عائض الغامدي
3 - 5 - 2005, 09:57 AM
بعض البعيدين أفضل في التعامل من المقربين
"اللي ما يعرفك.. ما يثمنك"، مثل متداول بيننا وبشكل كبير، وهو مثل يُستخدم عندما يتعرض لنا الغريب، ولا يقدّر قيمتنا ولا قيمة التعامل معنا، كونه بطبيعة الحال لا يعرفنا ولا يعرف طباعنا. ولكنني أود أن أقلب الموازين قليلا، وأمتثل للقول "خالف.. تعرف" لأقلب هذا المثل وأقول إنه في هذه الأيام أصبح "اللي ما يعرفك.. هو اللي يثمنك".
قد تستغربون بالفعل. وتتعجبون من هذا الأمر. من أن الغريب أصبح في كثير من الأحيان في هذه الأيام أفضل ألف مرة وأحسن من القريب، نعم للأسف هذه هي الحقيقة في بعض الأمور، وهذا هو الواقع الذي أصبح الغالبية منا يعيشه ويتعايشه في هذه الأيام، فالحياة رحلة طويلة، يتوقف فيها الشخص عند العديد والعديد من المحطات، ومن بينها محطة التعامل مع الناس، ومحطة محبة الناس.
فالبعض يقدرك ويضعك على رأسه رغم أنه لا يعرف عنك إلا القليل، وقد يكون حتى لم يرك أو يلتق بك أبداً، إلا أنه يعلم كم أنت طيب وكم أن نيتك صافية خالصة لوجهه تعالى، ولكن الفريق الآخر عكس الفريق السابق تماماً، فهم عشرة عمر، وبينك وبينهم مثلما نقول عيش وملح، وهم فئة تعاملت وعشت معهم لفترة ليست بالقصيرة، وعندما يحدث موقف ما، أو يثار موضوع معين، أو تصل إليهم شائعات هذه الأيام، فإنهم لا يرحمونك، ولا يتركونك في حالك أبداً، ولا يبخلون في شتمك وقذفك، متناسين أنك كنت في يوم من الأيام الأخ والصديق والخليل، ومتغاضين بشكل كبير عن حسناتك وأخلاقك ومن تكون أنت أصلا، وبذلك تكون أنت يا عزيزي القارئ أول المستهدفين والمطلوبين لعدالتهم، وعندئذِ فإنهم لا يبخلون أبداً في توجيه القذائف التي تسم البدن وترفع الضغط وت*** السكري، ناهيك من أنها تسبب لك الأرق النفسي والضيق الكبير، كونك مظلوماً في الموضوع كله ولا تمت له بأي صلة، لا من قريب ولا من بعيد.
تجربة مرة، قد يعيشها العديد من الطيبين في هذا الزمان، وهذه التجارب قد تكشف لنا بالفعل عن معدن العديدين من حولنا، الذين لا يثقون فينا أبداً، والمصدقين بشكل كبير للشائعات والأقاويل والأكاذيب، والذين يسارعون بحكمهم على الآخرين، دون الاستناد إلى أدلة أو براهين، ودون النظر إلى الأمور بصورة صحيحة وبشكل إيجابي ومتفهم، بل همهم هو مصالحهم واسمهم وشهرتهم وشؤونهم الخاصة فقط ليس إلا.
دروس الحياة بطبيعتها قاسية جداً، وكما يقال "لا أحد يتعلم ببلاش" لكنها في نفس الوقت مفيدة، وتفتح عيوننا جيداً على من حولنا، وعلى الذين بالفعل هم مخلصون في حبهم لنا معترفون بعملنا وحسن نوايانا، وتحذرنا عن طريق المواقف المختلفة وتلقي الضوء على المقربين من حولنا، والذين لا يحبون لنا الخير ويسعون دائماً وأبداً لوضع أحجار التعثر في دروبنا، ناهيك عن أنهم يهوون رمي الطيبين بسهام الغدر والخيانة، ولا يسعون إلا لتحطيمهم وتذليلهم، وهم بطبيعة الحال لا يقدّرونهم أبداً ولا يقدّرون أعمالهم وطيبتهم المخلصة لهم. وأسأل الله تعالى أن يبعدنا وإياكم عن مثل هؤلاء، وأن يحمينا من هذه الشاكلة من البشر، ومثل هؤلاء لا ينفع التعامل معهم، ولا ينفع الرد عليهم أو التعارك معهم، بل يجب أن نتركهم للأيام فهي كفيلة لتعليمهم ما لم أستطع إيصاله لهم في هذه السطور.
