أو شرعية في كافة مقالاتهم أو فنية نرى فيها فائدة من جعل القارئ يفكر ما المقصود ومن المقصود بهذا إذ المقالة تعلو من حالة خاصة إلى حالة عامة بذكر الكاتب نفسه أو بتفكير القارئ بمعنى الكلمات بينما الخط المعتاد أن تذكر القضية بحالة عامة ونترك للقارئ التخصيص وهنا تفقد المقالة قيمتها
* نادرا ما نرى كاتبا يملك الفكرة والأسلوب معا بينما هذا واضح وجلي في كتابات هؤلاء القلة إذ مع فهمنا العميق لمحتوى المقالة نجدهم يتمتعون بأسلوب نكاد نجزم لو لم يكتب الكاتب اسمه على المقالة لعرفنا أنه كتبها من قراءتنا لأسلوبه ولكلماته فإذا لم يخرج القارئ بمضمون المقالة فسيكتسب لغة وأسلوباً وهنا يكبر الفرق بين هؤلاء الكتاب وغيرهم من الكتاب.
* استشهادهم الدائم بأدلة شرعية وفقهية وذكرهم للموروث والقصص واستشهادهم بآيات من الذكر الحكيم أو السنة النبوية نراه لديهم وقليلاً ما نراه لدى غيرهم من الكتاب إذ نخرج بالمقالة أيا كان موضوعها بهدف شرعي أو عقلي أو معرفي أو سياسي أو أن تحمل الكلمات شعارا اجتماعيا في مقالة واحدة .
* رغم أن أسلوب هؤلاء الكتاب قد يكون صعبا أحيانا بالنسبة إلى قارئ عادي ولكن هذه وجهات نظر عديدة فهنالك قراء متابعون لما يخطونه وقراء آخرون يجدون من الصعوبة فهم محتوى المقالات بينما نراهم في مقالات أخرى وقد أدركوا الفكرة وبدأوا يجادلونها وهنا يكمن الفرق إذ ليس هؤلاء كتاباً للنخبة المثقفة فقط أو للقارئ العادي بل هم مزيج يكتبون لعدة شرائح بما يرونه.
سلطان عبد العزيز العتيبي
* هنالك شريحة من الكتاب يكررون علينا يوميا أفكارا طرحت وتناولتها أقلام كثيرة ولا يقدمون لنا جديدا بل إن الحديث فيها مرة أخرى وعرضها ليس للتذكير بل لنفاد الأفكار
* بينما هنالك كتاب ما إن لمعت أقلامهم وأصبحت الأصابع تشير إليهم وتذكر أسماءهم في المجالس حتى باتوا يتحدثون بغرور وفوقية أو أصابتهم النرجسية إذ لا يرون الحق إلا فيما يفكرون به ويكتبونه
* بعض الكتاب يتخذون من المواقف التي تثير الجدال ستارا كي يطرحون أفكارهم بعيدا عن الصراحة التي يحملونها أمانة ومسؤولية كالدفاع عن حقوق المرأة بذكر قصص وأفكار دون اتخاذ رأي صريح أو قرار في مسألة الجدال وذلك لمسايرة الموضة الكتابية وهذا نلحظه كقراء إذا بدأت الأصوات تتعالى في موضوع معين نرى أغلبية كبيرة تتحدث عن ذات الموضوع بذات الطرح و أتساءل كقارئ: ماذا لو ذكروا لنا هذا الرأي المشترك بالفعل وليس بتكرار الكلمات؟.
* التحدث عن المجتمع بطريقة فوقية ومتعالية ونرى كلمات كـ" المجتمع الناس، الرجال، النساء" دون أن نشعر من الكاتب أنه جزء من هذا المجتمع الذي يتكلم عنه كالحديث الدائم عن الشباب وكأنهم قادمون من عوالم أخرى وتناقش قضاياهم بطريقة الغائب وكأن الكاتب اشترك معهم في رحلة الوصول إلى هذا العالم
* بعض الكتاب أو الكاتبات يعتمدون بشكل كبير على موضوع طرح من كاتب آخر ليكون مشروعا لمقالة جديدة ليس لإضافة رأي بل للجدال الذي لا يخرج بنتيجة.