رائد عبدالعزيز القديحي - الدمام
"اللي ما يعرفك.. ما يثمنك"، مثل متداول بيننا وبشكل كبير، وهو مثل يُستخدم عندما يتعرض لنا الغريب، ولا يقدّر قيمتنا ولا قيمة التعامل معنا، كونه بطبيعة الحال لا يعرفنا ولا يعرف طباعنا. ولكنني أود أن أقلب الموازين قليلا، وأمتثل للقول "خالف.. تعرف" لأقلب هذا المثل وأقول إنه في هذه الأيام أصبح "اللي ما يعرفك.. هو اللي يثمنك".
قد تستغربون بالفعل. وتتعجبون من هذا الأمر. من أن الغريب أصبح في كثير من الأحيان في هذه الأيام أفضل ألف مرة وأحسن من القريب، نعم للأسف هذه هي الحقيقة في بعض الأمور، وهذا هو الواقع الذي أصبح الغالبية منا يعيشه ويتعايشه في هذه الأيام، فالحياة رحلة طويلة، يتوقف فيها الشخص عند العديد والعديد من المحطات، ومن بينها محطة التعامل مع الناس، ومحطة محبة الناس.
فالبعض يقدرك ويضعك على رأسه رغم أنه لا يعرف عنك إلا القليل، وقد يكون حتى لم يرك أو يلتق بك أبداً، إلا أنه يعلم كم أنت طيب وكم أن نيتك صافية خالصة لوجهه تعالى، ولكن الفريق الآخر عكس الفريق السابق تماماً، فهم عشرة عمر، وبينك وبينهم مثلما نقول عيش وملح، وهم فئة تعاملت وعشت معهم لفترة ليست بالقصيرة، وعندما يحدث موقف ما، أو يثار موضوع معين، أو تصل إليهم شائعات هذه الأيام، فإنهم لا يرحمونك، ولا يتركونك في حالك أبداً، ولا يبخلون في شتمك وقذفك، متناسين أنك كنت في يوم من الأيام الأخ والصديق والخليل، ومتغاضين بشكل كبير عن حسناتك وأخلاقك ومن تكون أنت أصلا، وبذلك تكون أنت يا عزيزي القارئ أول المستهدفين والمطلوبين لعدالتهم، وعندئذِ فإنهم لا يبخلون أبداً في توجيه القذائف التي تسم البدن وترفع الضغط وت*** السكري، ناهيك من أنها تسبب لك الأرق النفسي والضيق الكبير، كونك مظلوماً في الموضوع كله ولا تمت له بأي صلة، لا من قريب ولا من بعيد.
تجربة مرة، قد يعيشها العديد من الطيبين في هذا الزمان، وهذه التجارب قد تكشف لنا بالفعل عن معدن العديدين من حولنا، الذين لا يثقون فينا أبداً، والمصدقين بشكل كبير للشائعات والأقاويل والأكاذيب، والذين يسارعون بحكمهم على الآخرين، دون الاستناد إلى أدلة أو براهين، ودون النظر إلى الأمور بصورة صحيحة وبشكل إيجابي ومتفهم، بل همهم هو مصالحهم واسمهم وشهرتهم وشؤونهم الخاصة فقط ليس إلا.
دروس الحياة بطبيعتها قاسية جداً، وكما يقال "لا أحد يتعلم ببلاش" لكنها في نفس الوقت مفيدة، وتفتح عيوننا جيداً على من حولنا، وعلى الذين بالفعل هم مخلصون في حبهم لنا معترفون بعملنا وحسن نوايانا، وتحذرنا عن طريق المواقف المختلفة وتلقي الضوء على المقربين من حولنا، والذين لا يحبون لنا الخير ويسعون دائماً وأبداً لوضع أحجار التعثر في دروبنا، ناهيك عن أنهم يهوون رمي الطيبين بسهام الغدر والخيانة، ولا يسعون إلا لتحطيمهم وتذليلهم، وهم بطبيعة الحال لا يقدّرونهم أبداً ولا يقدّرون أعمالهم وطيبتهم المخلصة لهم. وأسأل الله تعالى أن يبعدنا وإياكم عن مثل هؤلاء، وأن يحمينا من هذه الشاكلة من البشر، ومثل هؤلاء لا ينفع التعامل معهم، ولا ينفع الرد عليهم أو التعارك معهم، بل يجب أن نتركهم للأيام فهي كفيلة لتعليمهم ما لم أستطع إيصاله لهم في هذه السطور.
رائد عبدالعزيز القديحي - الدمام