* شريحة أخرى من الكتاب يقدمون قضايا وقصصاً اجتماعيه بالطرح دون الحل والجدال أو تقديم معونة، ذلك جميل جدا على المستوى الإنساني ورائع جدا بالنسبة إلى المستوى الشاعري ولكن ما رأي من نأخذ قصصهم ونحكيها ونطبل على أحزانهم دون إيجاد حل لما يبحثون عنه؟.
* وبعد التميز والبريق هنالك كتاب بدأوا بالنظر إلى النقد وكأنه إقلال من شأنهم على رغم صحيته بالنسبة للقارئ وهذا تناس واضح لقاعدة "اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية " ليس الكاتب دوما على حق بينما القارئ ليس دائما مخطئاً.
من المستحيل أن نعمم هذا الرأي على كل الكتاب خاصة على اختلاف مواقعهم الثقافية أو الاجتماعية بكونهم"أكاديميين أو تربويين أو كتاباً سياسيين" ولكن هذه النقاط هي أبرز ما وصلت إليه بعد قراءة عميقة جدا، هذا من ناحية ومن الناحية المقابلة نرى كتاباً آخرين لا يبعدون كثيرا عن غيرهم بكونهم كتابا أولا أو لذات الصفات التي يتصفون بها ولكن بعضهم يتميز ويختلف بأمور أخرى إذ بعد قراءة مطولة لما يتناوله ذلك البعض من أفكار وصلت إلى التالي:
* اعتمادهم على الطريقة الإسقاطية بعرض قضية اجتماعية أو سياسية أو شرعية في كافة مقالاتهم أو فنية نرى فيها فائدة من جعل القارئ يفكر ما المقصود ومن المقصود بهذا إذ المقالة تعلو من حالة خاصة إلى حالة عامة بذكر الكاتب نفسه أو بتفكير القارئ بمعنى الكلمات بينما الخط المعتاد أن تذكر القضية بحالة عامة ونترك للقارئ التخصيص وهنا تفقد المقالة قيمتها
* نادرا ما نرى كاتبا يملك الفكرة والأسلوب معا بينما هذا واضح وجلي في كتابات هؤلاء القلة إذ مع فهمنا العميق لمحتوى المقالة نجدهم يتمتعون بأسلوب نكاد نجزم لو لم يكتب الكاتب اسمه على المقالة لعرفنا أنه كتبها من قراءتنا لأسلوبه ولكلماته فإذا لم يخرج القارئ بمضمون المقالة فسيكتسب لغة وأسلوباً وهنا يكبر الفرق بين هؤلاء الكتاب وغيرهم من الكتاب.
* استشهادهم الدائم بأدلة شرعية وفقهية وذكرهم للموروث والقصص واستشهادهم بآيات من الذكر الحكيم أو السنة النبوية نراه لديهم وقليلاً ما نراه لدى غيرهم من الكتاب إذ نخرج بالمقالة أيا كان موضوعها بهدف شرعي أو عقلي أو معرفي أو سياسي أو أن تحمل الكلمات شعارا اجتماعيا في مقالة واحدة .
* رغم أن أسلوب هؤلاء الكتاب قد يكون صعبا أحيانا بالنسبة إلى قارئ عادي ولكن هذه وجهات نظر عديدة فهنالك قراء متابعون لما يخطونه وقراء آخرون يجدون من الصعوبة فهم محتوى المقالات بينما نراهم في مقالات أخرى وقد أدركوا الفكرة وبدأوا يجادلونها وهنا يكمن الفرق إذ ليس هؤلاء كتاباً للنخبة المثقفة فقط أو للقارئ العادي بل هم مزيج يكتبون لعدة شرائح بما يرونه.
سلطان عبد العزيز العتيبي